وافق صل اللهم عليه وسلم على مفاوضتهم على شروط {{ الإستسلام }} ولم يفاوضهم {{ على الصلح }} كما يدعي البعض. ما الذي تم الإتفاق عليه ؟؟ وما الذي حدث بعد ذلك ؟؟ يتبع بإذن الله … ------صل اللهم عليه وسلم------- من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡ .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك
ووجد المسلمين في ذلك الحصن أيضا {{ منجنيق }} والمنجنيق هو آلة كانت تستخدم في رمي الحجارة الثقيلة على الأسوار فتهدمها ولم يكن العرب يعرفون {{ المنجنيق }} لأن {{المنجنيق }} آلة من آلات الحصار وهدم الأسوار والعرب لم تكن تعرف في حروبها الحصون والأسوار _______ انتقل اليهود الى الحصن الثالث في منطقة {{ النطاة }} وهو حصن {{ القلعة }} وكان هو أمنع حصون خيبر لأنه فوق قمة جبل ، ومن الصعب جداً الوصول اليه، فضلاً عن مهاجمته وكما يقول الرواة {{ لا تقدر عليه الخيل والرجال }} وفرض النبي صل اللهم عليه وسلم الحصار على حصن {{ القلعة }} واستمر الحصار ثلاثة أيام _______ و يأتي توفيق الله تعالى ونصره فألقى الله تعالى الرعب في قلب رجل من اليهود اسمه {{ عزول }} خاف إن انتصر النبي صل اللهم عليه وسلم، أن يقتل وتأخذ زوجته واولاده في السبي ، وتأخذ امواله فأراد ان يفعل شيء يحفظ به نفسه ، واولاده ، وزوجته ، وماله فأتى وتسلل من الحصن، وطلب مقابلة النبي صل اللهم عليه وسلم ثم قال له: يا أبا القاسم ، إنك لو أقمت السنين تحاصرهم ما بالوا بك [[ يعني مهما حاصرتهم لن يهتموا لحصارك ]] ولكن هناك طريقة واحدة لفتح الحصن قال له النبي صل اللهم عليه وسلم : _ ما هي ؟ قال: _ أمني [[ أعطيني الأمان ]] قال له النبي :_ أمنتك قال: _ وزوجتي وأبنائي قال:_ نعم قال: _ وأموالي قال: _ نعم قال: _ إن لهم جداول يخرجون بالليل يشربون منها، ثم يعودون الى قلعتهم فلو قطعت عليهم الطريق خرجوا لقتالك [[ أي يقطع عنهم مدد الماء للحصون ]] فأمر النبي صل اللهم عليه وسلم أن يقطع عنهم ، جداول الماء فاضطر اليهود الى الخروج وقتال المسلمين ودار قتال في منتهى الضراوة ، حتى انتصر المسلمون وافتتحوا حصن {{ القلعة }} بعد ثلاثة أيام ..وهكذا سقطت الحصون الثلاثة الأولى في منطقة {{ النطاة }} وكان في هذه الحصون أشد اليهود ______ بعد أن انتهى المسلمون من فتح الحصون الثلاثة في منطقة {{ النطاة }} انتقلوا الى المنطقة المجاورة لها وهي منطقة {{ الشق }} وقد قلنا أن بها حصنين... حصن {{ أبي }} وحصن {{ النزار }} وبدأ النبي صل اللهم عليه وسلم بحصن {{ أبي}} وتم حصار الحصن وخرج أحد اليهود يطلب المبارزة، فخرج اليه {{ أبو دجانة }} رضي الله عنه فقتله ثم دار قتال عنيف وانتصر المسلمون، واقتحم المسلمون حصن أُبي ثم هرب اليهود الى داخل الحصن الذي يليه وهو حصن {{ النزار }} وهو الحصن الخامس وكان هذا الحصن هو أمنع الحصون ، لأنه كان على جبل مرتفع ، حتى أن اليهود وضعوا في هذا الحصن نساءهم وأطفالهم وأموالهم فكان فيه {{ ٢٠٠٠ }} من نساء اليهود وظن اليهود أنه من المستحيل أن يفتح هذا الحصن ولذلك تحصنوا داخل الحصن ولم يخرج أحد منهم لقتال المسلمين، وانما قاموا برشق المسلمين من فوق الحصن بالنبل والحجارة وبالفعل استمر الحصار فترة طويلة، ولم يستطع المسلمون فتح الحصن وكان المسلمون كما قلنا قد وجدوا داخل حصن {{الصعب }} {{ المنجنيق }} وأمر النبي صل اللهم عليه وسلم، بنصب المنجنيق ، وبدأ يضرب اسوار الحصن حتى تهدم جزء من السور ، فتسلل المسلمون الى داخل الحصن ، ودار قتال من أعنف أنواع القتال داخل الحصن، وتم النصر للمسلمين، وفتح المسلمون حصن {{ النزار }} وأخذت جميع ما فيه من النساء سبايا وكان منهن السيدة {{صفية بنت حيي بن أخطب }} والتي اعتقها النبي صل اللهم عليه وسلم بعد ذلك وتزوجها [[ وسأذكر لكم زواج النبي صل اللهم عليه وسلم من السيدة صفية بالتفصيل في جزء مخصص ان شاء الله ]] وكانت هناك ، حصون صغيرة أخرى إلا أن اليهود بمجرد فتح هذا الحصن المنيع أخلوا هذه الحصون وهربوا إلى المنطقة الثالثة من خيبر وهي منطقة {{ الكتيبة }} [[ وكما اخبرتكم بالجزء السابق منطقة الكتيبة فيها ثلاثة حصون ]] حصن {{ القموص }} حصن {{ الوطيح }} حصن {{السُلالم }} هربوا وتحصن اليهود مرة أخرى في هذه الحصون وكانت معنويات اليهود {{ قد انهارت تماماً }} وبدأ المسلمون في حصار أول هذه الحصون وهو حصن {{ القموص}} واستمر الحصار أربعة عشر يوما، ودار قتال مرير حول الحصن وفي النهاية عندما شعروا بالموت كما قال عنهم الله تعالى {{ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ }} عندما شعروا بالنهاية ، وان جيش محمد صل اللهم عليه وسلم لايهزم ، لجؤا كعادتهم في كل زمان ومكان ، عندما يشعرون بالقهر والجبن والإنكسار ، على الفور يهرعون الى {{ المفاوضات }} طلب اليهود أن {{ يتفاوضوا }} مع رسول الله صل اللهم عليه وسلم
🔸🔸الحلقة الواحدة والستون بعد المائة🔸🔸 *********** السيرة النبوية العطرة (( فتح جميع حصون خيبر )) ______ _________ قلنا أن {{ علي بن ابي طالب }} رضي الله عنه وأرضاه ، قتل بطل اليهود {{ مَرحب }} وهنا أصيب اليهود بالرعب والفزع الشديد لأن بطلهم {{ مَرحب }} كما ذكرنا كان من أشد الفرسان في تاريخ العرب عامة، ولم يكن اليهود يتخيلون أبداً أن يقتله أحد من المسلمين ..فلما قتل {{ علي }} مرحب خرج اخو {{ مَرحَب }} يريد الثأر لأخيه وكان اسمه {{ ياسر }} وكان فارسا عملاقاً ، ضخم الجثة مثل أخيه وكان ايضا من أبطال اليهود مثل أخيه ، مرحب الذي قتل فكانوا أربعة أخوة معرفون بالقوة وهم ١_ مرحب ٢_ ياسر ٣_عامر ٤_الحارث فلما خرج {{ ياسر }} برز له {{ الزبير بن العوام }} رضي الله عنه [[ ابن عمة النبي صل اللهم عليه وسلم]] وكان عمره {{ ٣٥ عام }} وكان نحيفاً وطويل القامة وبدأ قتال شرس بين بطل اليهود {{ياسر }} وبين {الزبير بن العوام }} رضي الله عنه حتى قتل الزبير ، ياسر فأصيب اليهود {{ بالرعب }} واستطاع المسلمون أن يخلعوا باب الحصن ودار قتال مرير حول الحصن وسقط بعض أشراف اليهود وابطالهم في القتال حتى انهارت مقاومة اليهود وأخذوا يتسللون من الحصن هربا الى الحصن الذي يليه وهو حصن {{ الصعب }} وكانت الحصون مبنية بطريقة أن يؤدي كل منها الى الآخر ______ ففتح اول الحصون حصن {{ ناعم }} وانتقل اليهود الى الحصن الذي يليه وهو حصن {{ الصعب }} وبدأ الحصار والهجوم على الحصن وكان حصن {{ الصعب }} لا يقل صعوبة عن حصن {{ ناعم }} _______ وأراد الله تعالى أن يبتلي المؤمنين ، ويختبرهم اختبارا آخر صعبا الى جانب صعوبة الحرب وهو {{ الجوع }} اذ دخل المسلمون في جوع شديد جدا ..يقول أحد الصحابة :- لقد جهدنا وما بأيدينا من شيء وكان هنالك ثلاثين حمارا خرجت من بعض الحصون فأخذها رهط من المسلمين وذبحوها ليأكلوها [[ وكانت العرب تأكل الحمير عند الضرورة، ولم يكن قد نزل تحريم أكل الحمير ]] فلما رأى النبي صل اللهم عليه وسلم النار مشتعلة وشم رائحة اللحم قال: _ على أي شيء توقدون ؟؟ [[ لان النبي صل اللهم عليه وسلم، يعلم أن الجيش ليس معه لحم يطبخ ]] فقالوا: _ لحوم الحُمُر الأهلية [[ في هذه اللحظة الحرجة ينهى النبي صل اللهم عليه وسلم عن اكل لحوم الحمير وهم في جوع شديد ]] فقال :_ لا تأكلوا من لحوم الحمر شيئاً وأهرقوها [[ وكان هذا كما قلنا ، اختبارا صعبا فوق صعوبة المعركة، لأن الصحابة في جوع شديد، وهناك مجهود كبير يبذل في القتال، واللحوم قد نضجت، ورائحة الشواء ارتفعت، وبفضل الله تعالى نجح جميع الجيش في الإختبار، ولم يأكل أحد من هذه اللحوم، وكان ذلك من تربية النبي صل اللهم عليه وسلم التربية الإيمانية للصحابة ]] وبعد هذا الموقف الصعب ، وبعد استجابة جميع الصحابة لأمر النبي صل اللهم عليه وسلم وقف النبي صل اللهم عليه وسلم يدعو الله تعالى ووقف المسلمون يؤمنون خلفه {{ اللهم قد عرفت حالهم وأن ليست بهم قوة وأن ليس بيدي شيء أعطيهم إياه فأفتح عليهم أعظم حصونها عنهم غناء ، واكثرها طعاما و ودكا }} [[ والودك هو دهن الأنعام ]] _______ في اليوم التالي وبعد {{ ٣ أيام }} من الحصار ومحاولة فتح الحصن خرج أحد مقاتلي اليهود واسمه {{ يوشع }} وطلب المبارزة فخرح اليه {{ الحباب بن المنذر }} رضي الله عنه ،فقتله ثم خرج من اليهود أحد فرسانهم واسمه {{ الديان }} يطلب المبارزة فخرج اليه {{ عمارة بن عقبة }} رضي الله عنه فقتله وشد المسلمون هجومهم على الحصن حتى نجحوا بفضل الله تعالى ، في فتح الحصن وتسلل اليهود هرباً الى الحصن الثالث في منطقة {{النطاة }} وهو حصن {{ القلعة }} ______ وكان حصن {{ الصعب }} الذي فتح بعد دعاء النبي صل اللهم عليه وسلم أغنى حصون خيبر بالطعام ، فوجدوا في ذلك الحصن من الشعير ، والتمر ، والسمن ، والعسل ، والسكر ، والزيت ، والودك شيئا كثيرا ونادى منادي رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - وقال لهم :_ كلوا واعلفوا دوابكم ولا تحملوا منه شيئاً فأكل المسلمون حتى شبعوا وكان من ضمن الطعام الذي وجدوه {{ البصل والثوم }} فأكلوا منه وهم جياع وكان قد بنى النبي صل اللهم عليه وسلم، للمعسكر مسجدا للصلاة يصلون فيه فلما كان وقت الصلاة وذهب الناس إلى المسجد و إذا بريح البصل والثوم فقال صل اللهم عليه وسلم:_من أكل الثوم أو البصل من الجوع أو غيره فلا يقربنَّ مسجدنا [[ وليس في ذلك نهي عن أكل الثوم والبصل أي مطلقا، إنما النهي عن إتيان المسجد لمن أكلهما ]]
