..
#والزُهد ليس هو هذا المعنى الشائعُ أن الإنسان أن يأكلُ طعاماً جشباً أو يلبسُ ملبساً خَشِناً.. هذا مظهرٌ مِن مظاهر الزُهد.. وسيّد الأوصياء يقول: (أفضلُ الزهد إخفاءُ الزهد)
■أمَّا هذا الذي يراهُ الناس يأكلُ طعاماً جشباً ويلبسُ ملبساً خَشِناً ويتظاهرُ ببعض المظاهر، فهذا إظهارٌ للزُهد وليس إخفاء..!
فمن تبدو عليه مناسكُ الزهد ويراها الناس ويحاولُ أن يتصرّف بها ويُظهرها للناس
#فليس هذا هُو الزُهد الحقيقي..
وإنّما الزهدُ
#الحقيقي كما قال سيّدُ الأوصياء أن
#لا يملككَ شيء..
□وليس المُراد مِن ذلك أنك أن لا تملكُ شيئاً.. ففي بعض الأحيان ربّما الإنسان ليست عندهُ الإمكانيّة أن يملكَ شيئاً فيتظاهر بأنّهُ لا يملكُ شيئاً بسبب زهدهِ.. والحال أنّه هو غيرُ قادرٍ على أن يملك ذلك الشيء.
■أمَّا الزُهد الحقيقي فهو أن لا يملككَ شيء وهذهِ هي السالميّة.
#فالسالميّةُ لأهل البيت هي أن تكونَ الأفكارُ في العُقول
لآل محَمَّد،
وأن تكونَ العواطفُ في القُلوب
#لآل مُحَمَّد، وأن تكونَ المشاغلُ في الحياة
لآل مُحمّد بأن يكون الوقتُ والقوّةُ والصحّة والعافيةُ والمالُ والجهدُ والحالاتُ النفسيّةُ والعواطفُ والقناعاتُ والأفكارُ والأقوالُ والّلفظُ والكتابةُ والصُورةُ والخيالُ والإبداعُ والهمَّةُ والعزيمةُ والنيّة
#لآل مُحَمَّدٍ..
أن يكون النعيمُ (ما يتنعم بهِ الإنسان) مِن آل مُحَمَّدٍ ولآل مُحَمَّدٍ، وأن يكونَ الأذى الذي يتأذّى بهِ الإنسان لأجلِ آل مُحَمَّدٍ وفي سبيلِ آل مُحمّد.. هذهِ هي السالميّةُ
فأين هذهِ السالميّةُ مِن حياتنا؟!
هذهِ
#السالميّة لا تتحقّق إلّا بالزُهد بالمعنى الذي بيّنه سيّدُ الأوصياء وهُو الزهد الذي شرحهُ القُرآن في سورة الحديد فقال: {لِكيلا تأسَوا على ما فَاتَكُم ولا تَفرحُوا بما آتاكُم}
●فهذا المعنى هو أفضلُ تعريفٍ للزُهد كما وردَ في رواياتهم الشريفة "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم".
قولهِ: {لِكيلا تأسَوا على ما فَاتَكُم} إن كان ذلك الشيءُ الذي فاتكم ماديّاً أو معنويّاً {ولا تَفرحُوا بما آتاكُم} إن كان هذا الشيء الآتي ماديّاً أو معنويّاً وهُو أن لا يملككَ شيء، يعني أن لا تكون مملوكاً لشيء.. هذا هُو الزهد الحقيقي وهُو الزُهد الذي يقودنا للتضحية في سبيل آل مُحمَّد ويقودنا للفداء في سبيل آل مُحمَّد "صلوات الله وسلامه عليهم"
وهو الذي يقودنا لمعنى السالميّة، وهذهِ المعاني لا تتحقّق مِن دُون التسليم والتسليم لا يتحقّق مِن دُون النيّة الصادقة ومِن دُون المعرفة - كما مرّ - ولذلك مَن لم يعرف
#إمامَ زمانهِ ماتَ ميتةً جاهلية.
■المعرفةُ أساسُ الإيمان، المعرفةُ أساسُ التسليم، والمعرفةُ أساسُ السالميّة والمعرفةُ أساسُ النيّة الصادقة،
●والنيّةُ الصادقة هي الباعثُ والمُحرِّكُ الذي يحرِّكُنا ويدفعنا ويبعثنا لأن نتجه في الاتجاهِ السليم وفي الاتجاه الصحيح.