الرأي الشرعي الجامع في معركة أهل غزة وفلسطين مع الاحتلال الصهيوني ورد في سياق لوم البعض لطوفان الأقصى الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على النبي المُجتبى، وبعد،،
قال تعالى: (قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)
المُطلع على تفاصيل الواقع، ومجريات الأحداث، وخطط التطبيع، وأطماع المحتلين، وخطوات التهويد للقدس، وإجراءات قتل الأسرى وتعذيبهم قبل الطوفان، -وهذه عناوين ظاهرة، وما خفي أعظم- يُدرك تماماً أن الحرب بين الكفر والإسلام، لا بين المقاومة والصهاينة، وما رَفْعُ الأعداء التوراة، وقتل المصلين بالمئات في بيوت الله، وحرق المصاحف، وهدم المساجد وتجريفها،إلا شواهد على هذا،
وقد قال الفضلاء: "متى بدأت المعركه بين الإسلام والكفر، يتوقف الاستدراك واللوم والتحليل في الجدوى؛ لأن هذا من الإرجاف والتخذيل والتثبيط، والتشتيت والتشكيك، فكل الجهود يجب أن تنصب على نصرة أهل غزة، وكف الأذى عنهم، وكل اللوم يجب أن يوجه للذين يستطيعون نصرتهم لكنهم في الحقيقه يُعينون الصهاينة عليهم، أي قول في غير سياق واجب الوقت، هو حبل نجاة للمنافقين والمتآمرين، يزيح به أنظار شعوبهم عنهم، ويتخذونه ذريعة لترك غزة وأهلها تذبح وتحد شفرة سكينها بأقوال اللائمين؛ بل وبهم يُجرَّم التأييد للمجاهدين بحجة أن هناك آراء تخطئهم"، وقد رأينا من يلومون اليوم!!، قد فرحوا أول أيام الطوفان ودعوا بالخير والنصر، وحمدوا الله أنهم شاهدوا رجال الله؛ فاتق الله
أيها اللائم؛ ففي تاريخ المعارك الإسلامية لم تكن القوى متكافئة، وأعداد الشهداء في غالبها كثيرة بالنسبة لحسبة عددهم، وما لامهم كبار الصحابة والفقهاء الأكابر، ففرق بين قول قبل المعركة، وقول في المعركة، وفرق بين فقه الميدان، وفقه فصل في الكتاب، وما نصوص العلماء إلا ولها سياقاتها التي قيلت فيها ، وكلها تأتي في باب الاجتهاد الفردي، حتى لا يقع الأذى، وهذا ما يُعرف بفقه الواقع، ولم تكن منهم هذه الآراء على وجه الإلزام والتأثيم لمن قاموا على رأي أجمع عليه أهل الذكر في هذا المضمار، وقد وضع العلماء قاعدة تحكم الاحتكام إلى هذه الآراء القديمة من أسيادنا الفقهاء أن (لكل زمان تقديراته)، فالمعارك لا تسير على نسق واحد، وليست مضمونة الحسابات، لكن وفق فقه المتوقع عملوا، وما ذنبهم لو خرجت عن حساباتهم، وإلا بحسابات اللائم لا يجاهد في سبيل الله أبداً اليوم؟!،
ثم اللوم والعتاب يفرح به أهل النفاق، وقد قرأنا ما قالوا؟!، بل واستند عليه الأعداء في إلحاق الأذى بأهلنا أكثر فأكثر على اعتبار أنهم يساعدون أهل غزة للتخلص ممن تسبب بدمارهم، ومن الناس يسبُّ من قام بطوفان الأقصى، ويدعو عليهم، ويتقوى بما يقوله اللائم، وهؤلاء واللائم لو علموا صدق وحرص من قاموا بطوفان الأقصى لنافحوا عن أعراضهم، حيث أيام الرخاء قالوا فيهم: خطباً عصماء، فالتوقف لوكان بأيدهم لفعلوا وما تأخروا لحظة، لكن مع عدو مجرم كلما أبديت استسلاماً كلما زاد في إقتلاعك من أرضك وقدسك ودينك، ولعل مثل كلمات من يلوم تزيد من آلام المتعبين، والنازحين، والذين فقدوا أحبابهم، وشطبت أسرهم بأكملها من السجل المدني، وتوهن من عزيمة الأبطال، والشهداء أكرم منا جميعاً..
وما النصر والهزيمة تحسب نتائجها بالآلام؛ بل تحسب بتحقيق الأهداف وتراكم الإنجازات، وانظروا إلى عدوكم صباح مساء يحرق جنده وشعبه، وبلاد المسلمين في سبيل تحقيق أهدافه.
بربكم قولوا لأنفسكم متى يطبق الجهاد ومتى تحرر الأوطان؟، وقواعد السياسة الشرعية توجب العمل والتقدير، وتعذر من بذل جهده وأعد ما استطاع، لأن النتائج الحقيقية تسير وفق إرادة الله، وأختم بهذه الآية فهي ترد على اللائمين، قال تعالى: (ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ ۖ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ ۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ ۗ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ۗ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ ۖ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ۗ قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ ۖ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ).
والأسرى الذين يعذبون، وقد فنيت أعمارهم في سجون الاحتلال، ألا يشفع لأصحاب الطوفان نصرتهم..
والله المستعان
د. صادق قنديل
عميد كلية الشريعة والقانون
الجامعة الإسلامية غزة
#طوفان_الأقصى #جيش_السابع_من_أكتوبر