:_يا ابن الاكوع اسمعنا من هيناتك [[ أي انشد لنا من اشعارك بصوتك الجميل ]] وحرك بنا الركب فسار {{ عامر بن الاكوع }} امام الركب كي ينشط الرواحل وهو يردد بصوته الجميل ويرتجز الشعر اللهم لولا انت ما اهتدينا .. ولا تصدقنا ولا صلينا الى آخر الابيات فقال له النبي صل اللهم عليه وسلم،عند سماع صوته الجميل :_ يرحمك الله ..وكان حسن الصوت بالحداء إذا حدا أعنقت الإبل [[ أي أسرعت الأبل ، لان الابل تتأثر بالصوت الجميل ، وكما حدث في حجة الوداع عندما اخذ يحدوا انجشة رضي الله عنه فأسرعت الابل من حسن صوته ، وامهات المؤمنين ، في الهودج فقال له النبي صل اللهم عليه وسلم، يا أنجشة رويدك، رفقا بالقوارير ، لانهم داخل الهودج فإذا اسرعت الابل اهتز الهودج وربما تتأذى النساء داخلها ]] فقطعوا الطريق الذي يحتاج{{ ٥ ليالي }} في {{ ٣ }} ليالي لان العرب كانت لا تقطع بلغة اليوم {{ ٣٠ كيلو }} في الليلة فقطعوا في كل يوم تقريبا {{ ٥٠ كيلو}} وكما قلنا بين المدينة وخيبر {{ ١٦٥ كيلو }} قطعوها في ثلاث ليالي وهكذا سار الجيش بروح ايمانية عالية جدا ، بالرغم من علمهم بالصعوبة الشديدة للمعركة وبحصون خيبر وكثرة رجالها ، وكثرة عتادها الحربي ..حتى انهم كانوا يكبرون ويهللون ويدعون الله تعالى بأصوات مرتفعة {{ الله أكبر، لا إله إلا الله }} فقال لهم النبي صل اللهم عليه وسلم:_اربعوا على أنفسكم [[ أي ارفقوا بأنفسكم ، لا تبالغوا في رفع أصواتكم ]] فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إنكم تدعون سميعا قريبا وهو معكم [[ نهاهم النبي صل اللهم عليه وسلم، عن رفع اصواتهم والمقصود الرفع الخارج عن العادة الذي يؤذي الآخرين ، لأنه امر اصحابه ان يرفعوا اصواتهم بالتلبية ، ولكن لا نرفع الاصوات بالتلبية بشكل يؤذي الاخرين ]] وكان {{ عبدالله بن قيس }} رضي الله عنه يسير خلف دابة النبي صل اللهم عليه وسلم، وهو يردد {{ لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم }} فقال له النبي - صل اللهم عليه وسلم -:_ يا عبدالله بن قيس قال :_ لبيك يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - قال:_ ألا أدلك على كلمة من كنز الجنة؟ فقال :_ بلى يا رسول الله- صل اللهم عليه وسلم - فداك أبي وأمي قال {{ لا حول ولا قوة إلا بالله }} ________ فلما اشرف على خيبر قام وصلى ، النبي صل اللهم عليه وسلم بأصحابه المغرب والعشاء {{جمع تقديم }} بعيدا عن حصونهم ، حتى لايروه [[ لان الدنيا مازالت مضيئة و سقوط قرص الشمس عند المغرب لا يعني العتمة خاصة في المناطق الصحراوية ]]حتى اذا دخلت العتمة تقدم بجيشه بهدوء الى حصونهم وأمر المسلمون ان يصلوا الفجر مغلسين [[ اي يصلوا الفجر فورا عند دخول وقته قبل ان يسفر النهار ، كي لاتراهم يهود فيباغتهم بغتة ]] وكان اليهود اذا اقبل الليل دخلوا حصونهم واغلقوا ابوابهم ، وفي الصباح يفتحون ابواب حصونهم ويخرجون للعمل صلى بهم الفجر و بدأ خروج اليهود من الحصن الى مزارعهم وهم يحملون أدوات الزراعة، وهم لا يدرون بالمسلمين فلما رءاهم النبي صل اللهم عليه وسلم قال لأصحابه :_ قفوا ثم قال :_ اللهم رب السموات وما أظللن ، ورب الأرضين وما أقللن ، ورب الشياطين وما أضللن ، ورب الرياح وما أذرين فإنا نسألك من خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها ..اقدموا بسم الله ، فتقدموا فلما رأوا اليهود الجيش صاحوا في فزع :_محمد والخميس !!!! - صل اللهم عليه وسلم - [[ الخميس معناه الجيش ، وقد كان العرب يطلقون على الجيش الخميس لأنه خمسة أقسام ، مقدمة ، ومؤخرة وميمينة ، وميسرة ، وقلب ]] محمد والخميس !!!!! - صل اللهم عليه وسلم - واخذوا يهربون ، مسرعين الى حصونهم وصاح بهم النبي صل اللهم عليه وسلم، صيحة سمعها الجيش كله ، وسمعها اليهود :_ الله أكبر _ الله أكبر !! خربت خيبر ، إنا إذا نزلنا بساحة قوم ، فساء صباح المُنذرين [[ لم يتوقعوا قدوم النبي صل اللهم عليه وسلم، لغزوهم كانوا يقولون :_ محمد يغزونا ؟؟ !! هيهات هيهات ]] - صل اللهم عليه وسلم - يتبع بإذن الله … ------صل اللهم عليه وسلم------- من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡ .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك
🔸🔸الحلقة التاسعة والخمسون بعد المائة🔸🔸 ********* السيرة النبوية العطرة (( الخروج الى خيبر )) ______ خرج صل اللهم عليه وسلم الى (( خيبر )) وكان معه {{ ١٤٠٠ }} مقاتل من المسلمين ، الذين بايعوا النبي صل اللهم عليه وسلم في صلح الحديبية وخيبر كما قلنا فيها {{ ١٠ آلاف }} مقاتل وكان اهل {{ خيبر }} يرسلون مع المسافرين ركاب الطرق ، رسائل للمدينة [[ من باب التخويف ، من باب الاعلام المزيف كما يفعلون اليوم ، من باب الإشاعة ، فاليهود على مر العصور شغلهم الشاغل أمرين ، ان يمسكوا بعصب اقتصاد العالم ، والاعلام المزيف ]] فكانوا يرسلون مع المسافرين ركاب الطرق ، رسائل للمدينة يقولون لعل ابا القاسم [[ اي النبي - صل اللهم عليه وسلم - وكانوا لا ينادونه باسمه محمد- صل اللهم عليه وسلم - إلا ما ندر ، لكي لا يثبتوا عليه صفة الحمد صل اللهم عليه وسلم]] :_ لعل أبا القاسم ، يفكر يوماً في غزو خيبر ، هيهات هيهات خيبر فيها [[ ١٠ آلاف مقاتل ]] مدجج بالسلاح وكم عدد اهل المدينة من اصحابه ؟؟ هذه هي الرسائل التي كانت تصل للنبي صل اللهم عليه وسلم والنبي صل اللهم عليه وسلم يعلم عدتهم ولكنه يعلم كيفية اصحابه ، لا كمهم ولا يلتفت لعددهم فالنبي صل اللهم عليه وسلم لا يعنيه {{ الكم }} بدليل قوله تعالى {{ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ }} اتذكرون يوم بدر ؟؟ كان عدد الصحابة {{ ٣١٣ }} قريش كانت {{ ٩٥٠ }} والآن يخرج {{١٤٠٠ }} من الصحابة ليلقى {{ ١٠ آلاف }} خرج صل اللهم عليه وسلم لخيبر ___________ هنا تحرك المنافقون في المدينة على الفور فأرسل المنافقون إلى يهود خيبر يخبرونهم بقدوم الرسول إلى خيبر فأرسل رأس المنافقين {{ عبدالله بن أبي ابن سلول }} إليهم يخبرهم بأن محمدا - صل اللهم عليه وسلم - سائر إليكم ، فخذوا حذركم ، وأدخلوا أموالكم حصونكم ، واخرجوا إلى قتاله ولا تخافوا منه، إن عددكم كثير ، وقوم محمد - صل اللهم عليه وسلم - شرذمة قليلون ، وهم عزل لا سلاح معهم إلا قليل [[ يشجعهم على قتال النبي صل اللهم عليه وسلم، يخبرهم ان أعداد المسلمون قليلة، وليس معهم سلاح الا القليل لا تخافوا ]] فلما وصل الخبر لليهود قالوا باستهزاء :_ محمد- صل اللهم عليه وسلم - يغزونا ؟ !!! هيهات هيهات [[ يعني مش مصدقين ]] ولكنهم اخذوا يستعدون ويأخذون احتياطهم وأرسلوا الى سيد غطفان {{ عيينة بن حصن }} اتذكرون هذا الاسم الذي سماه النبي صل اللهم عليه وسلم{{ الأحمق المطاع }} ارسلوا له :_ يا عيينة نعطيك نصف ثمار خيبر ، في سبيل ان تقف معنا من اهل {{ غطفان}} في قتال المسلمين [[ هل تعلمون كم كان عدد ثمارهم في خيبر ، لقد كانوا يجنون كل عام من نخيلهم {{ ٤٠ ألف }} حمل من ثمارها ، فكانت خيبر ومازالت تمد المدينة ومكة في موسم الحج بالتمر ، فخيبر اعظم بقعة في الارض من حيث ثمار التمر ]] فوافق {{ الأحمق المطاع }} على الفور وبدأت تستعد لقتال المسلمين وأعدت جيشا ضخما لذلك قوامه {{ ٤ آلاف }}مقاتل بقيادة الاحمق المطاع {{عيينة بن حصن }} _______ وعلم النبي صل اللهم عليه وسلم، بخبرهم وكان له صل اللهم عليه وسلم، عيونا من اصحابه حول المدينة يمدونه بالأخبار فقرر صل اللهم عليه وسلم، ان يرسل على الفور سرية الى غطفان حتى يظنوا ان النبي صل اللهم عليه وسلم سيغزو ديارهم وليس خيبر ..وأمر هذه السرية أن تظهر أمرها ولا تتخفى بل وتحدث صوتا عاليا حتى تلفت اليها الأنظار ، وبذلك تخاف {{ غطفان }} على نفسها وتظل في ديارها ولا تخرج لحرب المسلمين في خيبر وبالفعل عندما سمع جيش {{ غطفان }} الصوت، انزل الله الرعب في قلوبهم ، وعادوا مسرعين إلى ديارهم ، وتركوا يهود خيبر في حرب الرسول- صل اللهم عليه وسلم - منفردين ..وقرر النبي صل اللهم عليه وسلم ان ينزل بجيش المسلمين في شمال خيبر __________ قلنا ان خيبر موقعها {{ الشمال الشرقي }} للمدينة المنورة فمن يأتي من المدينة المنورة الى خيبر سيدخلها من الجنوب فلماذا اختار حبيبنا صل اللهم عليه وسلم، ان يدخل خيبر من {{ الشمال }} وليس من الجنوب ؟؟؟ لان {{ غطفان }} تقع ايضا {{ بالشمال الغربي }} للمدينة فنزل بجيش المسلمين من الشمال ، حتى يحول بين خيبر وبين غطفان ، إن فكرت غطفان العودة لحرب المسلمين ________ وسار صل اللهم عليه وسلم لخيبر على بركة الله وكان معه رجل من اصحابه حسن الصوت يجيد في ارتجاز الشعر وكان اسمه {{ عامر بن الاكوع }} فقال له النبي صل اللهم عليه وسلم
