متصوّف الهوى بروح عاشق و بعقل مفكر وبقلب مؤمن،أغازل الكلمات رغم خجلي منها،هذا ما يبدو على وجه الحروف..! 💥💛
ملاحظة : لا أستطيع التفريق بين ال (ظ) وال (ض) ارجوا لا تعتبوا عليّ في هذا..
يسعدني انضمامك..
حين أعزم على النهوض، أكون قد نجوت بمجرد أن أعود إلى حياتي الاعتيادية. أهرب من كل شيء تحت مبرر معرفة الجديد. أتصفح هنا وهناك، ولا أجد أي جديد بالنسبة لي سوى مزيد من الضياع. أسيل، ربما لن أفهم يومًا سبب هذا التردد الذي يثقل قلبي، ولن أستوعب إن كنت أهرب من الحب أم منه إليه. لكن ما أدركه الآن هو أنني أقف عند مفترق دائم، بين الخوف من السقوط والرغبة في التحليق. ورغم كل هذا، لا أملك سوى أمل بسيط: أن يحمل المستقبل لحظة واحدة، تزيل فيها عيناي عنك غلالة الصمت، وأتمكن أخيرًا من قول كل شيء دون وجل..!💥
كم مرة حدثتك بأنك أجمل أثير يبرق في خيالي؟ كم مرة زعمت بأنني أحبك، ذلك الحب الذي يقض مضاجع الروح في الجسد؟ كثيرة هي حكاياتي تلك التي بدوت فيها عاشقًا متيمًا، كثيرة تلك النصوص التي كتبتها بدافع ذاك التوجس، وكثيرة تلك المواقف التي ألمحت فيها بأن ثمة نارًا تشتعل في القلب.
رغم كل هذا، هناك كلمة بمثابة غصة أعترف بأنني أجبن من أن أقولها لك على الملأ. هذه الكلمة بالذات ثقيلة على القلب، عصية على اللسان. لغتي ذاتها لا تسعفني أن أدلي بها بطريقة تتماهى مع عمق الشعور. يخيل لي أن ثمة جرمًا كبيرًا أكون قد اقترفته إن أنا حاولت.
هاوية في قعر ذاك الجحيم تنتظرني هناك عند خط الاعتراف بالتماس مع اللهفة. خليط من الأهواء يترصدني عند كل تفكير وفي باب كل أمنية. حتى وصلت إلى اكتشاف خطير وساذج سأحكيه لك الآن كما لم أفعل في كل مرة:
اكتشفت بأنني أضعف من أن أعشق أو أحب، أضعف من أن أغامر بعبور منحدر هائل كهذا. أضعف من أن أطلق طائر ذاك الشعور كي يهيم في سماء هذا الوجود المترع بالفرص. فرص كثيرة خنقتها عند أول نظرة كانت في طريقها إلى القلب.
قلب ربما سيظل أسير الخوف إلى الأبد. كم كنت غارقًا في أوهامي حين وضعت تلك النقاط على الحروف لأبرهن للعالم أنني أعيش قصة حب كبير. أعترف لك وحدك أنت بأنه لا يوجد أصعب من أن أعيش تمثيلية تلك الكلمات المفعمة بالشعور، أن ألعب دور عاشق تكبله مخاوفه، يساوره قلق الفراق قبل أن تلفحه عذاباته.
أعيش كل يوم قصة جديدة أستعذب فيها قسوة الغياب مع نشوة اللقاء. أشعر بلذة لرؤية تلك الأطياف التي هي من نسج الخيال. الجانب المخيف في ذلك السيناريو أنني أصدق. أقع في شراك ذلك الإيمان بكل تلك الغيبات التي أعيشها حضورًا مدهشًا.
لدرجة أن أتحاشى التفكير في كوني أنزلق في هوة عبثية لا قيمة لها بجانب الحقيقة: حقيقة أن أعيش بدهشة الحب كل تفاصيل هذه الحياة.
كم يؤسفني أن أعترف لك بأنني عشت كل هذه الأعوام ثمرات الحب كشعور أشاهد آثاره في طريق كل المحبين الذين صادفتهم أو التمست فيهم ذاك التوهج وهم يجسدون أسمى معانيه في حاضرهم. أراقب فقط بكل ذلك العوز الذي يحرمني من بلوغ تلك الأمنية القريبة.
