{والعُمر ماض، إنما يِبقى صَنيعُك والاثر ."﴾
القناة صدقة جارية، نسأل اللَّه أنْ يتقبلَ هذا العمل خالصًا لوجهِه الكريم.
غفَر اللّٰه لـ هـاجَـر و والِديها و رَضَي عَنهُم.
كل صباح، أُذكر نفسي أن أتمسك بما أستطيع، ولا تنظر عيني إلى ما هو أبعد! كل صباح، أُذكر نفسي أني لا أملك نتيجة، ولا أتحكم في مصير، وأن علي احترام ضعفي ومحدوديتي وبشريتي، كل صباح، أحاول من جديد، أحاول أن أجعل ذنبي أقل حِدة، وأن أزيد مساحة قبولي لتلك الأخطاء التي ارتكبتها وأرتكبها، كل صباح، أُفتش عن الأمل، كأني لم أفتش عنه مطلقًا!
لا أتخيل الفكرة، لا أستوعب أن مئات من الناس تحاول حفر الأرض ونخر الجدران واقتلاع البلاط منذ عشرين ساعةً ولا تستطيع الوصول بأي شكل لعشرات الآلاف من المسجونين في مكان تحت السجن نفسه! ربما علينا أن نعي حقيقة أن ذلك هو أفظع سجن في التاريخ كله.
مقاطع تحرير الأسرى من سجون الطاغية بشار لا تعبّر عن شيء مما كانوا فيه من العذاب، فالمقاطع قصيرة وسريعة وفيها مشهد الخروج فقط، وخلال هذا المشهد السريع تلتقط العين بعض مظاهر الشدة والصعوبة، وحتى هذه المشاهد السريعة لم يظهر منها إلا القليل.
أما حقيقة ما كان يجري من العذاب فهو شيء فوق التصور والخيال، ومن سمع القصص ممن كانوا فيه مباشرة فسيفهم معنى ما أقول.
والحمد لله ثم الحمد لله ثم الحمد لله على نعمة الفرَج وفكّ القيد لهؤلاء المقهورين، والحمد لله أن هناك "جهنم" في الآخرة لينال الظالمون جزاءهم الذي مهما عوقبوا به في الدنيا فلن يوفي ما يستحقونه.
وقد ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: (إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا) صحيح مسلم.