🔅 أهل البغي وكيفية التعامل معهم
يقول الإمام زين العابدين سلام الله عليه: (ومن حسد أهل البغي المودّة).
البغي أصله من الحسد، ثمّ سمّي الظلم بغياً؛ لأنّ الحاسد يظلم المحسود، والحسد منشأه القلب، ولكن لا يحاسب عليه الإنسان إلا إذا انعكس أثره على الجوارح؛ ولذلك ورد في حديث الرفع المروي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: (رُفع عن أمّتي تسع ... والحسد والطيرة و... ما لم ينطق بشفة ولا لسان).
وأمّا قوله سلام الله عليه: (أهل البغي) فيعني من ديدنهم البغي، كما تقدّم في قوله عن أهل الشنآن.
وأمّا المودّة فهي المحبّة الظاهرة؛ فقد يحبّ الإنسان شخصاً ولكنّه لا يظهر هذا الحبّ فهذا لا يسمّى مودّة، أمّا إذا كان يحبّه ومع ذلك يظهر ذلك الحبّ فهذه هي المودّة.
وفي هذا الدعاء يطلب الإمام من الله تعالى أن يخلّصه ليس من حسد الباغي العادي فقط بل من حسد أهل البغي أي من بنى أمره على البغي، ويبدل حسده ليس إلى محبّة فقط بل إلى مودّة أيضاً وهي الحبّ مع إظهاره.
هنا أيضاً لا يكفي الدعاء وحده بل لابدّ للمؤمن أن يسعى بعمله لتجنّب أهل البغي وتبديل حسدهم إلى مودّة؛ فإنّ الإمام سلام الله عليه يطلب من الله تعالى أن يخلّصه من السلبيات الموجودة في المجتمع ويلفت نظر المؤمنين إليها أيضاً.
أمّا كيف نتصرّف مع أهل البغي، فلنا في أئمّة الهدى صلوات الله عليهم قدوة، فلنقتدِ بأئمّتنا وعلمائنا من بعدهم؛ لأنّ ردّ الصاع بصاعين سهل إذا كانت لدى الشخص المقدرة، ولكنّ الصبر أصلح وأجدر أن يعمل به، وإن كان أصعب.
لا شكّ أنّ بلوغ هذه الدرجة العالية يحتاج إلى رياضة نفسية مستمرّة. لذا علينا بالمواظبة على قراءة هذه الأدعية بإمعان وتدبّر، والسعى للعمل بما توجّهنا إليه، والطلب من الله تعالى أن يوفّقنا في ذلك.
من كتاب: حلية الصالحين
لسماحة المرجع الشيرازي دام ظله
#المرجع_الشيرازي_المرجعية#النفس_العمل_الأخلاق_النفسللاشتراك في قناة الموقع على التلجرام
https://t.center/alshirazzilib