أتوارى خلف قضبان ذاك الخوف بروح هزيلة متعبة لا ترقى لأن تخوض تجربة حياتية من حق أي ذات أن تهنأ بها. مخاوف لا أفهمها أعيش تناقضها بأبجدية مقلقة وتفاوت كبير.
إن أول تلك المخاوف النمطية تتمثل في الرفض. تأتي الأخرى تباعًا، أخف وطأة وتنكيلاً. القصة أشبه بأن تجد نفسك قد حققت كل معايير الجودة والانتماء، إلا أنك لست مؤهلًا جينيًا لأن تقيم في تلك البلدة التي كلفتك بيع كل ما تملك في سبيل الانتقال إليها.
مجرد تخيل أن يُصد ذاك الباب أمام تدفق مشاعرك اللامحدودة هو خيبة لا يمكن أن يُشفى منها. إنها تجتث كل ما فيك من أمل وتدفن الحب في نهر تشعر بجريانه في أعماق الروح. أن تنطفئ شعلة الحب العظيمة في بداية توهجها، تلك مفارقة تورثك شكًا لا يقين بعده أبدًا.
أن تخنق اللهفة في أوج اكتمالها يعني أن تمتلئ حذرًا وحزنًا ومشقة كبيرة في التعامل مع أمواج تلك المشاعر التي تنشأ من تيارات الماضي البريء. تُسرق الدهشة من عينيك، كما لو أن هذا الوجود يعجز عن الإتيان بشيء جديد يعيد رسم حدود الرؤية في هذا العالم الذي تشعر فيه بالغربة مع كل يوم جديد.
وصولًا إلى متاهة تكون فتحت بابها إن حدث وتكلل الموقف بالقبول. عندها لا تعرف من أين تبدأ. رحلة مليئة بالتساؤلات تظل قائمة عند كل محطة، تضع خيارات لانهائية متشابهة. عليك أن تحدد أيها يناسب ميولك الوجداني للوصول إلى نقطة مشتركة.
تكتشف حينها أي نوع من الكائنات أنت، حتى تحظى بجميلة تقف أمام عينيها وتحدق فيهما، كما لو كانتا هوة عميقة عليك أن تنط بنفسك في أحداهما. لكنك تقف متأملًا، تتسارع أنفاسك ويزيد نبضك، دون أن تدرك كم أصبحت مخيفًا بالنسبة لعاشق يعيش في عالم موازٍ بعيدًا عن الحقائق، أو لعله يعيش تلك الحقائق كيفما اتفق له في خياله ويوظفها دون أيما ارتباك.
أنا يا أسيل،
لا أجيد إلا التمني أحيانًا. قد لا يكون خوفًا بقدر ما هو برود يسكنني وأتريث عنده دائمًا. متبلد الإحساس، لا أخطط لفعل أي شيء. إلا أنه يفاجئني دائمًا شعور بالخيبة يغمرني، وشحنة من التأنيب ينقبض لها قلبي حين أصحو من المنام.
في تلك اللحظة فقط، أدرك حقيقة وجودي وسوء الوضع الذي أنا فيه. أجدني حينها مجوفًا، فارغًا من كل شيء. حينها تبدأ الخواطر والهموم تجتاحني، وكأن كل شيء قد فاتني.
في الوقت ذاته، ثمة ذات أخرى لا أعلم من أين تنبثق. هكذا فجأة، تضع خيارات أخرى ووعودًا زائفة تحاول أن تقنعني بأن كل شيء ينتظرني في المستقبل.
تقول لي إن كل هذا الشتات والقلق سيزول مع الوقت. تبسط الأحلام أمامي وتجعلها كلها ممكنة، كما لو أنني أملك مفاتيح كل شيء. أتعجب حينها من مدى ذلك التناقض الذي يتجلى في فترة الاستيقاظ فقط.