في هذه الفترة ؟ حوالي {{ ٤٠٢٦ حديث }} وكان من أهل الصفة واهل الصفة من فقراء المدينة [[ كان يجلسون عند الصفة ، من ذهب عمرة او حج وتشرف بزيارة المسجد النبوي ، إذا وقفت تسلم على النبي صل اللهم عليه وسلم، في الجهة المقابلة الخلفية للحجرة النبوية ، يدخلها النساء للسلام على رسول الله ، يوجد مكان مرتفع قليلا ، هذا المكان كان يجلس فيه أهل الصفة وابو هريرة ]] وكان النبي صل اللهم عليه وسلم يعطف عليهم كثيرا ، ودائما ينفق عليهم مما افاء الله عليه لذلك لزم النبي صل اللهم عليه وسلم، وحفظ من الاحاديث الكثير كان لطيفاً جدا ، وخلوق ، ومرح صاحب دعابة ، وكان النبي صل اللهم عليه وسلم يحبه ويناديه {{ أبا هر }} جزاك الله عنا كل خير يا {{ أبا هريرة }} لما قدمته للإسلام وللمسلمين وإن كنت مسكينا في حياتك ، فهنيئا لك الجنة أيها الصحابي الجليل {{ اليماني }} وهنيئاً لاخواننا في {{ اليمن }} يكفيكم فخراً وشرفاً ، ان تقدموا للأمة الإسلامية أعظم رجالها وقد ذكر اسمه في سجل العظماء واطلق عليه اسم {{ نيل الأوطار }} فلقد طار ذكره ، وعلا صيته ، وأصبح مرجعاً ، لا يستغني عنه أي طالب علم ! ظل ملازما للنبي صل اللهم عليه وسلم، لا يفارقه أبدا وعاش بعد النبي فترة طويلة {{ ٤٧ عام }} رضي الله عنه وأرضاه _________ جاء {{ أبو هريرة }} الى المدينة مؤمناً مهاجراً ، وكان المسلمون قد خرجوا الى {{ خيبر }} فصلى الصبح في المدينة، ثم لحق بالمسلمين في {{ خيبر }} يتبع بإذن الله … ------صل اللهم عليه وسلم------- من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡ .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك
__________ وبلغه صل اللهم عليه وسلم بعد صلح الحديبية ، أن يهوداً لم يرق لهم هذا الصلح ، الذي أبرم بين النبي صل اللهم عليه وسلم، وبين قريش ..فقد كانت اليهود تعتمد على قريش في {{ معادات }} النبي صل اللهم عليه وسلم وحربه وسعت يهود لتحريض قريش على نقض الصلح وبلغ النبي صل اللهم عليه وسلم ذلك ، ولكن قريش رفضت نقض الصلح [[ إذن اذا فشلت يهود بأقناع قريش اليوم ، ستنجح غدا ولعل يهود إذا فشلت مع قريش في اقناعها نقض عهدها مع النبي ، ربما تسعى لغيرها من القبائل للتحريض على الرسول صل اللهم عليه وسلم ولغزو مدينته ]] فهل ينتظر نبينا صل اللهم عليه وسلم يهود {{ خيبر }} ان يجيشوا له الأحزاب مرة أخرى ؟؟ ثم يأتون الى المدينة لغزوها ..وهو الذي يقول صل اللهم عليه وسلم {{ لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين }} ______ فبعد {{ ٢٠ }} يوم من صلح الحديبية ، وعلى الفور كان قرار النبي صل اللهم عليه وسلم التوجه لخيبر لماذا بعد صلح الحديبية وبهذه السرعة ؟؟ ١_ أمن النبي صل اللهم عليه وسلم جانب {{ قريش }} [[ ألم نذكر ان بنود الصلح { ٤ } منها هدنة لمدة عشرة سنوات بين النبي وقريش من غير حروب ]] __________ ٢_مواجهة خيبر لا بد منها على الفور ، ليحصل استقرار الدولة الاسلامية __________ ٣_ خبر صلح الحديبية ، لم يعجب اليهود وبلغه صل اللهم عليه وسلم انهم يفكرون بغزو المدينة عند ذهابهم للعمرة ، عمرة القضاء [[ ألم يكن في البند أن يرجع المسلمين هذا العام ولا يطوفون بالبيت ، ويأتونا في العام القادم وتترك لهم قريش الكعبة ، فأخذا يهود خيبر يخططون ، غزو المدينة عند خروج النبي واصحابه للعمرة في العام القادم ]] __________ ٤_ نبينا صل اللهم عليه وسلم، كان لا يأمن أن تنقض قريش بنود صلح الحديبية، فأراد ان يكسب هذه الهدنة في التخلص من اليهود ________ وعندما أراد صل اللهم عليه وسلم، الخروج لخيبر كره خروج المنافقون معه الى خيبر ..والسبب ؟؟ لأن وجود المنافقون في الجيش يضعف الصف الإسلامي، ولأن هناك علاقة حميمية بين {{ المنافقون وبين اليهود }} منذ كان اليهود موجودون في المدينة ولذلك فلا يأمن أن يكون وجود المنافقون في الجيش عيونا لليهود داخل الجيش المسلم ؟ والنبي صل اللهم عليه وسلم، يعرف المنافقين وبدليل ذلك أن النبي أعطى حذيفة بن اليمان {{ اسمائهم }} وقال له لا تخبر أحدا ، و وصاه إذا رأيت من يستخلفني من بعدي [[ أي الخلفاء الراشدين ]] أراد ان يستخدم رجل منهم ، فأنصحه [[ فنحن لنا الظاهر ، والله يعلم السرائر ، لعل هذا المنافق يوما ما يتوب ، فالهداية من الله ]] فلم يفضح النبي صل اللهم عليه وسلم، المنافقون في حياته [[ فلم يقل لهم ، انت اخرج معنا ، انت لا تخرج لانك منافق ، لا لا ]] لذلك أعلن النبي صل اللهم عليه وسلم ألا يخرج معه في الجيش إلا من شهد {{ الحديبية فقط }} وبذلك ضمن صل اللهم عليه وسلم، ألا يخرج في الجيش الا المؤمنون فقط، لأن الله تعالى شهد لمن بايع بيعة {{ الرضوان }} بالإيمان ..قال تعالى {{ لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ}} وقد قلنا من قبل أن الصف المؤمن اذا كان خالصا نقيا فلابد أن يأتي النصر مهما كانت أعداد المؤمنين قليلة ومهما كانت أعداد أعدائهم كثيرة _______ وخرج صل اللهم عليه وسلم بجيش قوامه {{ ١٤٠٠ }} رجل من الصحابة من أصحاب الإيمان الخالص لله وعندما خرج النبي صل اللهم عليه وسلم من المدينة متوجها لخيبر جاء وفد من أهل اليمن كانوا قد أسلموا ، الى المدينة المنورة وكان معهم شاب نحيل لم يتجاوز {{ ٣٠ }} عام أسمه {{ عبد الرحمن بن صخر الأزدي }} وكانت تبدو عليه ملامح الفقر والبؤس الشديد ، و كانت له هرة صغيرة يحملها على كتفيه ، يطعمها ويعطف عليها هل عرفتم من هذا الشاب ؟؟ إنه {{ أبو هريرة }} رضي الله عنه وارضاه هذه الهرة [[ القطة ]] التي يحملها على كتفه ، ستصبح فيما بعد {{ أشهر هرة }} خلقها الله منذ بداية الخلق فلقد كناه الناس {{ ابو هريرة }} لشدة اعتنائه بهذه الهرة وهو نفس الاسم الذي سيتردد بعد ذلك في سجل العظماء إلى قيام الساعة ..هذا {{ ابو هريرة }} الذي جاء مسلما كان اكثر صحابي نقل حديث النبي صل اللهم عليه وسلم على وجه البرية ..والذي لا يخلو كتاب يتحدث عن الإسلام من ذكر كنيته الشهيرة {{ أبي هريرة }} لم يصحب الرسول لاكثر من {{ ٤ سنوات فقط }} من أصل {{ ٢٣ سنة }} من عمر الدعوة الاسلامية اتدرون كم حديث حفظ عن النبي صل اللهم عليه وسلم
🔸🔸الحلقة الثامنة والخمسون بعد المائة🔸🔸 ******* السيرة النبوية العطرة (( غزوة خيبر )) __________ تحدثنا عن صلح الحديبية ، الذي كان في شهر {{ذي الحجة}} من السنة السادسة من الهجرة وبعد {{ ٢٠ }} يوما فقط من صلح الحديبية ، في شهر {{محرم }} من السنة السابعة من الهجرة [[ يعني بداية السنة السابعة ]] قام صل اللهم عليه وسلم بغزو اليهود في {{ خيبر }} ________ ما هي خيبر ؟؟ مدينة تقع في شمال شرق المدينة المنورة تبعد عن المدينة المنورة مسافة {{ ١٦٥ كم }} و {{ خيبر }} كلمة من لغة اليهود معناها {{ الحصن }} لأن فيها حصون ..هي عبارة عن مجموعة حصون ، واليهود يعيشون داخل هذه الحصون ولذلك كان يسميها البعض {{ خيابر }} صيغة الجمع ..وفيها {{ ١٠ }} آلاف مقاتل وكانت أكبر مكان يتجمع فيه اليهود بالعالم كله ________ في المدينة كان من اليهود {{ ٣ }} قبائل فقط وذكرتها لكم بالتفصيل ١_ بني قينقاع ... وقد {{ نقضوا العهد }} وقد أجلاهم النبي صل اللهم عليه وسلم بعد قيامهم بالإعتداء والتحرش بعرض امرأة مسلمة، ثم قتل رجل مسلم قام بالدفاع عنها _______ ٢_ بني النضير .... نقضوا {{ العهد }} وقد أجلاهم ايضا النبي صل اللهم عليه وسلم بعد نقضهم العهد و محاولتهم قتل النبي صل اللهم عليه وسلم _______ ٣_ بني قريظة .... نقضوا {{ العهد }} بعد خيانتهم ونقضهم العهد وانضمامهم للأحزاب في حربهم ضد المسلمين ، و طلبوا ان يحكم عليهم سعد بن معاذ ..وكان حكم {{ سعد بن معاذ رضي الله عنه }} عليهم بقتل رجالهم وسبي نسائهم واموالهم ، وحكم عليهم {{سعد}} بحكم الله من فوق سبع سماوات فكان الجزاء من جنس العمل ___________ فأصبحت قاعدة عند النبي صل اللهم عليه وسلم وهو الملهم من ربه الذي لا ينطق عن الهوى بأن {{ عهود ويهود ضدان ، لا يجتمعان ابداً ابداً ابداً }} منذ ذلك الزمن الى ايامكم هذه و من أراد أن يعرف حقيقتهم فليقرأ سورة {{ البقرة }} يهود الذي أنجاهم الله عزوجل ، من فرعون وبطشه فكان يقتل ابنائهم ويستحيي نسائهم [[ معنى الاستحياء لا كما يفهمه البعض (الاعتداء الجنسي ) ولكن معناه ان يقتل ابنائهم الذكور ويستحي نسائهم ، يعني يبقي بناتهم احياء ، ذريتهم من الإناث ، وليس موضوعنا ]] انجاهم الله من فرعون وبطشه ، وشق لهم البحر فعبدوا العجل فلقد شيبوا نبيهم {{ موسى عليه السلام }} وكادوا أن يشيبوا {{ نبينا }} ولكن نبينا صل اللهم عليه وسلم بتوجيه من الله كان لا يُخدع بهم _______ اليهود الذين أجلاهم النبي صل اللهم عليه وسلم، الكثير منهم أتجه نحو خيبر ..