_______
{{ البند الرابع }} أن يعيد المسلمين من أسلم من أهل مكة بعد الصلح لقريش، ولا تعيد قريش من ارتد من المسلمين الى المدينة
الجزء الثاني من هذا البند
لا يضر المسلمين في شيء ، بل على العكس هو في صالح الدولة الإسلامية لأن المسلمين لا يريدون في الصف الإسلامي الا المؤمنين فقط ، ووجود غير المؤمنين في المدينة يضعف المسلمين ويمكن أن يكون عيناً لقريش ..أما الجزء الأول من البند وهو أن
{{يعيد المسلمين من أسلم من أهل مكة بعد الصلح لقريش }} فقد اثار ذلك اعتراض كل الصحابة تقريبا ، ووجدوا فيه ظلما للمسلمين
وتحدث {{ عمر بن الخطاب }} الى النبي صل اللهم عليه وسلم
وقال: _يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - لم نعطِ الدنية في ديننا ؟؟ [[لأن الطبيعي أن تكون المعاملة بالمثل فلا يعيد المسلمون كذلك من أسلم من أهل مكة الى قريش ]] ولكن النبي صل اللهم عليه وسلم أراد أن يعطي قريش في هذه المعاهدة شيئاً مقابل أشياء كثيرة أخذها منهم [[ وطالما هناك تفاوض ومعاهدة فلابد أن تأخذ شيئا وتعطي شيئًا، والا فما معنى التفاوض ]]
وحقيقةً قريش لم تستفد من هذا البند شيئا لأن بعد الصلح ، ومع أول حالة كان هناك {{ امرأة }} اسلمت وتركت مكة وهاجرت الى المدينة فنزلت آية ألغت هذا البند بالنسبة للنساء
قال تعالى في سورة الممتحنة
{{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ ۖ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ ۖ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ ۖ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ۖ وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ۚ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ۚ ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ ۖ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }}
ثم يقول تعالى {{ وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ }} هذا البند كان بالنسبة للرجال و لم تستفيد منه قريش
وسنرى كيف بعد فترة انقلب هذا البند ضد قريش ، و كان وبالاً عليها
______
اذن كانت المعاهدة في {{ صالح المسلمين }} ولم يصل المسلمون الى ذلك الا بعد {{ ٦سنوات كاملة }} هي عمر الدولة الإسلامية ، قدم فيها المسلمون كثير من التضحيات والدماء والشهداء
_______
بعد أن تم الإتفاق بين الطرفين بدأ كتابة بنود هذا الإتفاق في صحيفة يوقع عليها الطرفان فقال سهيل :_ اكتب هذا يا محمد - صل اللهم عليه وسلم - ، وليشهد عليه رجال من صحبك ورجال من صحبنا
[[ النبي صل اللهم عليه وسلم، أمي لا يعرف القراءة والكتابة كما كان أغلب العرب، وهذا لتمام معجزة القرآن العظيم ، وقد شرحنا سابقا.
فقال النبي صل اللهم عليه وسلم:_ ادنو يا علي واكتب
فكان الذي يكتب المعاهدة هو {{ علي بن أبي طالب }} والرسول صل اللهم عليه وسلم هو الذي يملي عليه الكلمات
[[ وهذه اشارة قوية الى أن اليد العليا في المعاهدة كانت للمسلمين، لأنهم هم الذين يملون المعاهدة ويكتبوها ]]
فقال النبي صل اللهم عليه وسلم اكتب يا علي {{ بسم الله الرحمن الرحيم }} فنهض سهيل و وقف
وقال :_ ومن الرحمن الرحيم هذا ؟؟ فوالله ما ندري ما هو !! اكتب ما نعرفه نحن {{ باسمك اللهم }}
فقال الرسول صل اللهم عليه وسلم:_ نعم
وقال لعلي :_ امُحها يا علي واكتب باسمك اللهم
فكتب علي بأسمك اللهم
ثم قال النبي صل اللهم عليه وسلم:_ اكتب يا علي
- هذا ما تصالح عليه {{ محمد رسول الله }} - صل اللهم عليه وسلم -
فاستوقفه {{ سهيل }} مرة أخرى
وقال: _ يا محمد - صل اللهم عليه وسلم - لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ولكن اكتب هذا ما تصالح عليه
{{محمد بن عبد الله }} مع {{ سهيل بن عمرو}}
[[ يعني كيف نكتب في صحيفة أنك رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ونوقع عليها، ونحن لا نعترف بنبوتك ونقاتلك ونصدك عن البيت ]] فقال النبي صل اللهم عليه وسلم:_ اني رسول الله وان كذبتموني - صل اللهم عليه وسلم -امُحها يا علي واكتب هذا ما تصالح عليه {{ محمد بن عبد الله }}- صل اللهم عليه وسلم - مع {{ سهيل بن عمرو}}
[[ وكان علي قد أتم كتابة محمد رسول الله ]] - صل اللهم عليه وسلم
فقال علي :_ لا والله لا امحوها
فقال النبي- صل اللهم عليه وسلم - :_ امحها يا علي ، واكتب كما قال سهيل ..فقال علي :_ والذي بعثك بالحق لا امحها ، واضطرب الصحابة من حولهم ..فأخذ النبي صل اللهم عليه وسلم الممحاة