اليوم أدركت معنى ذلك الاحتفاء و التغني بتلك الأبيات التي درستها في الثانوية : سَلامٌ مِن صَبا بَرَدى أَرَقُّ وَدَمعٌ لا يُكَفكَفُ يا دِمَشقُ لَحاها اللهُ أَنباءً تَوالَتْ عَلى سَمعِ الوَلِيِّ بِما يَشُقُّ يُفَصِّلُها إِلى الدُنيا بَريدٌ وَيُحمِلُها إِلى الآفاقِ بَرقُ
أبيات علقت بذهني لفترة كبيرة وكنت أرددها لا إراديا هكذا عند كل بهجة وسرور، ومن يدري ربما كان هناك في اللاوعي يكتنز حب كبير للياسمين في دمشق، لتلك الشوارع والزقاق بطابعها التاريخي القديم، بلهجة الشام الرصينة، كبرت قليلا وبدأت في الكتابة كان لي رفقة هناك حيث بداياتي في التلجرام تعلمت الفحصى والكتابة برعايتهم كان يدهشني مدى الإبداع في نصوصهم وصولا إلى الأصدقاء الذين صادفتهم هنا من أزكى وأطيب الأرواح، كنت أشعر بأن ثمة شبه كبير يجمعنا في ذلك الحس الفكاهي والوضع المعيشي والثقافة أيضا.. أتمنى أن يكونوا بخير وأن يعيشوا فرحة النصر، ويلهمهم بناء دولة مدنية تحضن أحلام كل سوري حر..الخطوة القادمة هي أهم خطوة ستحدد مستقبل هذا البلد الجميل.. لا تسمحوا للتفرقة أن تغتصب حق هذه الفرحة مرة أخرى ارفضوا أنواع الظلم فالأمور بأيديكم.. صورة مع التحية لكل الشعب السوري..!💥
اصبحت بحاجة إلى الهدوء أكثر من أي وقت لأسمع صخب ذاتي جيدا كي أكتب، او بالأصح اصبحت بحاجة لشعور صادق كي أترجم معانيه، ربما وصلت لنقطة كبيرة من الإكتفاء العقلاني لدرجة أنني أمارس جنونية الطفولة وأتحدث مع من أصادفه دون تكلّف او إبداء أي فارق عمري وجداني كي أتريث عنده، خيباتي لا أتذكّر منهجيتها المستفيضة إلا حينما أنزوي وحيدا لفترة لا بأس بها وهذا قليل ما يحدث معي في الفترة الأخيرة، تأمّلاتي للمستقبل لا أستحضرها إلا وقت الدعاء، ألجأ غالبا لأن أنبذ المشاعر الضعيفة المؤقتة حتى أنني بتُّ أمقتها كثيرا، تلك الصداقات البدائية والمحاولات الودّية الاسترواحية لم أعد أعيرها ذلك الإهتمام البريء جدا، ثمة تطوّر في طريقة التفكير للوصول إلى الخفايا الفضولية وذلك بترك الانبهار بوجودها لتكشف عن ساقيها على صرح الاستغناء، هكذا ربما أجدني وصلت لمرحلة ما وراء القلق حيث يبدو كل شيء بالنسبة لي مجرد أفكار عابرة تحمل أوزان خالية من الدهشة، أفكر بالعيش وفقا لمستويات ذات أبعاد غير قياسية بعيدا عن الواقعية المحضة وبعيدا أيضا عن مقتضيات الخيال الزائف، أحاول أن أجد مكان نائي أشاهد من خلاله كيفية تأثير الحاجة على بعديهما، وأكتفي بوجودي بعيدا عن تلك الحاجة التي لست أملك القدرة على خلق تنافس وجداني داخل دائرتها المتواترة من اللامحدودية الإستغلالية، ما أريده أن أبتعد عن ميتافيزيقا الحب بكل ما فيه من مجريات تعسّفية بائدة، أرقى بروحي في سماء أراني فيها نجما يضيء فقط مثله مثل أي نجم آخر بعيدا عن كينونة المادة المتقلّبة، لن أشعر بالوحدة ولن أجد قلق الأمنيات ما دام هناك كيان واحد بوجود واحد خارج عن إيطار الزمن أجد عافيتي هناك لا أحمل إلا هم الإرتقاء فقط..!💥
