الإمام الهادي وحادثة "خان الصعاليك"
صُورة تقريبيّة مُصغّرة مِن صُوَر إحاطةِ المعصوم وتَواصلهِ مع العوالم الأُخرى وَسُلْطتهِ على هذا الوجود
:
❂ يُحدّثنا صالحُ بن سعيد عن إمامنا الهادي النقي "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه" حينَ جاءَ بهِ المُتوكّل العبّاسي لَعَنهُ الله ووَضَعهُ في "خَانِ الصعاليك" لأجلِ إهانتهِ.. يقول صالحُ بن سعيد:
(دَخلْتُ على أبي الحسن "الإمام الهادي صلواتُ الله وسلامهُ عليه" فقلتُ له:
جُعلتُ فداك، في كلِّ الأُمور أرادوا إطفاءَ نُورك والتقصير بكَ حتّى أنزلوكَ هذا الخان الأشنع خان الصعاليك ،
فقال الإمام "صلى الله عليه":
هاهُنا أنتَ يا ابنَ سعيد؟ ثُمَّ أومأ بيده، وقال: انظر.. فنظرتُ، فإذا أنا بروضاتٍ آنِقات ، وروضاتٍ باسرات ، فيهنَّ خيرَاتٌ عَطِرات - يعني نساءٌ عَطِرات - وولدانٌ كأنَّهُنَّ الّلؤلؤُ المكنون، وأطيارٌ و ظباء وأنهارٌ تفور ..! فحارَ بصري، وحَسَرتْ عيني، فقال الإمام: حيثُ كنّا فهذا لنا عتيد - يعني حاضرٌ لنا ومُنذ زمنٍ بعيد - لسنا في خان الصعاليك).
[الكافي الشريف: ج1]
〰〰〰〰〰عالمهم "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم" أعمقُ وأكبرُ مِن قضيّة روضاتٍ آنقات، وروضاتٍ باسرات وخَيراتٍ عَطِرات.. عالمُهم أكبرُ وأوسعُ وأعمقُ مِن هذا.. ولكنَّ الإمام أرادَ أن يُري ابن سعيد ما يُذهلهُ وما يُعرَّفهُ شيئاً مِن الحقيقة.. وهذهِ صُورة تقريبيّة فقط.. أمَّا القضيّةُ فهي أعمقُ وأكبر مِن هذا..
■هذهِ صُورة تقريبيّة بيّنها الإمامُ
#الهادي لهذا الرجل بحَسَبِ ما أظهرَ لَهُ وما خَلَقَ لَهُ في عالمِ الملكوت الذي هُو بين أصابعهم وتَحتَ تصرّفهم "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم".. عالمٌ يتجدّدُ فيه الخَلْق..
فهذا خَلْقٌ أوجدَهُ الإمام "صَلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه" لِيقولَ لابن سعيد: بأنّنا نَعيشُ في عالمٍ آخر غير هذا الظاهر المحدود الذي تراهُ أبصاركم المحدودة.
وهذا المشهد هو مِصْداقٌ مصاديق التقلُّب في الصُوَر عندهم "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم".. مِصْداقٌ مِن مصاديقِ التجلِّيات والإحاطة.. الإحاطة التي فيها حُضورُ المعلومات وكون هذهِ الحقائق تَحتَ ولايةِ المعصوم وتحتَ سُلطته.. فهي حقائق خفيّةٌ عن حواسِّنا نحن وهي مِن عوالم أُخرى لكنَّها حاضرةٌ بين يدي الإمام "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه".
ولا عَجَب في ذلك..
فَنَحنُ نُخاطبُهم "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم"
في الزيارةِ
#الجامعة الكبيرة بهذهِ العبارة: (وذَلَّ كُلُّ شيءٍ لكم..)
ويقول سيّد الأوصياء وهو يُحدّث طارق بن شهاب عن منازل وأوصاف الإمام المعصوم على الأرض يقول:
(والسماواتُ والأرضُ عند الإمامِ کیَدِهِ مِن راحتهِ یعرفُ ظاهِرها مِن باطنها ویعلم برّها مِن فاجرها ورطبها مِن یابسها)
والسماواتُ والأرض عُنوان يُشير إلى كُلِّ الوجود..
هذا لا يعني أنَّ الوجودَ كُلَّهُ في السماواتِ والأرض، ولكن السماوات هُو عنوانٌ للعوالم العُلْويّة، والأرض عُنوانٌ للعوالم السُفليّة.. لأنَّ الوجودَ على نَحوين مِن العوالم: عوالم عُلويّة وعوالم سُفليّة.. والسماواتُ بما هي سماوات هي جزءٌ مِن العوالم العُلْويّة، والأرضُ بما هي أرض هي جزءٌ مِن العوالم السُفلية.. وسيّد الأوصياء يقول:
(والسماواتُ والأرضُ عند الإمامِ کیَدِهِ مِن راحتهِ یعرفُ ظاهِرها مِن باطنها ویعلم برّها مِن فاجرها ورطبها مِن یابسها)
يعني إحاطة المعصوم إحاطة تامّة ومُطلقة بكُلّ عوالمِ هذا الوجود.
:
#الهادي_النقي#معرفة_أهل_البيت#الثقافة_الزهرائية