من أمثال العرب الشّهيرة قولهم:
«ربّ رميةٍ من غيرِ رامٍ»
قيل: إنّ أوّل مَن قاله الحكم بن عبد يغوث المنقريّ.
وكان الحكم أرمى أهل زمانه وإنّه آلى يميناً ليذبحنّ على الغبعب مهاةً (أراد أن يذبح قرباناً لهذا الصّنم) فحمل قوسه وكنانته، فلم يصب يومه ذلك شيئاً، فرجع كئيباً حزيناً وبات ليلته على ذلك، ثمّ خرج إلى قومه فقال: ما أنتم صانعون؟ فإنّي قاتل نفسي أسفاً إن لم أذبحها اليوم.
فقال الحصين أخوه: يا أخي اذبح مكانها عشراً من الإبل ولا تقتل نفسك.
قال: لا واللّات والعزّى، لا أظلم عاترة، وأترك النّافرة.
فقال له ابنه مطعم وكان غلاماً: يا أبتِ احملني معك أرفدك.
فقال الحكم: وما أحمل من رعِش وهِل، جبانٍ فَشِل؟
فضحك الغلام وألحّ عليه، فقبل.
فانطلقا فإذا هما بمهاة، فرماها الحكم فأخطأها، ثمّ مرّت به أخرى فرماها فأخطأها، ثمّ عرضت له ثالثة
فقال مطعم: يا أبتِ أعطني القوس.
فغضب أبوه وهمّ أن يعلوه بها
فقال له مطعم: يا أبتِ أُحمد بحمدك، فإنّ سهمي سهمك.
فناوله القوس، فرماها معطم فلم يخطئها.
فقال أبوه حينها:
ربّ رمية من غيرِ رامٍ.فذهب قوله مثلاً للشّيء يصحّ من غير أهله.
قال الشّاعر:
رماها مطعمٌ من غير علم
بمسّ القوس، لم يخطئ صلاها
وكان أبوه قد آلى عليها
فلم تبرر أليّته مهاها
#أمثال_العرب