قناديل كانت مشاعرنا تبث الضوء في عمق ذاك الليل البهيم، ليل يموج بأرواحنا في حلكة الشوق و تنمو فينا ثمرة القلق الأخير، قلقا يحاكي لمعة الحزن في عين السهاد، و يمر الوقت يجرّ أذيال الهزيمة عند أسوار المدينة في الحي الذي كان يسمو فيه أثير ذاك الحب الجميل، في الجب ألقينا مودتنا و من ثمّ قطعنا حبال ذاك الوصل كُرمة لعيون الشك حيث نعاقر الأوهام، كم مرة نهلنا منها كؤوس كنا نستلذّ طعم الحب فيها، ليتنا ما شربنا ولا تعاطينا سكرها، كانت الهموم تترى إلينا رغم بهجة السّرو تنمو أغصانها في أحداقنا ألقا، وهذه جنة كانت قد تراءت لنا في حلم اللقاء، و في صدر ذاك التمني كانت تزهر الأوهام قرمزية اللون تشتهيها أنفاسنا شبقا و غيّا، في عز التّيقظ كان ينتابنا قيض يصدّع التّرب في رؤانا على وجه الحياة، لا شيء ينعي هذا الوجود الذي تحطم في برهة كان يتسع المدى فيها لأن أرى التماعة عينيك تلك التي سرعان ما انطفأت وسرّي المكنون فيها وُئدت ملامحه حين ذاك البأس الذي نزل، ليتنا ما تدانينا ولا خفّينا الخطى نحو ذاك اللغو الذي كان سببا في كل هذا التنائي..!💥
تعالي نشعل مباهج الروح في ليالِ الأنس، نعزف لحن الضراعة أمام موقد الكلمات، نقرأ حكاية جديدة أنت محورها وعيناك التي تتراقص في محجريهما نافذتان نطل من خلالهما على بستان مزهر بالحب، تعالي نحرق هذا ال لؤم على موقد الشوق، نستشفّ الحزن من أوردة العمر و نعمّر ما هدمته الفرقة في قفر الخراب، في بؤرة الصمت علقت أنا وطيفك كلما اعتراني برود لمحت وجوم محياك بنبرة العتب ليستثير مكامن اللهفة في جرح الغياب. لا لم تخفت الأنوار التي بث فيها الضوء سناك البهيج ولا روادتني نفسي تلبية ميعادا لست أنت في مقعد الانتظار، ولا لازمني شوق إلا لذاك الوسن الذي كنت أرقبه عند كل غفوة وأنا أقص عليك أحداث رواية قديمة. تعالي طُرّا بكل ما فيك من لوعة، سنعيد ترتيب ضحكاتنا على رفوف السعادة وفقا لسر الدعابة التي تكتنز روحك الرقيقة..!💥
بينما ننتظر طائر السنونو ليبارك أجمل أيامنا، كان يحمل بين جناحيه فراقًا بحجم حياة كاملة. انتشل تلك الروح النقية من أعماق الحب وحلق بها بعيدًا. ذهب الطائر الصغير ولم يعد، تاركًا شوقًا قاتلًا وروحًا أخرى ضائعة بين برودة الواقع وحرقة الغياب. في ذاك العش المنسي، هجرت النوارس الروح التي أضحت مأوى لخواطر مثقلة بالفراق. وحده الليل يملأ تلك الفجوات بسواد قاتم يمنح الحب دفئًا خفيًا، تنساب منه حروف ملونة وقصائد مثخنة بالحنين. على سفينة الوجد، تبحر الذكريات وسط أمواج الشوق، تتقاذفنا بين مد وجزر، ويمر بنا العمر دون أن تهب ريح هادئة تعيد إلينا نشوة ذاك الحب في زمن الألق..!💥
