"الانطباع الأول" الانطباع الأول هو نوع من أنواع المعرفة التي تساعدنا على المضي قدما في مد جسور الطمأنينة والرضى أو الرفض نحو أي شيء، لكن لا يمكن لنا الاعتماد على نتائجها في تكوين رؤية صارمة تنفذ إلى الحقيقة المطلقة، لذلك علينا أن نتريث دائما في الحكم على ما نتعامل معه حتى تتضح لنا الصورة بكامل جوانبها هذا إذا استطعنا النفوذ إلى ما يجب أن نعرفه كي لا نبدو أكثر سذاجة في التعامل أو نقع في فخاخ الشك دائما، ولكي تعرف عليك أن تغامر بذكاء، والذكاء هنا قد يقودك إلى ممارسة الاستغباء كي تكسر حدود الحذر فالنفس البشرية تميل إلى الكشف عن مكنونها الحقيقي للذين هم أقل ذكاء ومعرفة وذلك للشعور بالأمان من جانب الوعي والخطورة أيضا، قد نكشف حتى عن أسرارنا تحت ضغط الكبت حينما نجد مستمعا ساذجا لا يعقل أن يجفف هذه اللحظة ليحتفظ بها كورقة ضغط.. لم يكن الانطباع الأول فخ إلا للذين يقفون عند الصورة الأولى كحقيقة لا يمكن نقضها، ثم لا يملك تلك مرونة الاستكشافية التي تمكنه من التعامل مع العلاقة بشيء من التروي بعيدا عن الانبهار وحب التقيد عند الأفكار التي كونها هو من ذات نفسه تحت تأثير الدهشة الأولى، إن الثقة في القرارات الأولى وعدم القدرة على كسر حاجز النمطية التطرفية في عدم تقبل الإنسان بطبيعته البشرية الحقة هي ما يمكن أن يجعل الحياة منبت دائم للخيبات، القوة لا تكمن في الحذر أو حسن الاختيار المسبق إنما في كيفية التعايش وتطويع العلاقة وفقا للوعي الذي يتجسد في القدرة على التأثير في أسلوب الشخص المقابل أو الانسحاب بشكل تدريجي والاكتفاء بجماليات التجربة التي خضتها لكي لا تقف عندها إنما عليها أن تلهمك لخوض غمار آخر كونك لم تنهزم عند أي حسرة أو ألم. أما عن الحب من أول نظرة: برأيي لا يوجد حب كامل يمكن أن تشعر به أو تنزله السماء هكذا من أول نظرة إنما يكتمل الأمر مع التكرار والمواربة والوقوف مع الذات بشيء من التأمل والتواصل المستمر ولو بالنظرات أو الأحاديث والمراقبة أما ما دون ذلك فهو نوع من الاستحسان النفسي وجانب من رفاهية العيش المستمر، فأنت بالطبع قد تعجب في أغلب ما تصادفه عيناك إلا أنك لا تحب إلا من حجز في تفكيرك موقعه ولامس شيء ناقص فيك ثم ينسل رويدا رويدا إلى شغافك حتى تمكن من ذائقتك وأصبح مقياسا للأفضلية في كل ما فيه إلا أن الوصول إلى هذه الدرجة يتطلب الكثير من الوقت.. لا يقتصر على أول نظرة..!💥