فأصبحت {{ خيبر }} وكر للدسائس فاليهود الآن مركزهم الثقلي في {{ خيبر }} ويمتدون لتيماء وتبوك أما بالنسبة لليهود سكان {{ خيبر }} فلم يظهروا العداء للمسلمين حتى نزل فيهم ، كبار اليهود الذين أجلاهم النبي صل اللهم عليه وسلم عن المدينة فكانوا كلهم {{ حقد وكراهية }} للإسلام وللمسلمين ، وللنبي صل اللهم عليه وسلم وكانوا يرغبون بالعودة الى ديارهم في المدينة المنورة ، التي أجلاهم عنها النبي صل اللهم عليه وسلم .. فمنذ أن نزلوا في {{ خيبر }} أصبحت {{ خيبر }} هي وكر الدسائس والمؤامرات ، واثارة الحروب ضد المسلمين ومن خيبر خرج وفد اليهود ، لحشد قريش والأحزاب لغزو المدينة [[ وقد ذكرناها ]] فكانوا هم من يكيدون للنبي صل اللهم عليه وسلم وصحابته الكرام ________ وقد ذكرت لكم كيف ان النبي صل اللهم عليه وسلم، بعد غزوة الأحزاب ، أرسل السرايا ، لتأديب القبائل العربية حول المدينة ، الذين شاركوا الأحزاب في غزو المدينة ..والنبي صل اللهم عليه وسلم، كما تعلمنا من السيرة هو {{ النبي القائد }} لم ينسى ما فعلوه أهل {{ خيبر }} بحشدهم الأحزاب ومؤامرتهم لغزو المدينة لماذا بعد غزوة الأحزاب ، لم يجيش النبي جيش لغزو خيبر على الفور ، وهي التي كانت رأس الافعى ؟؟ لأن في ذلك الوقت لم يكن ممكناً غزو {{ خيبر }} و لأن النبي صل اللهم عليه وسلم، كان مشغولاً بحربه مع قريش ، ولم يكن يريد أن يفتح جبهتين للمواجهة في نفس الوقت فكان صل اللهم عليه وسلم، يخشى أن تباغت قريش المدينة اذا خرج لحرب {{خيبر }} وخصوصا أنه معروف ان خيبر مدينة حصينة جدا ، وأعداد اليهود بها كبيرة [[ يعني محاربة خيبر ، وفتحها ستأخذ وقت طويل ]] لذلك نبينا وحبيبنا صل اللهم عليه وسلم، لم ينسى يهود {{ خيبر }} وما فعلوه فأجل فتح {{ خيبر }} حتى تأتي الفرصة المناسبة
فخرج ايضاً إليهم مستضعفين من المسلمين ، من قبائل العرب من حولهم ، حتى بلغ عددهم عدة اهل بدر {{ ٣١٣ }} اميرهم ابو جندل ابن {{ سهيل بن عمرو }}
_______
وجن جنون قريش ماذا نفعل ليس لهم حل ؟؟
قوم بين الجبال والساحل وليس لهم مقر ماذا نفعل لهم ؟؟وتمكنوا من قطع تجارة قريش فأرهقوها
وهذا كله قبل أن يمضي عام على الصلح [[ يعني شهرين فقط ]]
ألم يقل لهم الصادق الأمين حبيب رب العالمين صل اللهم عليه وسلم{{ إن الله سيجعل لكم فرجاً ومخرجاً }}
صلوا على حبيب القلوب - صل اللهم عليه وسلم -
اجتمعت قريش و اختارت {{ ابا سفيان }} ومعه رهط من قومه
وفداً الى رسول الله صل اللهم عليه وسلم الى المدينة
ومعهم كتاب موقع من {{ سهيل بن عمرو }} والشهود الذين كانوا معه في يوم صلح الحديبية
وجاء ابو سفيان يرجو النبي صل اللهم عليه وسلم، ويناشده الله والرحم
يقول له :_ انشدك ربك والرحم الذين بيننا ، إلا قبلت رجاءنا يا محمد - صل اللهم عليه وسلم -
قال :_وماهو طلبكم ؟
قال :_ان تأوي إليك جماعتك {{ابو بصير }} و{{ابو جندل }}وكل من اراد ان يهاجر ، وامسح هذا البند من الصلح بيننا
فنظر النبي صل اللهم عليه وسلم في وجه اصحابه
وقال لهم على سمع ابو سفيان
قال :_ارأيتم حين رضيت وأبيتم ؟؟
فقبل النبي صل اللهم عليه وسلم
[[ وكان هذا من صالح المسلمين ]]
ثم أمر احد اصحابه ان يكتب كتاباً وبحضور{{ ابو سفيان }}
أمر ان يكتب
الى {{ابي بصير }} و{{ ابو جندل }} أن يقدما الى المدينة ومن معهم من المستضعفين
ورجع ابو سفيان الى مكة
وانطلق الرسول بكتاب النبي صل اللهم عليه وسلم
الى {{ ابي بصير }} و {{ ابي جندل }} بالساحل
_________
فما أن وصل حامل الرسالة
واذا {{ ابا بصير }} قد حضره الموت رضي الله عنه وأرضاه
فقيل له يا ابا بصير :_
هذا رسول ، رسول الله
فأخذ الكتاب وقبله ، و وضعه على عينيه ، ثم قرأ الكتاب وهو يجود بنفسه
وهو يقرأ الرسالة ويردد {{ الصلاة والسلام على رسول الله }} وفاضت روحه وهو يقرأ و وقع الكتاب على صدره
فأخذ ابو جندل الكتاب
وامر ان يجهز {{ ابو بصير}} فلما جهزوه و صلوا عليه ودفنوه في موقعه
انطلق ابو جندل و من معه الى مدينة الحبيب المصطفى صل اللهم عليه وسلم
هذه نبؤة النبي صل اللهم عليه وسلم
اتذكرون حين قال لابي جندل
{{ يا أبا جندل اصبر واحتسب ، فإن الله جاعل لك ولمن معك فرجاً ومخرجا}}
_____
وانتم يا أحباب رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - لكم منه نبؤة ، يا من تمسكتم بكتاب الله وسنة نبيه - صل اللهم عليه وسلم -
اسمعوها من رسول الله صل اللهم عليه وسلم
إن من ورائكم أيام صبر ، الصبر فيهن {{ كقبض على الجمر }} للعامل فيها أجر خمسين
قالوا: _ يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - أجر خمسين منا ام منهم ؟؟
قال:_ خمسين منكم
[[ فأستغرب الصحابة ما الفضيلة التي اوصلتهم لهذا الاجر العظيم ]]
قالوا :_ لِمَ يا رسول الله ؟؟ - صل اللهم عليه وسلم -
قال :_ لأنكم تجدون للحق نصيرا ، ولا يجدون ، يكتم المؤمن إيمانه فيهم ، كما يكتم المنافق نفقه فيكم
{{إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء}}
وكأن النبي صل اللهم عليه وسلم يصبركم ويقول لكم قليلاً من الصبر يا احبابي ، يا من آمنتم برسالتي ولم تروني ، فالفرحة وقرة العين والغبطة والسرور قريبة جدا ، وملتقانا في الجنة في طوبى في حياة سرمدية ابدية ، غير زائلة
{{ طوبى للغرباء }}
صلوا على حبيبكم المصطفى صل اللهم عليه وسلم
يتبع بإذن الله …
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡ .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك
وجاء {{ أبو بصير رضي الله عنه وأرضاه }} جاء بكل هدوء يركب بعير الرجل المقتول {{ خنيس }}
فأناخ البعير بباب المسجد ، ودخل وسلم والنور يشرق من وجهه
وقال :_ السلام على رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -
قال:_ وعليك السلام
قال:_ يا نبي الله ! - صل اللهم عليه وسلم -
أما انت قد أوفى الله ذمتك ، و قد رددتني إليهم [[ اي الى قريش ]] ثم أنجاني الله منهم ، واعتصمت بديني ورجولتي ولا حرج عليك
وهذا سلب المقتول [[وضع سيف المقتول والترس والمتاع والناقة ]]
هذا سلب المقتول اضعه بين يديك
فقال النبي صل اللهم عليه وسلم:_
يا ابابصير إني اذا خمسته [[ اي اعتبرته غنيمة ]] رأوني قريش لم اوفي لهم بالذي عاهدتهم عليه
ولكن شأنك بسلب صاحبك ، اذهب حيث شئت ، ولا تقم في المدينة
[[ الآن ما بقدر اجبرك ترجع لقريش لانك صرت مطلوب بدم ، وانا سلمتك وانتهت مهمتي ، والحق على قريش ما عرفوا يختاروا رجالهم ، اذهب واختر اي مكان اهرب فيه انت حر ولا تقيم في المدينة ]]
فقال أبو بصير:_ يا رسول الله- صل اللهم عليه وسلم - ، أعطني رجالاً أفتح لك مكة
فالتفت النبي صل اللهم عليه وسلم لاصحابه
وقال :_ ويل أمه مسعر حرب ، لو كان معه رجال
[[ ويل أمه كلمة مدح عند العرب ، يعني ويل امه على هل الخلفة مخلفه رجل بكل بمعنى الكلمة ، مسعر حرب ، بيقدر يشعل حرب ويوقع فيهم الرعب ، بس لو كان مع رجال حوله ]]
سمع {{ ابو بصير }} العبارة
وفعلا هو ابو بصير [[ اسم على مسمى ، وهو صاحب بصيرة رضي الله عنه ، ففهم هذه العبارة وعاهد نفسه ان يكون كذلك ]]
رجال !!!
اقسم بالله العلي العظيم {{ إنهم رجال }} صدقوا ما عاهدوا الله عليه
وأنزل الله فيهم شهادة في نص قرآني يتلى الى قيام الساعة
فاستأذن {{ ابو بصير }} وودع النبي صل اللهم عليه وسلم والصحابة وخرج ، لا أحد يدري أين توجه ؟؟
________
اما الدليل {{ كوثر }} فأمنه النبي صل اللهم عليه وسلم مع رجلين من اصحابه ، حتى لا يعتدى عليه في الطريق حتى اوصلوه الى اطراف مكة ودخل وأخبر قريش بالذي حدث
فقام {{ سهيل بن عمرو }}
وقال :_ ماهذا الذي عاهدنا محمد - صل اللهم عليه وسلم - عليه ، لقد نقض محمداً - صل اللهم عليه وسلم - عهده !!!!
فقام له ابو سفيان
[[ ولأول مرة من بداية السيرة يقول ابو سفيان حقاً وصدقاً ويلهم رشداً ]]
فقال ابو سفيان :_ وما على محمد - صل اللهم عليه وسلم - ؟ !!! [[ ما علاقة محمد ]] - صل اللهم عليه وسلم -
اذ دفع صاحبكم الى رسلنا ، ولكن الرجل قد قتل صاحبكم ولم يكن بأذن محمد - صل اللهم عليه وسلم -
وهذا هو {{ كوثر }} يقول لكم لم يقبله في مدينته، بل اخرجه منها
فماذا تريدون من محمداً- صل اللهم عليه وسلم - اكثر من هذا ؟؟
فأسند {{ سهيل بن عمرو}} ظهره لباب الكعبة
وقال :_ ورب هذا البيت لا ارفع ظهري عن بابها حتى تدفع دية صاحبي
فقال له ابو سفيان :_ ومن يؤدي ديته لك ؟ !!
قال :_ انتم
قال :_ نحن لم نأمر بقتله ، ولم نختره رسولاً ، انت الذي اخترته !!
