💔💔#رواية_الم_ذلك_الحسين (عليه السلام)
#الحلقة_السابعة 《7》
-القافلة تطوي الصحراء في طريقها الى أم القرى.. قافلة عجيبة. لم تكن قافلة تجارية، ولم تبدُ ـ كذلك ـ قافلة للحجاج.. ففيها أطفال كثيرون.. أطفال يشبهون ورود الربيع.. قافلة يتقدمها رجل في عينيه بريق الشمس وفي جبينه يتلألأ القمر، وفي حنايا صدره تنطوي الصحارى. الى جانبه وجه يشبه البدر.. شاب في الثلاثين من عمره أو يزيد.. يُدعى «أبوالفضل» أو قمر بني هاشم.. دائم النظر الى أخيه يتأمله بخشوع.. يخاطبه: يا سيّدي.
ويظهر خلفه فتى عجيب يشبه النبي خلْقاً وخُلُقاً ومنطقاً.. إنه عليّ.. عليّ الأكبر. وفي القافلة هوادج كثيرة.. كثيرة جداً.. وأطفال..
القافلة تسير، والتاريخ يحبس انفاسه، وكلمات تتردد بخشوع، فتمتزج مع تمتمات النوق.
ـ ولمّا توجّه تِلقاءَ مَدْين قال عسى ربّي أن يهديَني سواءَ السبيل.
ـ الطريق محفوفة بالاخطار، فلو تنكبت الطريق.
قدر عجيب يسيّر القافلة. قافلة صغيرة تحاول تصحيح المسار الانساني.
الكلمات التي قالها الحسين ما زالت تدوّي في الآذان. الاهداف العظيمة.. الروح السامية في جلال الملكوت. كلماته تذهب مع نسائم الصحراء بذوراً تنبت في اعماق الارض.. هل يكون الموت هدفاً.. كيف تخرج الحياة من رحم الموت ؟.. واذا كان الموت هو النهاية لكل كائن، فلِم لانختار الطريقة التي سنموت بها ؟ هل يكون الموت جميلاً احيانا، لكي يقول الحسين: خُطّ الموت على وُلد آدم مَخَطّ القلادة على جِيد الفتاة، وما أولهني الى اسلافي اشتياق يعقوب الى يوسف.
#يتبع...