#حوار_مع_أبي_بكر (الخليفة الأوّل)
#الحلقة_الأولى """"""""""""""""""""""""""""""""""""""
#س 1 - هل يمكننا أن نتعرّف عليك ؟
#ج ـ اسمي أبو بكر عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب ابن سعد بن تيم بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك .
وأمّي أمّ الخير بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة (1) .
وكنت أعمل في التجارة وأعرف علم الأنساب .
أسلمت بعد أربعة أو خمسة من الصحابة، فأوّل من أسلم خديجة وعلي وزيد بن الحارثة ثمّ خالد بن سعيد بن العاص وأبو ذر وأنا (2) .
رافقت رسول الله في كلّ غزاوته، وكنت أجلس معه في العريش،
#ولم أشارك في القتال ولم أبارز أحداً خلال معارك الرسول (3) .
#س 2 - يقول البعض من أهل السنّة بأنّك وصلت إلى الخلافة برضى من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، ويستشهدون على ذلك بأنّك صلّيت بالناس عند مرض الرسول (صلى الله عليه وآله) ، وبأنّك أوّل من أسلم من الرجال ، وأنّك صديقه في الغار فما ردّك على ذلك ؟
#ج ـ
#أولاً : لم يكن معي من رسول الله أيّ نصّ ، ولو كان معي مثل هذا النصّ لاحتججت به يوم السقيفة ; لأنّي كنت في أشد الحاجة إلى ما أثبت به أمري يوم ذاك .
ـ
#ثانياً : أمّا بشأن
#ما يدّعيه البعض من موضوع الصلاة ،
#فهي لم تكن إلاّ مرّة واحدة .
#وقصتها : إنّ ابنتي عائشة بعثت لي
وقالت : إنّ رسول الله مريض فصلّ بالناس ،
وما إن بدأت بالصلاة حتى خرج
#رسول الله يتهادى من شدّة مرضه بين الفضل بن العباس وعلي ودخل المسجد وصلّى عن يميني قاعداً وصلّى الناس ، فلمّا فرغ من الصلاة أقبل على الناس وكلّمهم رافعاً صوته حتى خرج صوته من باب المسجد يقول : "يا أ يّها الناس سُعرت النار ، وأقبلت الفتن كقطع الليل المظلم ، وإنّي والله لا تمسكوا عليّ شيئاً . إنّي لم أُحلّ لكم إلاّ ما أحلّ لكم القرآن ، ولم أُحرّم لكم إلاّ ما حرّم عليكم القرآن" (4) .
وعليه فإنّ
#رسول الله
#لم يأمرني بالصلاة بالناس ، ولو كان فعل لما خرج على هذا الحال وصلّى هو بالناس .
وكيف يأمرني بذلك وقد كان
#جنّدني في جيش
#أُسامة بن زيد وقد كان معسكراً خارج المدينة ،
وكنت معهم ،
وإنّما كنت أتردّد على المدينة لعيادة رسول الله ،
ومن المعلوم أنّ قائد الجيش هو الإمام في الصلاة ، وقد كان أُسامة بن زيد هو إمامنا في الصلاة ؟
وقبل وفاته استأذنته بالذهاب إلى أهلي بالسنح (5) ، فأذن لي ، لذلك عندما توفّي رسول الله لم أكن في المدينة .
وأيضاً
#لم احتج بقصة الصلاة في السقيفة لأنّها عليّ لا لي .
ـ وأمّا بشأن أنّي كنت صديقه في الغار ، فقصته أنّني أتيت في يوم هجرة رسول الله إلى داره ، فوجدت علياً ،
فسألته عن نبيّ الله فأخبرني أنّه لحق بالغار من ثور ، فخرجت مسرعاً ،
فلحقت نبيّ الله في الطريق ،
فسمع رسول الله جرسي في ظلمة الليل ، فحسبني من المشركين ،
فأسرع في المشي ، فانقطع قبال نعله ، ففلق إبهامه حجر ،
فكثر دمها ، وأسرع السعي ، فخفت أن يشقّ على رسول الله ،
فرفعت صوتي وتكلّمت ، فعرفني رسول الله ، فقام حتى أتيته ، فانطلقنا ورجل رسول الله تستن دماً حتى انتهينا إلى الغار في الصبح (6) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - تاريخ الطبري 2 : 615 .
2 - تاريخ الطبري 1 : 615 .
3 - تاريخ الطبري 2 : 33 .
4 - تاريخ الطبري 7 : 441 .
5 - السنح : أرض قريبة من المدينة .
6 - تاريخ الطبري 2 : 100 .
تأليف : محمد سليم عرفة
مركز الأبحاث العقائدية
علي أسعد هاشم الخابوري