💔💔#رواية_الم_ذلك_الحسين {عليه السلام}
#الحلقة_السادسة 《6》
جلس الغريب عند باب عتيقة ، وراح يلتقط أنفاسه كأنه ما يزال يخترق الصحراء .. يجوب الأودية .
فتحت ((طوعة)) – المرأة العجوز الني كانت تنتظر عودة ابنها ، والابن ذهب يبحث عن الرجل الجائزة .
- هل لي في جرعة من الماء ؟.
وما أسرع أن عادت المرأة تحمل إليه الماء .. فراح يعبّ منه ، ثم سكب الباقي على صدره . أراد أن يطفئ لهيب الصحراء في أعماقه .
قالت العجوز مستنكرة جلوسه :
- ألم تشرب يا عبد الله ؟! .. قم فانصرف إلى أهلك .
اعتصم بالصمت .. الصمت المجهول الذي لا يريد أن يسبر غوره أحد .
- قم عافاك الله .. فإنه لا يجدر بك الجلوس على بابي .
- وماذا أفعل .. لقد ضللت الطريق .. وليس هناك من يدلّني .
قالت المرأة متوجسة :
- من تكون يا عبد الله ؟!
- أنا مسلم بن عقيل .
فهتفت المرأة مأخوذة بالمفاجأة :
- أنت مسلم ؟! .. انهض إذن انهض
- إلى أين يا أمة الله .
- إلى بيتي ..
وانفتح باب في الأفق المظلم .. كوّة تفضي إلى النور .. لحظة من أمل .. قطرة ماء في لهب الصحراء .
واحتضن بيت كوفي (( مسلم بن عقيل )) – الرجل الشريد . أما بقية البيوت فقد كانت تصغي برعب إلى حوافر الخيل وهي تدكّ الأرض بحثاً عن رجل غريب .
#يتبع...