كيف نَشكرُ الله تَعالى بأفضل الشُكْر..؟! هل الشُكر فقط لقلقة لِسانيّة بالألفاظ؟!
سُؤالٌ تُجيبنا عنه الرواية التالية (مُهمّة)
:
❂ يقولُ
#رسول_الله "صلَّى اللهُ عليهِ وآله":
(فُضّلتُ على الخلْقِ أجمعين، وشُرّفتُ على جَميعِ النبيين، و اختُصِصْتُ بالقُرآن العَظيم، و أُكرمتُ بعليّ
#سيّد_الوصيّين، و عُظّمتُ بشيعتهِ خيرِ شيعةِ النبيين و الوصيّين. و قيلِ لي:
#يا_محمّد قابل نعمائي عَليكَ بالشُكْر المُمتَري للمَزيد.
فقُلتُ: يا ربّي و ما أفضلُ ما أشكُركَ به؟ فقالَ لي:
يا مُحمَّد .. أفضلُ ذلكَ بثُّك - أي نشركَ - فَضْلَ أخيكَ علي، وبَعْثُك سائرَ عِبادي على تَعظيمهِ وتَعظيمِ شِيعتهِ، وأمركَ إيَّاهم أن لا يتوادّوا إلَّا فيَّ، ولا يتباغضوا إلَّا فيَّ، ولا يُوالوا ولا يُعادوا إلَّا فيَّ،
وأن ينصبوا الحَرْب لإبليسَ وعُتاةِ مَرَدَتهِ الداعين إلى مُخالفتي،
وأن يجعلوا جُنَّتهم منْهم - أي مِن إبليس وعُتاة مَرَدتهِ - العَداوة لأعداءِ مُحمَّدٍ وعلي،
وأن يَجعلوا أفضلَ سِلاحهم على إبليسَ وجُنودهِ:
تفضيلَ مُحمَّدٍ على جَميع النَّبيين، وتَفضيلَ عَليّ على سَائر أمَّتهِ أجمعين، واعتقادهم بأنَّه الصَادق لا يكذب، والحكيمُ لا يَجهل، والمُصيبُ لا يغفل،
والَّذي بمَحبَّته تثقلُ مَوازينُ المُؤمنين، وبمُخالفته تخِفُّ مَوازين الناصبين، فإذا هُم فعلوا ذلكَ كانَ إبليسُ وجنودهُ المَرَدة أخسأ المَهزومين، وأضْعفَ الضعيفين)
[تفسير الإمام الحسن العسكري "عليه السلام"]
〰〰〰〰〰[[ توضيحات ]]
● هذا الحوار بين الباري تَعالى ونَبيّنا الأعظم "صلّى الله عليه وآله"، هَذا الخِطاب هُو لَفْظاً فقط لِرسول الله.. أمّا حَقيقةً ومضموناً فهو مُوجّهٌ إلينا نحنُ..
فهذهِ الرواية جَاءتْ لتُبيّن لنا كيف نشكرُ اللهَ تعالى بأفضل ما يُشكَر به عَزّ وجل.. و واضح أّنّها أشارت إلى خُطوات عَمليّة نقوم بها، وليس مُجرّد لقلقة لسانيّة..
وهذا هو منطق الكتاب الكريم، إذ يقول: {و قُلْ اعملوا آلَ داودَ شُكراً} فالشُكْر عَمل، وليسَ مُجرّد لقلقة لِسانيّة.
