🌙#الأربعون_الرمضانية #الحديث_السابع_والعشرون عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : هَلَكْتُ ، يَا رَسُولَ اللَّهِ
قَالَ : " وَمَا أَهْلَكَكَ ؟"، قَالَ : وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي فِي رَمَضَانَ
قَالَ :" هَلْ تَجِدُ مَا تُعْتِقُ رَقَبَةً ؟"، قَالَ : لَا
قَالَ : " فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ ؟"، قَالَ : لَا
قَالَ :" فَهَلْ تَجِدُ مَا تُطْعِمُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ؟ "، قَالَ : لَا
قَالَ : ثُمَّ جَلَسَ ، فَأُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَقٍ فِيهِ تَمْرٌ
فَقَالَ :" تَصَدَّقْ بِهَذَا "، قَالَ : أَفْقَرَ مِنَّا ؟ فَمَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا أَهْلُ بَيْتٍ أَحْوَجُ إِلَيْهِ مِنَّا ، فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ ، ثُمَّ قَالَ : "اذْهَبْ فَأَطْعِمْهُ أَهْلَكَ"
رواه البخاري ومسلم
#شرح_الحديث🌀رَمَضانُ شَهرٌ كَريمٌ، وصيامُه فَرْضٌ على العاقِلِ البالِغِ القادِرِ، وللفِطْرِ العَمْدِ فيه أحكامٌ، ولَمَّا أتَى الإسلامُ نظَّمَ الحياةَ الزَّوجيَّةَ، وبيَّنَ ما يَحِلُّ وما يحرُمُ فيها، وشرَع الطَّلاقَ، وجعَل الكفَّارةَ لمن جامَعَ امرأتَه في نهارِ رمضانَ
↩️وفي هذا الحَديثِ بيانٌ للكَفَّارةِ لِمن جامَعَ أهْلَه في نهارِ رَمَضانَ، فيروي
أبو هُرَيْرَةَ رضِيَ اللهُ عنه أنَّ رَجُلًا جاءَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالَ: «هَلَكْتُ!» أي: فَعَلْتُ ما هو سَبَبٌ لِهَلاكي
▪️▪️فسَألَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «ما شَأنُك؟» فأخبر أنَّه جامع امرأتَه في نهارِ رَمَضانَ، فسَألَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن استطاعتِه أنْ يُعتِقَ رَقبةً، ويُرادُ بها العبْدُ المملوكُ أو الأَمَةُ، كفارة عن فعلته، فقالَ: لا أسْتَطيعُ
⬅️فسَألَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن استطاعتِه أنْ يَصومَ شَهْرَينِ مُتَتابِعَين،
لا يَفصِل بيْنَ الشَّهرَيْنِ بأيَّامِ فِطْرٍ لغيرِ عُذرٍ، كفارة عن الجماع في نهار رمضان فقالَ: لا أسْتَطيعُ
▪️▪️فسَألَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن استطاعَتِه أن يُطعِمَ سِتِّين مِسكينًا، فيطعم عن كل يوم مسكينا من أوسط طعامه، قال: لا
فأوضَحَ الرَّجُلُ أنَّه فقيرٌ وعاجِزٌ عن أداءِ أيٍّ من أنواعِ الكَفَّاراتِ الثَّلاثةِ.
↩️فقالَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم له: «اجْلِسْ»، وإنما أمره بالجُلوسِ لانتظارِ الوَحْيِ في حَقِّه، وقيل: أو عرَف أنَّه سيؤتى بشَيءٍ يعينُه به، فانتظَرَ الرَّجُلُ حتى أُتِيَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بِعَرَقٍ فيه تَمْرٌ، والعَرَقُ: الوِعاءُ الضَّخمُ يَسَعُ خَمْسةَ عَشَرَ صاعًا، وهو ما يُعادِلُ وزْنَ 35 كيلوجرامًا تقريبًا
↩️فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم له: «خُذْ هذا» العَرَقَ بِتَمْرِه «فتَصدَّقْ به» على الفُقَراءِ والمحتاجين، كفارة عن فعلك
فقال الرَّجُلُ: «أعلى أفْقَرَ منَّا؟!» أي: أتصَدَّقُ به على شَخصٍ أفقَرَ مِنَّا؟!
🔹 " فما بين لابَتَيْها" يُريدُ الحَرَّتَيْنِ الشَّرقيةَ والغَربيَّةَ، ويَحُدُّ المدينةَ شَمالًا جَبلُ ثَوْرٍ خَلفَ أُحُدٍ، وجَنوبًا جَبلُ عَيرٍ، وهما جَبلانِ يُحيطانِ بالمدينة، والحَرَّةُ الأَرضُ المُلبَسةُ حِجارةً سَوداءَ
⬅️كأنَّه قال: ليس هناك في المدينةِ من هو أفقَرُ مِن أهلِ بيتي، فأنا أَوْلى بهذه الصَّدَقةِ من غيري
▪️▪️فضَحِكَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى ظَهَرَت «نَواجِذُه» وهي آخِرُ الأسنانِ أو هي الأضراسُ؛ تَعجُّبًا مِن حالِه؛ حيث إنه جاءه خائفًا على نَفْسِه راغبًا في فدائِها، فلمَّا وجد الرُّخصةَ طَمِعَ أن يأكُلَ ما أُعطِيَه من الكَفَّارةِ!
وقيل: ضحك مِنْ حسْنِ بيانِ المتكَلِّمِ وتلَطُّفِه في الخِطابِ وتوَسُّلِه في التوَصُّلِ إلى مَقصِدِه
🔹ثُمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "أَطْعِمْهُ أَهْلَكَ" وكأنَّه تصَدَّقَ على أهْلِهِ الفُقراءِ، وكفَّر عن فِعْلِهِ بذلك، وهذا من سَماحَةِ الإسْلامِ، وتَيْسيرِهِ على الناسِ
#وفي_الحديثِ: أنَّ الجماع في نهار رمضانَ عمدًا معصيةٌ عظيمةٌ، وانتهاكٌ لحُرمةِ الشَّهرِ الكريمِ، تستوجِبُ الكفَّارةَ .
#وفيه: أنَّ كَفَّارةَ الجِماعِ في نَهارِ رَمَضانَ مُرَتَّبةٌ إعتاقًا، ثُمَّ صَومًا، ثُمَّ إطعامًا.
#وفيه: إعانةُ المُعسرِ في الكَّفارةِ.
#وفيه: النَّدمُ على المَعصيةِ، واستِشعارُ الخَوفِ.
#الدرر_السنية •┈┈• ❀
🍃🌸🍃 ❀ •┈┈•
🌷🍃قسم السنة المطهرة (الدورات المتخصصة)
(مشروع النور المبين)
#الأربعين_الرمضانيةhttps://t.center/ArabaiinRamdania