قال :_ إذن يؤديها محمد - صل اللهم عليه وسلم -
قال ابو سفيان :_ إنه للسفه [[ يعني انت سفيه ]] وما على محمد - صل اللهم عليه وسلم - من ديته ؟؟
وقد قتله رجل منا كان طريداً ، لم يقبله محمدا - صل اللهم عليه وسلم - في صحبه
ثم اخذ بمجامع ثياب {{سهيل }} وانتزعه عن الكعبة ، وأبعد ظهره عن بابها
وصرخ به و قال :_ اصرف عنا هذا البلاء
[[لا تدخلنا بمشاكل ]]
فلم تدفع دية القتيل لا من قريش ولا من النبي صل اللهم عليه وسلم
وارتضت قريش بما جرى ، ويكفيهم أن محمد صل اللهم عليه وسلم، قد سلمه ولم يقبله بين اصحابه في المدينة ، وففى بعهده
_______
وكان {{ ابو بصير }} قد اتجه واختار موقعا حساساً
[[ حتى يعمل فيه ، بنبؤة النبي صل اللهم عليه وسلم مسعر حرب لو كان معه رجال ]]
أتجه الى منطقة اسمها {{ العيص}}
على بعد{{ ٢٢٠ كم }} من المدينة ، وهي في طريق تجارة قريش الى الشام
وظل {{ أبو بصير }} في هذا المكان وكلما مرت به قافلة من {{ قريش }} اعترضها وقتل منها، وأخذ من غنائمها ما استطاع
وسمع به المسلمون المستضعفون في {{ مكة }}
وعرفوا مكانه
فأخذوا يهربون واحدا وراء الأخر ، ويتوجهون اليه
وكان ممن لحق به {{ أبو جندل }} الذي ذكرنا قصته
حتى تجمع مع {{ أبي بصير }}
وكانت مجموعة قوامها {{ ٧٠ رجلا }}
ولما حضر {{ ابوجندل }}
قال له ابو بصير :_ يا ابا جندل ، انت أميرنا ، وإمامنا ، نصلي ورائك ونقتدي بأمرك
[[ فشكلوا عصابة ]]
واخذوا يهاجمون قوافل {{ قريش }} التي تمر بهذه المنطقة وهي طريق تجارة قريش الرئيسي الى الشام
قم يا {{ ابا بصير }} فأرجع مع القوم .. فقام ابو بصير ، ولكنه على مضض ، وعلى كره بعد أن تشرف بالمدينة المنورة ومجلسه مع الصحابة والنبي صل اللهم عليه وسلم .. ايرجع الآن الى بلاء قريش وتعذيبهم ؟؟
خرج ولكن الايمان يضطرب بين جنبيه
فودع النبي صل اللهم عليه وسلم واصحابه
وانطلق معهم في اول النهار
_________
واضطر النبي صل اللهم عليه وسلم الى تسليم {{ أبو بصير }} الى هذين الرجلين من قريش ، كما فعل مع {{ أبو جندل }}
ومرة أخرى كان هذا الموقف الصعب جدا
على الحبيب المصطفى صل اللهم عليه وسلم، وعلى صحابته الكرام رضوان الله عليهم جميعاً
_________
وفي طريق العودة وما ان وصلوا عند {{ ذي الحليفة }} ميقات اهل المدينة
[[ الذي نحرم منه حجاجاً ومعتمرين المعروفة الان(( ابار علي)) قريبة من المدينة ]]فلما وصلوا الى ذلك المكان كان قد دخل وقت الظهر ، فأستاذنهم {{ ابو بصير }} أن يصلي فقد حان وقت الظهر
قالوا :_ أجل وهو وقت راحتنا ايضاً
[[طبعا في هذه الايام التي مكث فيها {{ ابو بصير }} بالمدينة ما كان معزوم على الغداء عند رجل والعشاء عند رجل ومنسف عند رجل
لا بل قضى ايامه يحفظ فيها من القرآن ما حفظ ، وتعلم من الفقه ما تعلم ، فكانت احكام كثيرة قد شرعت خلال{ ست سنوات} في المدينة لم يعلم بها اهل مكة فتعلم صلاة قصر المسافر ، وهو مسافر فقام وصلى ركعتين ]]
ثم اخرج جراب فيه تمر ودعاهم للطعام ، فأخرجوا سفرتهم واشتركوا معه في طعامهم وجلسوا يأكلون ثلاثتهم وبعد ان فرغوا من الطعام ، قام {{ كوثر }} الدليل قام ليقضي حاجته ، وابتعد .. وبقي خنيس وابو بصير
فأخذ خنيس يحدث ابا بصير
[[ وسبحان الله {{ كل اناء بالذي فيه ينضح }} خنيس شعر نفسهم انه قام بعمل كبير ، وهو الآن لم يصل لقريش و سيدخل مكة مفتخراً ، كيف استطاع ان يرد فاراً
هكذا نفوس الناس فلم يصبر حتى يصل لمكة فأراد ان يغيظ ابا بصير وفي اول الطريق ]] فأخرج {{ خنيس }} سيفه ثم اخذ يُقلبه ، ثم رفعه وأخذ يهزه في وجه {{ ابو بصير }} وهو يقول له مفتخراً :_ اي ابا بصير !!!
لأضربن بسيفي هذا يوماً الأوس والخزرج [[ اي اصحاب محمد ]] - صل اللهم عليه وسلم - حتى يدخل الليل [[ يعني طول النهار ، وكلامه كان استفزاز ]]
فقال له أبو بصير:_ وهل سيفك هذا صارماً الى هذا الحد ؟ !!
وهل يثبت قائمهُ في يدك طوال نهار ، حتى يدخل الليل ؟؟
فقال: _ أجل ، والله إنه لجيد لقد فعلت به كذا ، وقتلت به كذا انت لا تعرفه
فقال أبو بصير: _ اتأذن لي ، أن أنظر إليه ؟؟
قال :_ أجل خذه فأنظر
[[ وهكذا إذا أراد الله امراً هيأ له الأسباب ]]
فمن غرور ذلك الفاسق ، ناوله السيف ..فأخذ {{ ابو بصير }} السيف
واخذ يقلبه بين يديه ينظر إليه ، ثم مكَّن يده من قبضته
ثم اطاح به حتى أبرده [[ اي قتل خنيس العامري ، حتى ابرده ، يعني برد جسمه لان الانسان بس يموت يبرد جسمه ]]
فمازال يجري والسرار يتطاير من بين رجليه من ذي الحليفة حتى وصل المسجد النبوي يعني حوالي {{ ١٣ كم}}
وكان النبي صل اللهم عليه وسلم قد فرغ من صلاة العصر ، وجلس يحدث اصحابه [[ولم يكن للمسجد باب يغلق رأوه من بعيد مقبل والسرار يتطاير خلفه ، لم يعرفوا وجهه ، ولم يعرفوا من هذا الرجل ]]
فقال لهم النبي صل اللهم عليه وسلم:_ إن هذا الرجل قد رأى ذعراً
[[ لماذا اتجه للمدينة وهو مرعوب هذا الرعب كله ؟؟ لأنه علم انه لن يجد رحمة مثل التي عند الحبيب المصطفى صل اللهم عليه وسلم]]
قال :_ إن هذا الرجل رأى ذعراً
[[ مرعوب واضح من شكله من بعيد ، لان ثوبه بين اسنانه والسرار يتطاير خلفه ]] فلما دخل عليهم عرفوه
فأنطلق مزعوراً مرعوباً ، حتى جلس خلف كتفي النبي صل اللهم عليه وسلم[[ أي خلفه ]]
وهو يصيح ويقول :_ مستجيرٌ بك يا محمد !! - صل اللهم عليه وسلم -
قال له النبي- صل اللهم عليه وسلم - :_ ويلك ما الأمر ؟!!!
قال :_ واللات قد قتل صاحبكم ، صاحبي ، وهو قاتلي وانا مستجيرٌ بك يا محمد - صل اللهم عليه وسلم -
(( قصة الصحابيين أبو بَصير وأ بو جَندل رضي الله عنهما ، وهجرتهما الى المدينة المنورة ))
_______
_______
أنتهينا من صلح {{ الحديبية }}
رجع الحبيب المصطفى صل اللهم عليه وسلم وصحابته الكرام الى المدينة المنورة بعد صلح {{ الحديبية }}
وكان ختامها نزول سورة {{ الفتح }} فجلت الغمة عن ما بقي في نفوس الصحابة وعلموا بنص قرآني صريح ، أن صلح الحديبية هو فتح
مضى صل اللهم عليه وسلم ، تاركاً تلك الشجرة التي تمت البيعة تحتها
فماذا حدث لتلك الشجرة ؟؟
في خلافة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه
بلغه أن الحاج والمعتمر ، يعرجون على {{ الحديبية }} فيجلسون تحت تلك الشجرة فيتبركون بها فقال عمر :_ الله ، الله !!!
اخشى أن تعبد بعدي من دون الله[[ شجرة تمت البيعة تحتها وانتهى الأمر ]]
فأمر ان تقطع وذهب إليها بنفسه وقطعها
يقول {{ سعيد بن المسيب }} من كبار التابعين
قال :_حدثني أصحاب النبي صل اللهم عليه وسلم
قالوا :_ بعد ان قطعها عمر ، نُسينا طريقها [[ضاع مكانها ]] فوالله ماعاد رجل فينا يعرف اين مكانها ؟؟ [[حتى لا تكون فتنة على المسلمين ]]
وسميت شجرة {{ الرضوان }} ومنذ عهد عمر الى يومنا هذا لا احد يعرف ، هل كانت هنا ام هنا ام هناك ؟؟ ومن ادعى معرفتها اليوم فهو{{ كاذب }}
فلقد عمّاها الله عن الصحابة ، حتى لا تكون فتنة على الأجيال الذين يأتون من بعدهم ويقولوا :_ هنا بيعة الرضوان ، وهنا جلس النبي - صل اللهم عليه وسلم - فيجعلونها مكان للتقدس والتعبد او التبرك
_________
اما نتائج هذه المصالحة
فكان من بنودها ان يردوا من جاء من قريش مسلماً
ولم تمضي إلا بضع أيام [[ اقل من اسبوعين ]]
جاء رجل من مكة الى المدينة اسمه {{ أبو بصير }}
{{ وأبو بصير }} كان من ثقيف ، ولكنه كان يعيش في مكة
[[ يعني ليس من صميم قريش من ثقيف الطائف ولكن يقيم في مكة ]]
وقد أسلم {{ أبو بصير }}
وتعرض للتعذيب الشديد من أهل مكة، ثم استطاع الهرب منهم واتجه الى {{ المدينة }} مشياً على الأقدام فلما وصل للمدينة المنورة
ودخل المسجد والنبي صل اللهم عليه وسلم واصحابه من حوله
فسلم ، وردوا عليه السلام ، ورحب به النبي صل اللهم عليه وسلم
ثم قال :_ ما أقدمك يا أبا بصير ؟ !
قال :_ حب الله ورسوله - صل اللهم عليه وسلم -
_______
اللهم ارزقنا محبتك ارزقنا الصدق في محبتك
{{ محبة الله الصادقة تجعل صحابها يتحمل من الأعباء ما لا يقع للناس في حساب }}
هو يعلم بنود الصلح
ويعلم {{ ابو بصير }} انه الآن واقع بين أمرين أحلاهما مر
_ إما أن لا يقبله النبي - صل اللهم عليه وسلم - ويقول له أرجع من حيث أتيت او ينتظر رسل قريش فيسلمهم إليه ، وفاء منه بالمعاهدة
ومع ذلك يخرج هارباً من سجنه وقاطعاً [[مسافة ٤٧٠ كم مشياً على قدميه ، ليس معه غير حفنة من تمر واذا وجد ماء في الطريق شرب ]]
______
فدخل هزيلاً مغبراً متعباً من السفر ومن مكارم اخلاق النبي صل اللهم عليه وسلم لا يقول له ارجع من حيث أتيت
قال :_ ما أقدمك يا ابا بصير ؟؟
قال :_ حب الله ورسوله - صل اللهم عليه وسلم -
قال له النبي صل اللهم عليه وسلم:_ ثبَّتَ الله محبة الله ورسوله - صل اللهم عليه وسلم - في قلبك ، أجلس يا ابا بصير
فما هو إلا يومين ، وإذا برسل قريش تأتي
فقريش قد أرسلت اثنين من الرجال لإحضار {{ ابا بصير }}
الأول اسمه {{خنيس بن جابر العامري }} من بني عامر
[[ وكان لا يعرف الطريق الى المدينة فأرسلت معه قريش رجل يدله على الطريق ]] اسمه {{ كوثر }} وكان دليل معه يعرف الطريق
ومعهما كتاب من {{ ابو سفيان }} و{{ سهيل بن عمرو }}
يطلبان فيه من النبي صل اللهم عليه وسلم رد {{ ابا بصير }} الى قومه
وكان النبي صل اللهم عليه وسلم بالمسجد ومعه {{ ابو بصير }}
فأعطوا النبي - صل اللهم عليه وسلم - الكتاب ، فدفعه الى رجل من الصحابة ليقرؤه .. و{{ ابو بصير }} يسمع نص الكتاب
أما بعد :_
الى محمد بن عبد الله - صل اللهم عليه وسلم - ، قد عرفت ما شارطناك عليه من رد من قدم عليك من أصحابنا، فابعث إلينا بصاحبنا
فألتفت النبي صل اللهم عليه وسلم الى {{ ابا بصير }} وتعلوه اشراقة ونور وابتسامة ليس عابساً ولا غاضب
فقال ابو بصير فوراً :_يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - أتردني إلى المشركين يفتنونني عن ديني ؟؟ !!!