● قول الرواية (وأن ينصبوا الحَرْب لإبليسَ وعُتاةِ مَرَدَتهِ الداعين إلى مُخالفتي) هذهِ هي المُرابطة للإمام الحُجّة في
#زمان_الغيبة التي ذكرها الكتاب الكريم، وبيّن معناها إمامُنا
#صادق_العِترة "صلواتُ الله عليه"، إذ يقول في تفسير قولهِ تعالى: {يا أيُّها الذين آمنوا اصْبروا و صابروا و رابطوا} قال "عليه السلام": (اصبروا على أداء الفَرائض، و صابروا عَدوَّكم، و رابطوا إمامكم المُنتظر)
،
✽ أمّا كيفيّة هذهِ المُرابطة:
فقد أشار إليها إمامُنا
#صادق_الآل "صلواتُ الله وسلامه عليه" إذ يقول:
(عُلماءُ شِيعَتِنا مُرابطون في الثَغْر الذي يَلي إبليس وعَفاريتَهُ يَمنعوهُم عن الخُروج على ضُعفاء شِيعتنا وعن أن يتسلَّطَ عليهم إبليسُ وشِيعَتُهُ النواصب، ألا فمَن انتصبَ لذلكَ مِن شِيعتنا كانَ أفضلَ مِمَّن جاهدَ الرُوم و التُرْكَ و الخَزَر ألْفَ ألْفَ مَرَّة؛ لأنَّه يدفعُ عن أديانِ مُحبّينا، وذلك يدفعُ عن أبدانهم).
[ تفسير الإمام الحسن العسكري "عليه السلام"]
:
قارنوا بينَ ما قاله إمامنا الصادق في مَعنى المُرابطة عند ثُغور إبليس وعَفاريته وشِيعته النواصب ومنعهم مِن التسلّط على ضُعفاء شِيعة أهل البيت.. وبينَ ما قالهُ الله تعالى في حِواره مع
#رسول_الله في الحديث الأوّل.. ستجدون نفس المضمون.
فالله تعالى يقول وهو يَصِف لنا الخُطوات العَمليّة لشُكْره بأفضل الشُكر، يقول: (وأن ينصبوا الحَرْب لإبليسَ وعُتاةِ مَرَدَتهِ الداعين إلى مُخالفتي)
فهو يدعونا إلى خَوض حرب في مواجهة
#إبليس.. وهو نفس مَضمون المُرابطة (العلميّة العقائديّة) التي أُمرنا بِها في زمان الغَيبة لِمواجهة المشروع الإبليسي ضِدّ محمّدٍ وآل محمّد "صلواتُ الله عليهم".
❂ قد يقول قائل:
وما هو مَشروع إبليس "لعنهُ الله" الذي أُمرنا بِمواجهته والتصدّي له، والحَذر مِن الوقوع في فِخاخه...؟!
الجواب نِجده في هذا المَقطع مِن حَديث
#سيّد_الأوصياء عن رسول الله، والذي تنقله لنا
#عقيلة_بني_هاشم "صلواتُ الله عليها وعليهم أجمعين".. يقول وهو يتحدّث عن برنامج إبليس في مُواجهة مُحمّدٍ وآل محمّد بعد
#مقتل_الحسين، يقول:
(إنّ إبليس لعنه الله في ذلك اليوم - أي
#يوم_عاشوراء بعد قتْل الحسين - يَطيرُ فَرَحاً فيَجولُ الأرض كلّها في شياطينه وعَفاريته - يعني مهرجان فرح - فيقول:
يا معاشر الشياطين قد أدركنا من ذُرّية آدم الطَلِبة وبلغنا في هَلاكهم الغَاية، و أورثناهم النار إلّا مَن اعتصمَ بهذه العِصابة - أي اعتصم بأهل البيت "عليهم السلام"-، فاجعلوا شُغْلَكم بتشكيك الناس فيهم - أي تشكيك الناس في أهل البيت وفي مقاماتهم وظُلاماتهم- وحَمْلهم على عَداوتهم وإغرائهم بهم وأوليائهم، حَتّى تستحكِمَ ضلالةُ الخَلْق وكُفْرِهم ولا ينجو منهم ناجٍ، ولقَد صدقَ عليهم إِبليسُ وهو كذوب، أنّه لا ينفع مع عَداوتكم - أهل البيت - عَملٌ صالح ولا يضرُّ مع محبّتكم ومُوالاتكم ذنبٌ غير