بنقول مثل المضروب على راسه ، كانوا يحلمون بالطواف حول الكعبة والعمرة ، وحادثة ابو جندل وكيف ضربه ابوه وارجعه لمكة وبنود الاتفاق جعل من الصحابة مذهولين لا يسمعون ]] وسيأتي بيان ذلك
_________
أمر الرسول صل اللهم عليه وسلم، الصحابة بالنحر فما قام منهم أحد
فتركهم ودخل خيمة السيدة {{ ام سلمة ام المؤمنين رضي الله عنها }} وكانت تصحبه في هذه الرحلة
فلما دخل كان مغضباً
وكان اذا غضب عرف ذلك الغضب في وجهه
[[ تحمر عيناه ، ويسطع وجهه نوراً ، وتحمر وجنتيه ، كأنه فقئ في وجهه حب الرمان ، اي نور وجهه مع بياضه منقط باللون الاحمر صل اللهم عليه وسلم]]
فدخل خيمته
وهو يقول :_ إنا لله وإنا إليه راجعون ، لا حول ولا قوة إلا بالله
فقالت ام سلمة :_ بأبي وأمي أنت ما الأمر ؟ !!
قال :_ هلك المسلمين
قالت :_ وما اهلكهم ؟
قال :_ أمرتهم فلم يأتمروا ، أخاطبهم وهم ينظرون الى وجهي ويسمعون كلامي فلا يقوم منهم احد
فقالت أم سلمة رضي الله عنها
[[ لتسمع نساء اليوم عن ام سلمة وتعرف اين مكانة المرأة في الاسلام وكيف يأخذ النبي - صل اللهم عليه وسلم - برأيها ، اسمعوا كلام المسلمة اذا نطق لسانها بالحكمة ]]
قالت ام سلمة بكل هدوء وأدب
قالت :_ بأبي وأمي انت يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ، إنك تعلم كم حمَّلت أصحابك في هذا الصلح فوق ما يطيقون ، او كانوا يريدون فكأنما اصابهم {{ الذهول }} فلم يسمعوا قولك
[[ هل كانت ام سلمة اعلم من النبي- صل اللهم عليه وسلم - واعقل ؟؟ معاذ الله
ولكن حكمة الله ليثبت منذ ذاك الزمن ، وقبل ان يعرف الشرق والغرب الحضارة وحقوق المرأة ، اين مكانة المرأة ؟؟ وعند رسول الاسلام ، النبي - صل اللهم عليه وسلم - يصغي إليها ويسمع ما دامت تقول حقا ]]
قالت :_ إن شئت أن لا يتأخر عنك أحد ، ولا يخالفك ، فأخرج انت بأبي وأمي فأنحر هديك ، واحلق راسك ، دون أن تكلمهم فوالذي بعثك بالحق لن يتخلف عنك واحد
فجلس النبي صل اللهم عليه وسلم، حتى زالت معالم الغضب من وجهه
ثم اضطبع برداءه [[ والاضطبع يعرفه الحاج والمعتمر ان يكشف كتفه الايمن فيجمع طرفي ردائه على كتفه الشمال ]]
فاضطبع بردائه ثم خرج
ثم جاء الى حربة مركوزة امام خيمته ، فأخذها وتوجه
صامتاً لم يكلم أحدا ، الى هديه لينحر
ثم قال بأعلى صوته والصحابة يسمعون
:_ بسم الله ، الله اكبر
فلما رأوه الصحابة ، وثبوا من مكانهم مسرعين حتى ركب بعضهم فوق بعض وهم يقولون :_ الله اكبر ، رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ينحر ونحن جلوس ؟
ودعا حالقه فحلق له ، وحلق الصحابة
يقول راوي الحديث
:_ حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً غماً
[[ يعني كان كل واحد من الصحابة يحلق للآخر ، نفوسهم مضطربة وهم في غم وغضب ، لدرجة أنهم كادوا يصيبون بعضهم بعضا وهم يحلقون ]] انتهت هذه الأزمة الكبيرة والمؤقتة بفضل الله عزوجل
ثم حكمة أمنا السيدة [[ أم سلمة ]] زوجة النبي صل اللهم عليه وسلم
هم كما قلت لكم ، لم يخالفوا النبي صل اللهم عليه وسلم
ولكان كما قالت ام سلمة للنبي - صل اللهم عليه وسلم -
{{ فكأنما اصابهم الذهول فلم يسمعوا قولك }}
______
ومن هنا جاء {{ حكم المحصر }}
فكما قلنا أن المسلمين قد أحرموا من {{ ذي الحليفة}} وساقوا معهم عدد كبير من الهدي ..و الهدي هو ما يهدى من الأنعام إلى الحرم تقرباً إلى الله تعالى ..وهو مستحب وليس فرضا للمعتمر
والذي يذهب لأداء العمرة ثم لا يستطيع أن يدخل مكة
لأي سبب يقال عنه أنه {{محصر }} وينبغي عليه في تلك الحالة أن ينحر الهدي ويتحلل من احرامه ، في المكان الذي احصر فيه ، وقد وقع اجره على الله تعتبر له عمرة واذا كان حاجاً يعتبر له قد حج
________
تم الصلح ونحر الهدي وتحللوا ، ولكن نفوس الصحابة لم تطب بعد وعلى رأسهم {{ عمر بن الخطاب }} رضي الله عنه
وكلنا نعرف من عمر ، والنبي صلى عليه وسلم يثني على عمر ، ويقول :_ إن الشيطان ليهابك يا عمر وسماه المحدث الملهم
قال :_ لقد كان فيمن قبلكم من الأمم محدثون [[ اي ملهمون من قبل الله ]] ان يكن في امتي فعمر ..فكان ينطق بالصواب
لكنه ليس بمعصوم حتى نعلم ان {{ العصمة لا تكون الا لنبي }}
عمر لم يعجبه هذا الصلح ..الى من يفشي سره وعدم رضاه ؟؟
لم يثق الا بأبي بكر الصديق ..فدخل على ابي بكر في خيمته
وقال :_ يا ابا بكر ، ألسنا على الحق وهم على الباطل ؟
قال :_ بلى
قال :_ أليس نبينا - صل اللهم عليه وسلم - نبياً حقاً ؟
قال :_ بلى
قال :_ أليس ما ينطق عن الهوى ؟؟
قال :_ بلى
قال :_ ألم يخبرنا في المدينة ، أننا ندخل البيت مطمئنين محلقين ومقصرين
قال:_ بلى
قال :_ فلما لم يتم ذلك ؟؟