فيسبوك يذكرني بأن اليوم عيد ميلادي، لا أعلم ما أهمية هذا، كذبت عليه ذات مرة والآن يذكرني بها في كل سنة، و الحقيقة لا أعلم في أي يوم أتيت، وهذا الشيء الأجمل في القصة، لكنه بهذا يخلق قلقا جديدا، يذكرني بأن ثمة عام جديد من عمري سيبتدأ الآن على حد قوله وما زلت أركض في الدائرة ذاتها، يذكرني بحجم المأساة التي وقعت على هذا الوجود، و كأن هذه الحياة كانت ناقصة وجود عابث مثلي، لا يمكن أن أعد ذلك الخروج العاثر قبل سنوات من الآن ميلادا حقيقيا، يجب أن تحدث معجزة أخرى، ميلادا يشعرني بقيمة الحياة، حياة أتنفس من خلالها هواء الحرية والسلام، أعيش شغفا كاملا دون أن يضايقني خوف شيء ما، أن أشعر بأن كل شيء يستحق أن أعاثر من أجله، أن تنتهي كل تلك الكمائن التي تحيكها يد القدر، أن أشعر بحضور من حولي ذلك الحضور الذي يعكس تردد أنفاسهم في رئتاي، أن تهتز أوتار القلب لمجرد سماع أصواتهم، ألا نعيش كل يوم توتر جديد، وأن أعرف سبيلا للخلاص من كل هذا التشاؤم..!💥
سفينة تمخر عباب الصمت في رأسي، الأمواج هادئة جدا، الرياح فقدت حرية الهبوب في ظل تزاحم تلك الأفكار، أمطار غزيرة الأحزان تخلّفها سحب ممتقعة بلون اليأس، طفل صغير يرسم الأمل على جدران العبثية، عصافير الحب الملونة غرقت في وحل الحقيقة، لافتات كتبت بلغة القدر ملأت أجواء المدينة تخلق مخاوف دهماء تأخذنا في دروب متهالكة، هنا حقيبة مرمية معبأة بالمتفجرات كان قد تركها جثة على بعد خطوتين مات من هول الشعور، شعور الندم بعد خديعة التعاطي، تعاطي الأفكار. أدغال عجيبة مؤثثة بكمائن مصيرية تصنعها أياديهم كي تلتهم أرجلهم، سماء واجمة النجوم وليل يخنقها سوادا وكآبة، مخلوقات تتنفس الخطيئة، تسلك أودية مشرعة بالتهكم والسخريات، آثام متكدسة في مدارب الوغى تفوح برائحة العفن، أرواح الشر تطوف في الفراغ على هيئة أشباح خيالية تحرس مصالح الخير النائم على أسرة الخلود، بالقرب من آخر عقد زمني تموت يد القلق مرهفة بالحنين لآخر خطوة يسلكها في سبيل البحث عن حياة..!💥
أقف عند ذات البين برفقة هذا الأسى لا شيء يثير ريب الظنون فأنا أعيش منفاي بالقرب منك، تلك المسافات لا تُخشى بقدر هذا الريب ريب تبرهنه تلك المدامع في وجه الغياب، لا الشوق يجدي ولا المكوث على راحة الذكريات، تلك الملامح البريئة، من الخسارة أن يستبح جمالها حزن كامن تحت الركام، حاولت أن أثنيه بكل مآربي، انتهت كل أوراق الضغط لم يبق إلا طيف يرتاد تلك الأماكن التي كانت تجمعنا عندها يبلغ الحب ذروته، ما من شيء يحطم هذا الوحش إلا خيوط العودة..!
للتو اكتشفت المعنى الحقيقي لكلمة " كاكا" لقد غمرتني فرحة كبيرة وأنا أقرأ رواية "عداء الطائرة الورقية" بقدر ما أحزنني أحداثها المؤلمة التي تحكي واقع عشنا فيه أغلب تفاصيلها، لطالما كنت أتساءل في يوم من الأيام حين وجدت أحدهم يقولها لشخص آخر، كان الموقف حري بأن أقف عند هذه الكلمة، كنت أظنها نوع من الدعابة والملاطفة تقال لطفل في السنة الثانية من عمره وذلك حين يتناول التراب أو شيء من أي قذارة، لكن أن تقال لشاب في مثل عمري تلك مدعاة للسخرية والشك، ما أسعدني اليوم وقد عرفت معناها رغم فوات الأوان، إلا أنني سأكون أكثر نباهة وحنكة بعد الآن، "كاكا" يا للسخرية أن تقال ثم تتلوها ضحكة خفيفة ورقيقة لكنها عذبة، وأنت تنصت دون أن تفهم، تكتفي بطريقة هذه الدعابة الساخرة حتى أنك لا تكلف نفسك البحث عنى معناها، لأن عقلك منشغل