فقال له الحبيب المصطفى صل اللهم عليه وسلم:_
يا {{ ابا بصير }} إن قد اعطينا القوم ، واعطونا [[يعني عهودا ]]
واشهدنا بيننا وبينهم ، وإن ديننا لا يأذن لنا بالغدر فلا بد أن نوفي بعهدنا
فأرجع مع صاحبيك الى قومك ، وسيجعل الله لك فرجاً ومخرجاً
{{فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا }} فبشر الله نبيه والمؤمنين بفتحين وليس فتح واحد لأن لو دخلوا الآن هل يكونون آمنين على انفسهم؟؟ قد يكونون بالطواف فتغدر بهم قريش ، ويحيطون بهم ويقتلونهم اذن لن يكونوا آمنين والله يريد ان يكونو اآمنين {{ لَا تَخَافُونَ }} كانوا الصحابة خايفين على المدينة في غيابهم من غزو {{ يهود خيبر }} على المدينة فأكثر المقاتلين الآن مع رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -فكانوا في طريقهم للعمرة وقلوبهم على اهلهم في المدينة {{ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا }} اي كانت يهود خيبر تريد غزو المدينة {{ فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا }} حتي ما تضيعوا وقتكم وترجعوا فوراً للمدينة ، لتقضوا على يهود خيبر الذين كانوا يكيدون للمسلمين وغزو المدينة {{فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا }} اي سترجعون للمدينة الآن وتفتحون خيبر فكان هذا الفتح القريب ، بشرهم الله بفتح خيبر ..ويأتي بعده الفتح الثاني وهو فتح مكة قرأ النبي الايات وسمعها عمر وحمد الله ان ليس فيها ادنى اشارة لموقفه ، وليس فيها طعن ولا لمز له ومع ذلك كله مازال عمر يخاف ذلك اليوم الذي علا فيه صوته بين يدي النبي صل اللهم عليه وسلم، حتى وهو على فراش الموت يسأل حذيفة بن اليمان [[ حافظ سر النبي الذي اخبره النبي صل اللهم عليه وسلم عن اسماء المنافقين ]] يبكي عمر قبل موته ويقول لحذيفة :_ أنشدك الله يا حذيفة هل ذكر رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - اسمي في المنافقين ويضع خده على التراب وهو في النزع ، ويمرغ خده بالتراب وهو يقول :_ ويلٌ لعمر إن لم يغفر له رب عمر رضي الله عنه وارضاه ______ كيف كان هذا الصلح وبالاً على قريش ، ماذا حدث بعدها هذا ما سنعرفه بالاجزاء القادمة ان شآء الله. يتبع بإذن الله … ------صل اللهم عليه وسلم------- من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡ .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك
فقال ابو بكر :_ يا عمر إنه رسول الله حقاً - صل اللهم عليه وسلم - ، فألزم غرزه حتى تموت [[اي موضع قدمه ]] واتهم نفسك ورأيك ثم لا والله لا أدعك ياعمر حتى تقوم معي الآن [[ واخذ بمجامع ثوبه ]] حتى تقوم معي الآن وأجلسك بين يدي رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - وتسمعه ما أسمعتني [[ ارايتم صدق الصحابة مافي طعن بالظهر مش لما طلع عمر كتب فيه تقرير سري للغاية ، لا قوم معي ندخل على النبي - صل اللهم عليه وسلم - وسمعه اللي حكيته الآن ]] فأخذه بمجامع ثوبه ، ودخل به على خيمة النبي صل اللهم عليه وسلم وقال :_ يارسول الله بأبي انت وأمي اسمع ما يقول عمر ؟؟ وسكت ابو بكر .. فأعاد عمر العبارات نفسها فقال له النبي صل اللهم عليه وسلم:_ والله اني رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ولست أعصيه وهو ناصري ، لقد اخبرتك أن ندخل البيت محلقين ومقصرين ثم اخذ النبي صل اللهم عليه وسلم بمجامع ثياب عمر وجذبه إليه وقال :_ أقلت لك أنك تأتيه هذا العام ؟؟ قال :_لا فقال له النبي:_ فإنك آتيه ومتطوف به ان شاء الله فسكت عمر ، وأتهم نفسه ورأيه ، ورضي برأي النبي صل اللهم عليه وسلم ..وفي الطريق الى المدينة نزلت على النبي صل اللهم عليه وسلم{{ سورة الفتح }} فإذا بالصحابة بالطريق يصيحون :_ يوحى الى النبي - صل اللهم عليه وسلم - ، يوحى الى النبي - صل اللهم عليه وسلم -وكيف علموا أنه يوحى إليه ؟؟ من ثقل الوحي ، كانت ناقة النبي صل اللهم عليه وسلم{{ القصواء }} عندما يتنزل الوحي عليه وهو راكب على ظهرها لا تستطيع السير تثقل حركتها كيف لما تشوف ناقة في فيديو بتمشي ، وتضع الفيديو على العرض البطيء ، تحرك رجلها بثقل وتضعها على الارض بثقل هكذا القصواء تصبح ..فإذا أشتد الوحي تودد ساقيها على الارض [[ اي تتوقف وتشد رجليها لتتحمل الثقل ]] ثم إذا اشتد الوحي ، لا تقوى على الوقوف فتبرك على الارض وتحك بكُلكالها الأرض [[ أي رقبتها من الاسفل تحركها على التراب على الارض يمين وشمال كأنها تحفر الارض كأنها تريد ان تنزرع في الارض ، من شدة ثقل الوحي ]] قال تعالى {{ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا }} وقال تعالى {{ (لَوْ أَنـزلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّه }} ونبينا وحبيبنا صل اللهم عليه وسلم على ظهرها ، يتحمل ما لا تتحمله الجبال ، فكان اقوى من الجبال على تحمل الوحي ..فلذلك عندما رأوا معالم الناقة قالوا :_ رسول الله يوحى إليه - صل اللهم عليه وسلم - _______ يقول عمر رضي الله عنه وأرضاه ، في تلك اللحظة اسمعوا ماذا قال عمر ..حتى لا يغتر انسان بنفسه بصلاته ، بعلمه ، بلحيته ، بأذكاره ، بمتابعيه ، بكثرة الناس حوله لأستماع كلامه ، ويعتقد بنفسه انه مثل الصحابة ..اسمعوا كيف لا يركن الانسان الى نفسه ابدا.. اسمعوا ماذا قال عندما صاح الناس رسول الله يوحى إليه - صل اللهم عليه وسلم يقول عمر وهو راوي الحديث قال :_ فأحسست أن قلبي يخرج من حلقي وقلت {{ ويل أمك يا عمر }} لقد أنزل الله بك قرآن يتلى الى قيام الساعة من انت ياعمر حتى تخالف رأي النبي صلى الله عليه وسلم؟؟ - صل اللهم عليه وسلم -وقلت :_ فتح لي باب من النفاق فمازال الناس ينادون يوحى لرسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ، يوحى لرسول الله - صل اللهم عليه وسلم - حتى سمعت صوتاً ينادي أين عمر ؟؟ أين عمر ؟؟ أجب رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - يا عمر [[ وقد توقف الناس ونزلوا عن رواحلهم ]] فبكى عمر يقول عمر :_ فوالله ما حملتني رجلاي وقلت {{ ليت امك لم تلدك يا عمر ، ليت امك لم تلدك يا عمر }} فمشيت الهوينة حتى أتيت النبي صل اللهم عليه وسلم فرأيت وجهه مشرقاً ليس به علامات الغضب ..فنظر إلي وأبتسم وقال لي :_ أقبل يا عمر قال :_ فأقبلت فقال لي :_ لقد انزل الله علي سورة هذه الساعة احب إلي من الدنيا وما فيها ، وأحب الي مما طلعت عليه الشمس وعندما تلاها علي جبريل قال لي هنيئاً لك يا محمد - صل اللهم عليه وسلم - فقلت له :_ هنيئاً لك يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - فقرأ عليهم النبي صل اللهم عليه وسلم سورة الفتح {{ انا فتحنا لك فتحًا مبينا }} [[ اقرأوا سورة الفتح من القرآن ]] الى ان وصل لقوله تعالى {{ لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا }} انت بتقول يا عمر رأيت واخبرتنا ليه ما دخلنا ؟؟ ستدخل {{لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ }} انا الله أؤيد رؤيا النبي - صل اللهم عليه وسلم - ورؤياه حق وصدق من الله
بنقول مثل المضروب على راسه ، كانوا يحلمون بالطواف حول الكعبة والعمرة ، وحادثة ابو جندل وكيف ضربه ابوه وارجعه لمكة وبنود الاتفاق جعل من الصحابة مذهولين لا يسمعون ]] وسيأتي بيان ذلك _________ أمر الرسول صل اللهم عليه وسلم، الصحابة بالنحر فما قام منهم أحد فتركهم ودخل خيمة السيدة {{ ام سلمة ام المؤمنين رضي الله عنها }} وكانت تصحبه في هذه الرحلة فلما دخل كان مغضباً وكان اذا غضب عرف ذلك الغضب في وجهه [[ تحمر عيناه ، ويسطع وجهه نوراً ، وتحمر وجنتيه ، كأنه فقئ في وجهه حب الرمان ، اي نور وجهه مع بياضه منقط باللون الاحمر صل اللهم عليه وسلم]] فدخل خيمته وهو يقول :_ إنا لله وإنا إليه راجعون ، لا حول ولا قوة إلا بالله فقالت ام سلمة :_ بأبي وأمي أنت ما الأمر ؟ !! قال :_ هلك المسلمين قالت :_ وما اهلكهم ؟ قال :_ أمرتهم فلم يأتمروا ، أخاطبهم وهم ينظرون الى وجهي ويسمعون كلامي فلا يقوم منهم احد فقالت أم سلمة رضي الله عنها [[ لتسمع نساء اليوم عن ام سلمة وتعرف اين مكانة المرأة في الاسلام وكيف يأخذ النبي - صل اللهم عليه وسلم - برأيها ، اسمعوا كلام المسلمة اذا نطق لسانها بالحكمة ]] قالت ام سلمة بكل هدوء وأدب قالت :_ بأبي وأمي انت يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ، إنك تعلم كم حمَّلت أصحابك في هذا الصلح فوق ما يطيقون ، او كانوا يريدون فكأنما اصابهم {{ الذهول }} فلم يسمعوا قولك [[ هل كانت ام سلمة اعلم من النبي- صل اللهم عليه وسلم - واعقل ؟؟ معاذ الله ولكن حكمة الله ليثبت منذ ذاك الزمن ، وقبل ان يعرف الشرق والغرب الحضارة وحقوق المرأة ، اين مكانة المرأة ؟؟ وعند رسول الاسلام ، النبي - صل اللهم عليه وسلم - يصغي إليها ويسمع ما دامت تقول حقا ]] قالت :_ إن شئت أن لا يتأخر عنك أحد ، ولا يخالفك ، فأخرج انت بأبي وأمي فأنحر هديك ، واحلق راسك ، دون أن تكلمهم فوالذي بعثك بالحق لن يتخلف عنك واحد فجلس النبي صل اللهم عليه وسلم، حتى زالت معالم الغضب من وجهه ثم اضطبع برداءه [[ والاضطبع يعرفه الحاج والمعتمر ان يكشف كتفه الايمن فيجمع طرفي ردائه على كتفه الشمال ]] فاضطبع بردائه ثم خرج ثم جاء الى حربة مركوزة امام خيمته ، فأخذها وتوجه صامتاً لم يكلم أحدا ، الى هديه لينحر ثم قال بأعلى صوته والصحابة يسمعون :_ بسم الله ، الله اكبر فلما رأوه الصحابة ، وثبوا من مكانهم مسرعين حتى ركب بعضهم فوق بعض وهم يقولون :_ الله اكبر ، رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ينحر ونحن جلوس ؟ ودعا حالقه فحلق له ، وحلق الصحابة يقول راوي الحديث :_ حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً غماً [[ يعني كان كل واحد من الصحابة يحلق للآخر ، نفوسهم مضطربة وهم في غم وغضب ، لدرجة أنهم كادوا يصيبون بعضهم بعضا وهم يحلقون ]] انتهت هذه الأزمة الكبيرة والمؤقتة بفضل الله عزوجل ثم حكمة أمنا السيدة [[ أم سلمة ]] زوجة النبي صل اللهم عليه وسلم هم كما قلت لكم ، لم يخالفوا النبي صل اللهم عليه وسلم ولكان كما قالت ام سلمة للنبي - صل اللهم عليه وسلم - {{ فكأنما اصابهم الذهول فلم يسمعوا قولك }} ______ ومن هنا جاء {{ حكم المحصر }} فكما قلنا أن المسلمين قد أحرموا من {{ ذي الحليفة}} وساقوا معهم عدد كبير من الهدي ..و الهدي هو ما يهدى من الأنعام إلى الحرم تقرباً إلى الله تعالى ..وهو مستحب وليس فرضا للمعتمر والذي يذهب لأداء العمرة ثم لا يستطيع أن يدخل مكة لأي سبب يقال عنه أنه {{محصر }} وينبغي عليه في تلك الحالة أن ينحر الهدي ويتحلل من احرامه ، في المكان الذي احصر فيه ، وقد وقع اجره على الله تعتبر له عمرة واذا كان حاجاً يعتبر له قد حج ________ تم الصلح ونحر الهدي وتحللوا ، ولكن نفوس الصحابة لم تطب بعد وعلى رأسهم {{ عمر بن الخطاب }} رضي الله عنه وكلنا نعرف من عمر ، والنبي صلى عليه وسلم يثني على عمر ، ويقول :_ إن الشيطان ليهابك يا عمر وسماه المحدث الملهم قال :_ لقد كان فيمن قبلكم من الأمم محدثون [[ اي ملهمون من قبل الله ]] ان يكن في امتي فعمر ..فكان ينطق بالصواب لكنه ليس بمعصوم حتى نعلم ان {{ العصمة لا تكون الا لنبي }} عمر لم يعجبه هذا الصلح ..الى من يفشي سره وعدم رضاه ؟؟ لم يثق الا بأبي بكر الصديق ..فدخل على ابي بكر في خيمته وقال :_ يا ابا بكر ، ألسنا على الحق وهم على الباطل ؟ قال :_ بلى قال :_ أليس نبينا - صل اللهم عليه وسلم - نبياً حقاً ؟ قال :_ بلى قال :_ أليس ما ينطق عن الهوى ؟؟ قال :_ بلى قال :_ ألم يخبرنا في المدينة ، أننا ندخل البيت مطمئنين محلقين ومقصرين قال:_ بلى قال :_ فلما لم يتم ذلك ؟؟
واستطاع {{ أبو جندل }} أن يهرب من بيت أبيه ووصل لمعسكر المسلمين بالحديبية وهو مقيد بالأغلال ، لان مفتاح القيد كان مع ابوه {{سهيل بن عمرو }} الذي جالس يتفاوض مع النبي - صل اللهم عليه وسلم -وكان ابو جندل يسير ، ويرسف في أغلاله [[ يجر جنازير القيد ]] يرسف في اغلاله فجاء به الصحابة لمجلس النبي صل اللهم عليه وسلم _________ وعندما رآه أبوه {{ سهيل بن عمرو }} وثب قائماً [[ لانه ابنه ]] قال يا محمد - صل اللهم عليه وسلم -:_ هذا أول ما أقاضيك عليه {{ ابو جندل }} على أن ترده الساعة معي [[ الآن يرجع معي لمكة ]] والصحابة ينظرون ، ومضطربه قلوبهم من هذه المعاهدة فأراد الحبيب المصطفى صل اللهم عليه وسلم أن يتدارك هذا الموقف [[ يا حبيبي يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - كم تحملت من اعباء من اجلنا ]] فحاول صل اللهم عليه وسلم، أن يجد مخرجا لهذا الموقف الحرج فقال النبي :_ يا سهيل أننا لم نوقع الكتاب بعد ، فأعتبره سابقاً لها قال :_ لا ، و والله يا محمد - صل اللهم عليه وسلم - لا أقاضيك على شيء أبداً [[ يعني انا اذا ما اخذت معي {{ أبو جندل }} ورجعته لمكة لن يكون هناك صلح ]] فقال له النبي صل اللهم عليه وسلم:_ اذن فأجزه لي [[ يعني اعطه لي كرماً منك ]] قال سهيل:_ما أنا بمجيزه لك فقال صل اللهم عليه وسلم:_ بلى تفعل يا سهيل قال سهيل:- ما أنا بفاعل [[ قال له النبي - صل اللهم عليه وسلم - بل تفعل لان النبي صل اللهم عليه وسلم يعرف معدن الرجال ويعلم ان سهيل رغم كفره رجل حيي يعني بيستحي ، وعند فتح مكة قال لأصحابه اذا رأيتم سهيل بن عمرو لا تحدوا النظر في وجهه لأنه رجل حيي ، وقد اسلم بعد فتح مكة رضي الله عنه واصبح من صفوف الصحابة ولكن في هذا الموقف لم يقبل سهيل لان القضية تتعلق بابنه ولم يكتف سهيل بن عمرو بذلك بل قام يضرب ابنه ضربا شديدا والمسلمون يشاهدون كل ذلك ولا يستطيعون أن يفعلوا شيئا لأبو جندل ..ومما زاد من ألم المسلمين أكثر وأكثر أن {{ أبو جندل}} أخذ يستغيث بالمسلمين وأخذ يصيح بأعلى صوته :- يا معشر المسلمين ! يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - أأرد إلى المشركين يفتنونني في ديني؟! فقال له النبي صل اللهم عليه وسلم:_ إنا عقدنا بيننا وبين القوم عهدا ، وإنا لا نغدر بهم ..يا أبا جندل اصبر واحتسب ، فإن الله جاعل لك ولمن معك فرجاً ومخرجاً [[ كان هذا الموقف شديد الصعوبة على النبي - صل اللهم عليه وسلم - وعلى جميع المسلمين، ولكن لم يكن أمام الرسول صل اللهم عليه وسلم، إلا أن يتصرف هكذا لأن هناك معاهدة، والمسلمون لا ينقضون عهودهم أبدا ]] _________ ومن شدة تأثر المسلمين بهذا الموقف، ومن شدة اعتراضهم وعدم موافقتهم على هذا البند من الصلح قام {{ عمر بن الخطاب }} الفاروق رضي الله عنه لم يتحمل هذا الموقف حين رأى {{ أبو جندل }} يضربه أبوه ..والنبي صل اللهم عليه وسلم يرفض أن يأخذ {{ ابو جندل }} في صفوف المسلمين عملا ببنود المعاهدة فقام {{ عمر بن الخطاب }} واقترب من {{ أبي جندل }} وأخذ يقرب منه مقبض السيف [[حتى يأخذ السيف {{ أبو جندل }} منه ويقتل أبوه ]] اقترب منه وخاطبه وقال له:_ اصبر يا أبا جندل فإنما هم المشركون، [[ يتكلم معه عمر ويقرب له مقبض السيف يعني خذه اقطع رقبته ]] يقول عمر :_ رجوت أن يأخذ السيف فيضرب به أباه _________ وتم توقيع الصلح وأخذ سهيل ابنه {{ ابو جندل }} وكتاب الصلح نسخة ومع النبي صل اللهم عليه وسلم نسخة و انصرف {{ سهيل بن عمر }} بابنه المسلم {{أبو جندل }} وساد الحزن والكآبة على وجوه الصحابة ورأى النبي صل اللهم عليه وسلم، ما على وجه أصحابه من كدر ، وقهر ، وكآبة ، وثقل هذه المعاهدة على نفوسهم فقال :_ قوموا الى هديكم فأنحروا ، واحلقوا رؤوسكم ، يرحمكم الله [[ كما جاء في البخاري ]] فوالله ما قام رجل واحد الى هديه ونحر فنظر النبي صل اللهم عليه وسلم الى وجوههم وقال :_ قوموا الى هديكم فأنحروا واحلقوا رؤوسكم يرحمكم الله للمرة الثانية ..فوالله ما قام رجل واحد [[وذلك من ثقل الموقف ]] فقال للمرة الثالثة ..ألا تسمعون ؟!! قوموا الى هديكم فأنحروا واحلقوا رؤوسكم يقول الصحابة.. فوالله ما قام رجل واحد فتركهم النبي صل اللهم عليه وسلم، خشية ان يبقوا مخالفين فينزل غضب الله عليهم _________ ملاحظة الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ، لم يستجيبوا للنبي صل اللهم عليه وسلم ليس عصيان ، كما تناولته بعض كتب السيرة حال الصحابة بعد توقيع هذا الصلح كانوا مذهولين [[ يعني مثل ما نحكي اليوم عن انسان صابه الحزن والكآبة
🔸🔸الحلقة السادسة والخمسون بعد المائة🔸🔸 ******** السيرة النبوية العطرة (( ردود فعل الصحابة رضوان الله عليهم على صلح الحديبية )) ________ ذكرنا بنود المعاهدة كانت أربعة بنود ، وكانت ثقيلة على نفوس المسلمين ..وكانت صيحات الصحابة كيف نقبل هذه البنود وظاهرها جور في حقوق المسلمين ______ ولكن صلى الله على سيدنا محمد - صل اللهم عليه وسلم - {{ المؤيد }} من السماء ..وهل كانت بيعة الرضوان تحت الشجرة {{ بيعة الموت }} التي ذكرها الله في القران حتى لا يختلف عليها اثنان هل كانت إلا بأمر من الله عز وجل ؟؟ التي أثبت الله يده في البيعة فقال جل في علاه {{ إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ }} فالنبي صل اللهم عليه وسلم لا يختار إلا ما يرضي الله وهو الذي قال عندما بركت ناقته القصواء قال :_والذي نفسي بيده وكأنه يقول {{والله العظيم }} ولكن كان قسمه هكذا دائماً إظهاراً للعبودية {{ والذي نفسي بيده ، لا تدعوني قريش اليوم الى خطَّة ، تعظم فيها حرمات الله إلا أجبتها }} ________ فكانت البنود كما قلنا لم ترضي أحد من الصحابة ولم تكن بوحي من الله ، فسورة الفتح نزلت فيما بعد ولكن النبي صل اللهم عليه وسلم قبلها ..عند البند الاول صاح الصحابة..انرجع الى مكة هذا العام ؟؟ ونحن محرمون وهدينا مقلد ومشعر لا ندخل ولا ننحر ؟؟ !!! ]] فقال النبي صل اللهم عليه وسلم:_ يا سهيل وما عليكم لو خليتم بيننا و بين البيت ساعة من نهار ، فنطوف بالبيت وننحر هدينا ؟؟ قال :_ سهيل لا تتحدث العرب أنَّ أخذنا ضغطَّة[[ يعني انضغطنا غصب من عنا ]] ترجع هذا العام بلا عمرة وتعود في العام القادم فقال النبي صل اللهم عليه وسلم لعلي :_اكتب [[ فهذا الذي افقد الصحابة صوابهم كيف نرجع والنبي - صل اللهم عليه وسلم - قد رأى في منامه اننا ندخل البيت آمنين ومحلقين ومقصرين والآن يوقع على بند على ان لا ندخل ؟ !!!! ]] والنبي- صل اللهم عليه وسلم - يشير لهم بيده أن اصمتوا فقام عمر وارتفع صوته بين يدي النبي صل اللهم عليه وسلم كيف نرجع محرمين ؟ !!! فقام له ابو عبيدة بن الجراح قال :_ يا عمر !!!! أيرضى رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - وتأبى ؟ !! أتهم رأيك يا عمر واسمع ..