مِن أمثال العرب قولهم:
«مَن يُرِ يوماً يُرَ به»
قيل: إنّ أوّل مَن قال هذا المثل كلحب بن شؤبؤب الأسديّ، وكان يغير على طيّئ وحده، فدعا حارثة بن لأم الطّائيّ رجلاً من قومه يقال له عِتْرِم وكان بطلاً شجاعاً،
فقال له: أما تستطيع أن تكفيَني هذا الخبيث؟
فقال: بلى
ثمّ أرسل معه عشرة من العيون حتّى علموا مكانه، وانطلق إليه الرّجل في جماعة فوجدوه نائماً في ظلّ أراكة وفرسه مشدودة عنده، فنزل عنده الرّجل ومعه آخر إليه، فأخذ كلّ واحد منهما بإحدى يديه، فانتبه فنزع يده اليمنى من ممسكها، وقبض على حلق عترم فقتله، وبادر الباقون إليه فأخذوه وشدّوه وثاقاً، فقال ابن عترم: دعوني أقتله كما قتل أبي!
قالوا: لا، حتّى نأتي به حارثة.
فأبى، فقالوا: والله لئن قتلته لنقتلنّك
وأتوا به حارثة بن لأم، فقال له حارثة: يا كلحب إن كنت أسيراً فطالما أسرتَ
فقال كلحب: مَن يُرِ يوماً يُر به!
فأرسلها مثلاً
وقال ابن المقتول لحارثة: أعطنيه أقتله كما قتل أبي، فقال: دونكه!
وجعلوا يكلمونه وهو يعالج كِتافه حتّى انحلّ، ثمّ وثب على رجليه يجاريهم وتواثبوا على الخيل فأعجزهم!
وقيل:
من يُرِ يوماً يُر بِه ... والدّهر لا تغترّ بِه
#أمثال_العرب