بتلك الطريقة التي نُطقت بها تلك الكلمة، عذوبة ورقة وجمال لا يوصف. "كاكا" كانت تعني له الكثير لتكن ما كانت حتى لو شتيمة أو فيها نوع من السخرية، لا يهم، الأمر لا يحتاج إلى اعتراض بقدر ما تجبر نفسك على تقبلها بكل رحابة صدر لأنك في موقف تنتظر أن تُقال لك كلمة واحدة تفتح بها حوارا يقتل اللهفة والشوق لحديث أنت بحاجته لأن تكسر حاجز الصمت المريب. اللعنة لم يكن يعلم أن كاكا لم تكن إلا أداة تفسر سر تلك التجاعيد التي بدأت تخط وجهه، لم تكن إلا وسيلة للتذكير بفارق العمر، حتى لو كنت ذات جرأة كبيرة وطموح في اختيار ما تقع عليه عيناك إلا أن هذا لا يسعف المعنى لأن تقابل بكلمة نرجسية كهذه، الأقسى من ذلك أن تكون ما زلت تمرح في دائرة العزوبية، ولم تكن كبيرا في السن لأن تقال لك مثل هذه الكلمة، تساقط القليل من بصيلات شعر الرأس لا يمنح لك الحق في الحكم على الآخرين بالكِبَر، لابد أنك فهمت الآن معناها الحقيقي إذا كنت غشيم تشبهني، كاكا تعني = عم وعم تعني= كاكا، تقال لمن هم أكبر سنا من المتزوجين لإظهار الإحترام والتقدير، يمكن أن نستخدمها كما كنت أقولها لجارتنا التي تملك بنات جميلات جدا لكن لم يحالفني الحظ كنّ أكبر سنا مني.. من اليوم لا تسمح لأحد أن يدعوك بهذه الكلمة حتى تصبح على الأقل أبا لطفل وطفلة.. خالص تحياتي لكل الكاكاوين والكاكويات..! 💥
لينتهي أكتوبر لا أنتظر أي شيء يمكن أن يجعل خاتمته تاريخا لا ينسى، كل الشهور باتت سوية بنظري، لا شيء يصنع ذلك الفرق الكبير سوى تغير في الطقس. كل ما أفكر به ألا أجد لي ملاذا آمنا أهرب نحوه مخافة برد قارص على الأبواب في طريقه إلينا، كانت رموش عيناك بمثابة لحاف أتدثر بهما كلما أتيتك أرتجف شوقا أو تلبّستني رعشة برد شديد، أما وقد لفك الغياب وأخذتك المسافات نحو البعيد، فلا مبيت لي سوى العراء، قد يخيل لك أن خوفي على جسدي أو حياتي الراهنة هي مصدر خشيتي ورجائي، الأمر أكبر من ذلك بكثير يا معذبتي، يمكنني أتحمل البقاء كدبّ قطبي في جزيرة ثلجية، إلا أنني خلقت بقلب ومشاعر والكثير من الحظ التعيس، والبرودة كثيرا ما تحاكي هذا الضعف الكامن في كينونتنا كبشر، الدببة تلك التي تكيف نفسها كيفما راق لها الأمر لا تملك نقطة ضعف كهذه ولو فكرت يوما أن ترتدي وشاح البشرية هذا، لنافستنا هذا الوهن وباتت الثلوج مكدسة هناك في تلك الأماكن منسية دون أي شيء يقاسمها الوجود، غيابك هذا الذي لا يحبّذه القلب ترك لوعة وشعورا أصبح مدعاة للشفقة أمام مجريات هذه الحياة أكثر من أي شيء آخر، لا أعلم كيف لي أن أتوسل بهذه الطريقة الميؤس منها وهذا ربما نتاج تخبط أعيشه دون أن أقيم وزنا لأي شيء. ربما أنت بعيدة بالقدر الذي ينسيك كل شيء حتى أنا، إلا أن هذه الفصول بما فيها تحولت لمشاهد وذكريات تخلق قلق مريبا وتفتح آفاقا تسبح فيها تلك الأمنيات التي كنا قد تشاركنها معا، والكثير منك أنت تتهادى إليّ أطيافك تباعا دون أن تترك لي أي فرصة للهروب منك. ها هو أكتوبر يرحل وسيتلوه شهرا آخر لن يُكتب فيه عودتك أيضا، مؤسف أن أعيش فيه قدر غيابك أيضا..! 💥
