🔶 #محرم_1446هـ 🔶 #زاد_عاشوراء_للمحاضر_الحسيني🔸 #الموعظة_السادسة:
🔸 #البكاء_على_الإمام_الحسين_ع_فلسفته_وآثارهــــــــــــــــــــــــــــــــ
🔴 هدف الموعظة تعرّف أهمّيّة
البكاء على الإمام الحسين (عليه السلام) وفلسفته
وآثاره.
✍ محاور الموعظة 📍بكاء النبيّ (صلى الله عليه وآله) وآله (عليهم السلام)
📍فلسفة
البكاء على الإمام الحسين (عليه السلام)
📍آثار
البكاء على الإمام الحسين (عليه السلام) في الدنيا
📍آثار
البكاء على الإمام الحسين (عليه السلام) في الآخرة
📍مَن لم يستطيع
البكاء فليتباكَ
🔴 تصدير الموعظة الإمام الصادق (عليه السلام):
«قال الحسينُ (عليه السلام): أنا قتيلُ العبرةِ، لا يذكرُني مؤمنٌ إلّا بكى»¹. 📍بكاء النبيّ (صلى الله عليه وآله) روى أحمد بن حنبل من حديث عليٍّ (عليه السلام)، بإسناده إلى عبد الله بن نجى، عن أبيه: أنّه سار مع عليّ (عليه السلام)، فلما حاذى نينوى، وهو منطلقٌ إلى صفّين، نادى:
«اِصبر أبا عبد الله! اِصبر أبا عبد الله بشطّ الفرات!». قلتُ: وماذا؟! قال: «دخلتُ على النبيّ (صلى الله عليه وآله) ذات يوم، وعيناه تفيضان، قلتُ: يا نبيَّ الله، أغضبكَ أحد؟ ما شأنُ عينيك تفيضان؟! قال: بل قام من عندي جبريل قبل، فحدّثني أنّ الحسينَ يُقتَل بشطّ الفرات، قال: فقال: هل لك إلى أن أشمّك من تربته؟ قال: قلتُ: نعم، فمدّ يده، فقبض قبضةً من ترابٍ، فأعطانيها، فلم أملك عينيّ إن فاضتا»².📍بكاء أمير المؤمنين (عليه السلام) عن ابن عبّاس، قال: كنت مع أمير المؤمنين (عليه السلام) في خرجته إلى صفّين، فلمّا نزل بنينوى، وهو شطّ الفرات، قال بأعلى صوته:
«يابن عبّاس، أتعرف هذا الموضع؟» قال: قلتُ: ما أعرفه يا أمير المؤمنين، فقال: «لو عرفته كمعرفتي، لم تكن تجوزه حتّى تبكي كبكائي»، قال: فبكى طويلاً حتّى اخضلّت وسالت الدموع على صدره، وبكينا معه، وهو يقول: «أوه! أوه! مالي ولآل أبي سفيان! مالي ولآل حرب!»³. وهكذا بكاء السيّدة الزهراء (عليها السلام) والأئمّة الأطهار (عليهم السلام).
📍فلسفة البكاء على الإمام الحسين (عليه السلام) البكاء ظاهرة إنسانيّة، بل هو أوسع من ذلك، والبكاء كحالةٍ في مقام الحكم القيميّ، لا يصحّ القول إنّها حالة إيجابيّة دائماً أو سلبيّة دائماً، بل إنّ الأمر يرتبط بسبب هذه الحالة وأهدافها ونتائجها، فإذا كان
البكاء مرتبطاً بالأهداف الدينيّة، ويحاكي القيم الدينيّة بمفهومها الشامل، فهو أمر محمود، كأن يكون
البكاء لله تعالى أو من خشيته تعالى؛ فهنا سوف يكون للبكاء نتائجه الإيجابيّة ذات البعد المعنويّ والأخلاقيّ وسوى ذلك. أمّا إذا كان
البكاء مرتبطاً بأهداف لا تنسجم مع الأهداف والقيم الدينيّة والأخلاقيّة، فعندها سوف يكون أمراً مذموماً، ولن تكون نتائجه إيجابيّة، بل سوف تكون
على العكس من ذلك.
عندما نأتي إلى قضيّة
الإمام الحسين (عليه السلام)، فإنّنا نبكي
على تلك الجرأة
على الله بقتل وليّه (عليه السلام)، وغضباً له، وعلى انتهاك حرمة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقتل حفيده (عليه السلام)، نبكي
على مخالفة الدين الّتي حصلت بقتل
الحسين وأهل بيته وأصحابه (عليهم السلام)، نبكي
على تجاوز حدود الله، وعلى الاعتداء
على محارم الله، وارتكاب الذنوب العظام والمعاصي الجسام، ومخالفة أوامر الله تعالى وركوب نواهيه.
لقد مثّلت كربلاء ذروة الجرأة
على الله تعالى والانقلاب
على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولم يمضِ إلّا خمسون عاماً
على وفاته (صلى الله عليه وآله)، حتّى ينقلب الكثير من أبناء أمّته
على حفيده وأهل بيته، فيعملون فيهم تقتيلاً وسبياً وتجريحاً وظلماً وتنكيلاً، لا لأمر، إلّا لأنّهم رفضوا السكوت
على الانحراف والرضوخ للذلّ.
لذلك، فإنّ
البكاء على الإمام الحسين (عليه السلام) هو بكاء رفضٍ للجرأة
على الله تعالى، وعلى الانجرار إلى الدنيا وحبّها والتعلّق بها، وبكاءُ اعتراضٍ
على فعل الذنوب وارتكاب المعاصي، هو بكاء نهيٍ عن المنكر والفساد، وهو بكاء أمرٍ بالمعروف والإصلاح، وهو أيضاً بكاء غضبٍ من كلّ المظالم الّتي حصلت والّتي تحصل؛ أي هو بكاء رفض للظلم والذلّ، ودعوة إلى العدل وفعل الثورة، هو بكاء يدعو إلى الثورة
على الفساد والانحراف والظلم، ويرفض الخضوع والخنوع والرضوخ للظالم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]. ابن قولويه القمّيّ، كامل الزيارات، مصدر سابق، ص215.
[2]. أحمد بن حنبل، المسند (مسند أحمد)، دار صادر، لبنان - بيروت، لا.ت، لا.ط، ج1، ص85.
[3]. الصدوق، الشيخ محمّد بن عليّ بن بابويه، كمال الدين وتمام النعمة، تصحيح وتعليق عليّ أكبر الغفاري، مؤسّسة النشر الإسلاميّ التابعة لجماعة المدرِّسين بقمّ المشرَّفة، إيران - قمّ، 1405هـ - 1363ش، لا.ط، ج1، ص532 - 533.
📜 #يتبع ①
#اللهم_صل_على_محمد_وآل_محمد 🌹~•~•~•~•~•~•~•~•~•~
@ZADCOM