فجلس عمر ولكن على غير رضا وعند {{ البند الرابع}} أن يعيد المسلمين من أسلم من أهل مكة بعد الصلح لقريش، ولا تعيد قريش من ارتد من المسلمين الى المدينة [[ أثار البند الأخير استياء وغضب ومعارضة جميع الصحابة تقريبا ]] والسبب أن النبي صل اللهم عليه وسلم،لم يتمسك بأن تكون المعاملة بالمثل فتقوم قريش برد من ارتد من المسلمين الى المدينة ولكن النبي صل اللهم عليه وسلم كان لا يريد في الصف الإسلامي الا المؤمنين فقط ووجود غير المؤمنين في المدينة يضعف المسلمين ويمكن أن يكون عينا لقريش وقد أوضح صل اللهم عليه وسلم، وجهة نظره تلك للصحابة فقال لهم: - إن من ذهب منا إليهم [[ اي ارتد عن الاسلام ورجع ]] فأبعده الله [[ يعني الذي يترك الإسلام ويرتد ويعود إلى المشركين أبعده الله، ولا نريده ارتحنا منه ومن نفاقه]] - ومن جاءنا منهم سيجعل الله له فرجاً ومخرجاً [[ يعني سيكون هناك حل قريب لمشكلة هؤلاء نتيجة بنود صلح الحديبية، وهذا ما حدث بالفعل حيث تم فتح مكة بعد ذلك بعامين فقط ]] وهكذا لم يكن عند الصحابة بُعد النظر التي كانت عند النبي صل اللهم عليه وسلم[[ وأثار هذا البند كما ذكرنا غضب المسلمين واستيائهم ]] ________ وبعد أن تم الإتفاق على بنود الصلح وقبل أن يتم توقيع المعاهدة بين النبي صل اللهم عليه وسلم و {{ سهيل بن عمرو }} حدث أمر لم يكن متوقعاً ، زاد من هم الصحابة وكربهم [[ يعني بلغتنا ، زاد الطينة بلة ]] عندما أرادوا التوقيع سمعوا ضجة في صفوف الناس فقام الرجال ينظرون فقال النبي صل اللهم عليه وسلم لمن حوله :_ ما الأمر ؟؟ واذا هو رجل من قريش مقبل عليهم مسلماً ، و كان مستضعفاً في مكة حبسته قريش اسمه {{ أبو جندل }} اتعرفون من هو {{ ابو جندل }} هذا ؟؟ هو ابن {{ سهيل بن عمرو }} [[ نعم هو ابن {{ سهيل }} الذي يكتب المعاهدة الآن مع النبي صل اللهم عليه وسلم]] كان {{ ابو جندل }} قد أسلم وكان أبوه {{ سهيل بن عمرو }} قد قيده وحبسه في بيته حتى لا يهاجر الى المسلمين في المدينة وكان أبوه {{ سهيل }} يشرف عليه كل يوم حتى لا يتضامن ويتعاطف عليه احد من الناس وبخروج ابوه {{ سهيل }} من مكة للمفاوضة كانت له فرصة
وقال:_ يا علي اين هذه الكلمة ، أرني مكانها ؟ فأشار له {{علي }} على مكان الكلمة ، فمحاها النبي صل اللهم عليه وسلم بنفسه [[ هذا الموقف يدل على مرونة الحبيب المصطفى صل اللهم عليه وسلم لأن الأمور التي اعترض عليها {{سهيل بن عمرو}} أمور شكلية ، وليست هناك مخالفة شرعية في عبارة {{باسمك اللهم }} ولا هناك مخالفة في كلمة محمد بن عبد الله والنبي صل اللهم عليه وسلم يريد أن يمرر المعاهدة لأن فيها صالح المسلمين، وهي نصر وفتح للمسلمين، ولو توقف أمام هذه الأمور الشكلية تحت أي دعوى مثل المحافظة على كرامة المسلمين أو غير ذلك ، فلن يكون هناك معاهدة ، ولسارت الأحداث في اتجاهات أخرى غير التي خطط لها النبي صل اللهم عليه وسلم]] فمحاها النبي - صل اللهم عليه وسلم - بنفسه وقال :_ اكتب يا علي هذا ما تصالح عليه { محمد بن عبد الله } مع { سهيل بن عمرو }ثم نظر النبي صل اللهم عليه وسلم الى علي وقال : يا علي والذي نفسي بيده لتعطينا من نفسك مثلها يوماً وانت على الحق [[ اي سيكون لك يا علي نفس هذا الموقف وانت على الحق ]] ومضت الايام وانتقل الحبيب المصطفى صل اللهم عليه وسلم الى الرفيق الاعلى ومضت خلافة ابو بكر الصديق ، و الفاروق ، وذو النورين حتى جاءت خلافة {{ علي }} رضي الله عنه و وقع الخلاف مع معاوية ، واشتد القتال حتى وصلوا لطاولة {{ التفاوض}} فجاء الى علي رضي الله عنه {{ عمرو بن العاص }} للمفاوضة يمثل {{ معاوية بن ابي سفيان }} فعندما أرادوا أن يكتبوا الصلح قال علي للكاتب :_ اكتب ..هذا ما تصالح عليه {{امير المؤمنين علي بن ابي طالب }} مع {{معاوية بن ابي سفيان }} فقال عمرو بن العاص :_ لا والله لو كنا نعلم انك اميراً للمؤمنين ما قاتلناك ..بل اكتب هذا ماتصالح عليه {{علي بن ابي طالب }} مع {{ معاوية بني ابي سفيان }} فبكى علي رضي الله عنه ،وجهش بالبكاء وهو يقول {{ اشهد أن لا إله إلا الله ، واشهد ان محمدا رسول الله }} - صل اللهم عليه وسلم -وقال علي للكاتب :_ اكتب كما يريد والله لقد قالها لي النبي صل اللهم عليه وسلم ونحن في الحديبية اي نبؤة هذه ؟؟ ولماذا اركز على هذه النبؤات في السيرة ؟؟ ليعلم من يتابع السيرة أن نبؤات النبي صل اللهم عليه وسلم كلها حق وكل كلمة قالها - صل اللهم عليه وسلم - {{ وما ينطق عن الهوى }} ولا بد أن تكون حتى لا ييأس الغرباء في هذا الزمن حتى يعلم المستضعفين ان الله سينصرهم ويثبت اقدامهم بعد كتابة المعاهدة كان هناك ردود فعل من الصحابة يتبع بإذن الله … ------صل اللهم عليه وسلم------- من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡ .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك
_______ {{ البند الرابع }} أن يعيد المسلمين من أسلم من أهل مكة بعد الصلح لقريش، ولا تعيد قريش من ارتد من المسلمين الى المدينة الجزء الثاني من هذا البند لا يضر المسلمين في شيء ، بل على العكس هو في صالح الدولة الإسلامية لأن المسلمين لا يريدون في الصف الإسلامي الا المؤمنين فقط ، ووجود غير المؤمنين في المدينة يضعف المسلمين ويمكن أن يكون عيناً لقريش ..أما الجزء الأول من البند وهو أن {{يعيد المسلمين من أسلم من أهل مكة بعد الصلح لقريش }} فقد اثار ذلك اعتراض كل الصحابة تقريبا ، ووجدوا فيه ظلما للمسلمين وتحدث {{ عمر بن الخطاب }} الى النبي صل اللهم عليه وسلم وقال: _يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - لم نعطِ الدنية في ديننا ؟؟ [[لأن الطبيعي أن تكون المعاملة بالمثل فلا يعيد المسلمون كذلك من أسلم من أهل مكة الى قريش ]] ولكن النبي صل اللهم عليه وسلم أراد أن يعطي قريش في هذه المعاهدة شيئاً مقابل أشياء كثيرة أخذها منهم [[ وطالما هناك تفاوض ومعاهدة فلابد أن تأخذ شيئا وتعطي شيئًا، والا فما معنى التفاوض ]] وحقيقةً قريش لم تستفد من هذا البند شيئا لأن بعد الصلح ، ومع أول حالة كان هناك {{ امرأة }} اسلمت وتركت مكة وهاجرت الى المدينة فنزلت آية ألغت هذا البند بالنسبة للنساء قال تعالى في سورة الممتحنة {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ ۖ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ ۖ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ ۖ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ۖ وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ۚ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ۚ ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ ۖ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }} ثم يقول تعالى {{ وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ }} هذا البند كان بالنسبة للرجال و لم تستفيد منه قريش وسنرى كيف بعد فترة انقلب هذا البند ضد قريش ، و كان وبالاً عليها ______ اذن كانت المعاهدة في {{ صالح المسلمين }} ولم يصل المسلمون الى ذلك الا بعد {{ ٦سنوات كاملة }} هي عمر الدولة الإسلامية ، قدم فيها المسلمون كثير من التضحيات والدماء والشهداء _______ بعد أن تم الإتفاق بين الطرفين بدأ كتابة بنود هذا الإتفاق في صحيفة يوقع عليها الطرفان فقال سهيل :_ اكتب هذا يا محمد - صل اللهم عليه وسلم - ، وليشهد عليه رجال من صحبك ورجال من صحبنا [[ النبي صل اللهم عليه وسلم، أمي لا يعرف القراءة والكتابة كما كان أغلب العرب، وهذا لتمام معجزة القرآن العظيم ، وقد شرحنا سابقا. فقال النبي صل اللهم عليه وسلم:_ ادنو يا علي واكتب فكان الذي يكتب المعاهدة هو {{ علي بن أبي طالب }} والرسول صل اللهم عليه وسلم هو الذي يملي عليه الكلمات [[ وهذه اشارة قوية الى أن اليد العليا في المعاهدة كانت للمسلمين، لأنهم هم الذين يملون المعاهدة ويكتبوها ]] فقال النبي صل اللهم عليه وسلم اكتب يا علي {{ بسم الله الرحمن الرحيم }} فنهض سهيل و وقف وقال :_ ومن الرحمن الرحيم هذا ؟؟ فوالله ما ندري ما هو !! اكتب ما نعرفه نحن {{ باسمك اللهم }} فقال الرسول صل اللهم عليه وسلم:_ نعم وقال لعلي :_ امُحها يا علي واكتب باسمك اللهم فكتب علي بأسمك اللهم ثم قال النبي صل اللهم عليه وسلم:_ اكتب يا علي - هذا ما تصالح عليه {{ محمد رسول الله }} - صل اللهم عليه وسلم - فاستوقفه {{ سهيل }} مرة أخرى وقال: _ يا محمد - صل اللهم عليه وسلم - لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ولكن اكتب هذا ما تصالح عليه {{محمد بن عبد الله }} مع {{ سهيل بن عمرو}} [[ يعني كيف نكتب في صحيفة أنك رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ونوقع عليها، ونحن لا نعترف بنبوتك ونقاتلك ونصدك عن البيت ]] فقال النبي صل اللهم عليه وسلم:_ اني رسول الله وان كذبتموني - صل اللهم عليه وسلم -امُحها يا علي واكتب هذا ما تصالح عليه {{ محمد بن عبد الله }}- صل اللهم عليه وسلم - مع {{ سهيل بن عمرو}} [[ وكان علي قد أتم كتابة محمد رسول الله ]] - صل اللهم عليه وسلم فقال علي :_ لا والله لا امحوها فقال النبي- صل اللهم عليه وسلم - :_ امحها يا علي ، واكتب كما قال سهيل ..فقال علي :_ والذي بعثك بالحق لا امحها ، واضطرب الصحابة من حولهم ..فأخذ النبي صل اللهم عليه وسلم الممحاة