أن يتحول أحدهم إلى كتلة باردة بعد أن كانت تجري الحياة فيه مجرى الدم، أن تنظر إلى ملامحه المركونة في جسده وقد أصبحت هامدة بعد أن كانت مليئة بالتعابير الشغوفة والكثير من الابتسامات الساحرة، أن تضم جسد خاو لصدرك ضمتك الأخيرة لكنك لا تشعر بحرارته المعهودة بالمقابل تشعر بفوهة بركان فتحت في صدرك للتو، أن تناشد السماء ومن فيها مصيبتك رغم أنك تعلم علم اليقين بأنك لن تعيش لترثيه أكثر مما تتخيل، إلا أنّك تتمسك بالحياة لأنك تشعر بأنها تستحقك وتستحقها أكثر من أي شيء آخر لذا تبكِ بحرقة وألم، أن تشعر باليأس حين تدرك أنك لست وحدك من يبكي فالمكان ممتلئ بمن حولك يبكون من فقدوا، والأعتى من ذلك أن تجد الكثير من الأكفان مركونة هناك لم يبقى أحد ليبكيهم.. هنا ترتسم العدمية بأكمل صورتها، تتمنى حينها لو كان كل شيء عدما حتى ذاك الوطن الذي من شأنه وجعك الكبير هذا، تصل لنتيجة بأن بعض الأوجاع تظل تؤلم للأبد إحداها الوطن..!💥
في الباص وجدتني عالقا بين شيبة يحمل أشياء كان عليه أن يبيعها وامرأة ستّينية ما زالت عالقة عند أول حلم لها كانا يتجادلان على حسابات الأمس، لابد أنهما يعملان معا و كثيرا ما أقلقني ذلك الأمر، في الصباح لست بحاجة لأن أسمع أي ضوضاء فرط صوتي ولا أي ملاسنة حادة، كان الهدف منها التنصل من أجرة الباص ربما، وذلك ما حدث حين اتضح بأنه لم يدفع أحدهما، في الطريق سألها السائق عن صلة القرابة بينهما، أجابت "هذا صديقي ونحب بعض"، ركزوا قالت صديقي لم تقل زوجي أو أي شيء من ذلك القبيل، وأردفت قائلة: الحب الحقيقي يبتدأ في مثل هذا العمر أما في مرحلة الشباب فالكل يستحوا" هكذا قالتها بهذا المعنى ولهجتها الصنعانية الخالصة كانت أجمل ما فيها، استوقفتني كثيرا هذه العبارة التي أخذتني في شرود أتفحص من خلاله رحلة العمر بكل أطيافه، هل ياترى قالتها لمجرد دعابة أم أن الأمر يسير وفقا لما أرادته سجيتها، ثم شرع ذاك الأمل الذي رزعته في خلدي للتو يناطح ما يسمى سنّ اليأس كفكرة، أي نوع ذاك الحب الذي لا يكتمل إلا عند ناهية المطاف، لابد أن فكرة سنّ اليأس مجردة من المعنى الحقيقي للحب وهي تقتصر على العلاقة الجنسية فقط تلك التي تشيب وتتهشم كلما اقترب المرء من ذاك السن، ثم يبتدأ الحب ينمو ويتكاثر على أشلائها، هكذا بدأت في عمق ذاتي ابحث عن براهين ترسخ الفكرة أكثر، ثم اهتديت لخيط آخر حين كنت أشاهد جدي وجدتي في وقت ما بعد الظهيرة، الوقت الذي تصبح فيه بأمسّ الحاجة لأن تنعم بهدوء وسكينة وشيء من تلك الأحاديث التي تتهادى تباعا لمسامعك كلما طاب لك المقيل، هكذا كان جدي يحب أن يصغي لهمساتها العذبة بكل هدوء دون أن يتركا للضجر أي فرصة يعبث بانسجامهما المجيد، بعيدا عن لهفة الشباب المؤقتة يصبح كل شيء راسخ دون أدنى شك أنذاك، تشيخ الملامح ويذهب الجمال، حينها يبرز المعنى الحقيقي للحب، ذلك الحب الذي لا يشوبه قلق ولا تنتابه هفوة ولا تقتله غيرة أبدا، يجسد أنقى اللحظات وأخلصها وُدّا وحنانا وسكينة.
ثم ثاب لي رشدي مجددا لأعود بخلدي أفكر في المرحلة التي أصبحتُ أنا آسن فيها، إن كان الأمر كما أسلفت آنفا ما حاجتي لأن أخوض غمارا آخر لكي أحضى بشيء خسرته في المرة الأولى التي وقعت عليه عيناي ونافس القلب سكناه حتى خالط شغافه واستبد بي حتى إذا تمكن من الروح وجرى الماء فيها مجرى باردا رقراق، انتزع مني فجأة ليتركني قفرا منسي مخيف، وحدي هناك انتحب الأسى تؤرشف الهمدد على خانة الذكريات، ما زلت مندهشا كيف واصلت المسير بكل ذاك الخواء إلا أنه يحدث أن تهظم الحزن وتلوك اليأس قوتا كلما شفّك الشوق وغالبك الحنين لذاك الوصل القديم، وقد يموت فيك ذاك اليأس القاتم على روحك لمجرد أنك رأيت شيء من الأمل يتجسد في موقف بسيط ولأنك بحاجة إلى أن يتبدد لروحك شيء منه تخلق من سناه ألف قصة وسؤال، تخلص إلى نتيجة مفادها أنك لن تعيش دون ذاك الحب الذي كنت تتمناه مهما تقدم بك العمر إلا أنك ستجد رحمته تشمل قلبك وتغمر روحك ببرودته العذبة وهنائته المريحة، بطريقة أو أخرى حتى ذاك المشرد البائس الذي يهيم على رأسه في الشوارع لابد أن يجد نصيبه منه ولو على هيئة ابتسامة لطفل ساخر يكتفي بها كونه لم يجدها وتعزّيه الابتسامة ذاتها لا تهمه تلك الطريقة التي ارتسمت بها بقدر ما تواسيه جمال وقوعها على قلبه، لا شيء يمنع هذا الإنسان من أن يعيش ذاك الشعور مهما كانت النتائج، لعلك لا تحس به إلا أنه يعشعش فيك ويحيط بك بتفاصيله الصغيرة التي لا تدركها من مكانك، وتشعر بها فقط حين تحاول الغور في نفسك على وجه الفكرة وأنت تنظر لكل شيء على أنه جزء منك مهما كانت حدة الألم.
في الطريق مرة أخرى نزل كل منهما في سبيله وبقيت أنا وشيء من الأفكار تركتها العجوز تتراكض في رأسي إلى أن استرحت منها هنا بهذه الحروف الواهنة جدا..!💥
يفجر بالمئات من مرتاديها في لحظة واحدة، لا أعلم كيف تبدو في تلك اللحظة، هل يغمرها السرور كونها تخلصت من عبئ صغير أم أنها تبدو حزينة كما لو أنها متمثلة فينا نحن حين تنقبض قلوبنا مع كل يوم يزداد به المشهد أكثر دموية وفقدان للأروح.. لا أعلم كيف قادني المعنى إلى هذا المنحى الحزين جدا دون إرادتي كان يجب أن أكون أكثر رومانسية معك، أحدثك مثلا عن تلك التفاصيل التي تخطها يد الدهشة في ملامحك الجميلة، عن يومياتي التي كنت أحدثك فيها عن تفاصيلها في سابق الأيام كوني أعلم أن تلك المغامرات البسيطة أكثر ما ترسم البسمة في الروح حتى أنها تجعلها أكثر توهج وانتشاء، بلغة بسيطة أحاول أن أزيح عن ناظريك تعب الأيام وانتظار الأعوام الخوالي أذكر أول مرة كتبت لك بها يا أسيل كانت ما زالت لغتي تبدو هشة جدا إلا أنها كنت تترك أثرا ساميا كونها مثقلة بالشعور وهذا ما يجعلني أن أكتب لك بانسيابية دون تكلف أو محاولة بحث عن مفردات بلاغية تسعف المعنى، وهذا أكثر ما يعجبني فيك هذا أيضا يا أسيل كونك تؤمنين مثلي بأنه وحده الشعور الخالص من يغرس الزهر في الجوى.. كوني بخير أرجوك المخلص دائما: خ.أ..!💥