محبي ال الشيرازي في لبنان

#النفس_العمل_الأخلاق_النفس
Канал
Логотип телеграм канала محبي ال الشيرازي في لبنان
@AlShirazziChaneLibanonПродвигать
1,2 тыс.
подписчиков
7,44 тыс.
фото
742
видео
5,43 тыс.
ссылок
🔅 أهل البغي وكيفية التعامل معهم

يقول الإمام زين العابدين سلام الله عليه: (ومن حسد أهل البغي المودّة).
البغي أصله من الحسد، ثمّ سمّي الظلم بغياً؛ لأنّ الحاسد يظلم المحسود، والحسد منشأه القلب، ولكن لا يحاسب عليه الإنسان إلا إذا انعكس أثره على الجوارح؛ ولذلك ورد في حديث الرفع المروي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: (رُفع عن أمّتي تسع ... والحسد والطيرة و... ما لم ينطق بشفة ولا لسان).
وأمّا قوله سلام الله عليه: (أهل البغي) فيعني من ديدنهم البغي، كما تقدّم في قوله عن أهل الشنآن.
وأمّا المودّة فهي المحبّة الظاهرة؛ فقد يحبّ الإنسان شخصاً ولكنّه لا يظهر هذا الحبّ فهذا لا يسمّى مودّة، أمّا إذا كان يحبّه ومع ذلك يظهر ذلك الحبّ فهذه هي المودّة.
وفي هذا الدعاء يطلب الإمام من الله تعالى أن يخلّصه ليس من حسد الباغي العادي فقط بل من حسد أهل البغي أي من بنى أمره على البغي، ويبدل حسده ليس إلى محبّة فقط بل إلى مودّة أيضاً وهي الحبّ مع إظهاره.
هنا أيضاً لا يكفي الدعاء وحده بل لابدّ للمؤمن أن يسعى بعمله لتجنّب أهل البغي وتبديل حسدهم إلى مودّة؛ فإنّ الإمام سلام الله عليه يطلب من الله تعالى أن يخلّصه من السلبيات الموجودة في المجتمع ويلفت نظر المؤمنين إليها أيضاً.
أمّا كيف نتصرّف مع أهل البغي، فلنا في أئمّة الهدى صلوات الله عليهم قدوة، فلنقتدِ بأئمّتنا وعلمائنا من بعدهم؛ لأنّ ردّ الصاع بصاعين سهل إذا كانت لدى الشخص المقدرة، ولكنّ الصبر أصلح وأجدر أن يعمل به، وإن كان أصعب.
لا شكّ أنّ بلوغ هذه الدرجة العالية يحتاج إلى رياضة نفسية مستمرّة. لذا علينا بالمواظبة على قراءة هذه الأدعية بإمعان وتدبّر، والسعى للعمل بما توجّهنا إليه، والطلب من الله تعالى أن يوفّقنا في ذلك.
من كتاب: حلية الصالحين
لسماحة المرجع الشيرازي دام ظله

#المرجع_الشيرازي_المرجعية
#النفس_العمل_الأخلاق_النفس

للاشتراك في قناة الموقع على التلجرام
https://t.center/alshirazzilib
🌼 دعم الدعاء بالعمل

الدعاء والعمل يكمل أحدهما الآخر ولا ينفع أحدهما من دون الثاني إلاّ إذا كان الإنسان عاجزاً إلاّ عن الدعاء؛ قال تعالى: ﴿وَأنْ لَيْسَ للإنْسَانِ إلاّ مَا سَعَى﴾ .
وقال أيضاً: ﴿قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ﴾ .
وفي هذا المجال ـ إبدال بغضة أهل الشنآن بالمحبّة ـ كما في غيره من المجالات ، ينبغي للإنسان بمقدار علمه أن يسعى إلى جانب الدعاء، لكي يبدل أهل الشنآن إلى محبّين؛ كما في قوله تعالى: ﴿اِدْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أحْسَنُ فَإذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ .
ففي هذه الآية الكريمة نكتة لطيفة يمكن استفادتها من كلمة «ادفع»؛ لأنّ الدفع في اللغة كالوقاية من المرض،كما أنّ الرفع كالعلاج منه. فمثلاً إذا دخل لصّ داراً فإنّه عند محاولة إخراجه يكون هذا سعياً لرفع السرقة، وأمّا إذا اُقفلت الأبواب بوجه اللصّ قبل دخوله الدار فهذا يعني دفع السرقة قبل وقوعها والحؤول دون دخول اللصّ إلى الدّار.
وفي المقام يرشدنا الله تعالى إلى دفع السيّئة (أي الحيلولة دون وقوعها) بالتي هي أحسن منها كفعل الخير والصلة وما أشبه.
أمّا النتيجة من الدفع بالتي هي أحسن، فقد أشارت إليها الآية نفسها في قوله تعالى: ﴿فَإذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾، أي أنّه سيحبّك بقلبه ويدرأ عنك بجوارحه وطاقاته.
ولا يخفى أنّ الإحسان إلى المسيئين يحتاج إلى عزيمة قوية؛ ولذلك عبّرت الآية نفسها عن هذه الخصلة بقوله تعالى: ﴿وَمّا يُلَقَّاهَا إلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيم﴾ .
وبقدر ما يكون الصبر على الإساءة تكون النتيجة مُرضية، وإنّ هذا التوفيق الإلهي وإن كان يحتاج إلى حظّ عظيم إلاّ أنّ مفتاحه بيد الإنسان نفسه.

من كتاب: حلية الصالحين
لسماحة المرجع الشيرازي دام ظله

#المرجع_الشيرازي_المرجعية
#النفس_العمل_الأخلاق_النفس

للاشتراك في قناة الموقع على التلجرام
https://t.center/alshirazzilib
🌻 الشنآن والمحبّة

يقول الإمام زين العابدين صلوات الله عليه: (وأبدلني من بغضة أهل الشنآن المحبّة).
فما المقصود بالشنآن، ومن هم أهل الشنآن؟
البغض والعداوة وسوء الخُلُق أمور مذمومة، ولكلّ منها معنى، فقد يكون الشخص مبغضاً ولكنّه ليس معادياً، وقد يجمع الخصلتين ولكن من دون سوء خُلُق، وقد يجمع سوء الخُلُق إلى البغض والعداوة، ولذا فُسّر الشنآن لغةً بالبغض والعداوة مع سوء الخُلُق؛ كما فسّروا قوله تعالى: ﴿إنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ﴾ .
وقد يكون الإنسان نفسه محفّزاً لمن يشنأه نتيجة أعماله السيئة، فيكون من مصاديق قوله تعالى:﴿وَمَا أصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِك﴾، وقد يبتلى الشخص بأهل الشنآن من غير أن يكون جالباً لهم بسوء خلق وغير ذلك، ومثاله: لو رُزق بجمال أو حسن خُلُق أو ذهن وقّاد أو نعم أُخرى، فيشنأه أهل الشنآن لذلك.
عندما نتأمّل في دعاء الإمام السجّاد سلام الله عليه نجد أنّه عدل عن استعمال كلمة الشانئ أو الشانئين إلى «أهل الشنآن»، ولابدّ أن نتدبّر قليلاً لمعرفة السبب. فتارة يكون الشنآن عفوياً، وتارة يكون بمنزلة الحرفة عند بعض الناس، كما أنّ للعلم والتجارة وغيرهما أهلاً بحيث يصدق عليهم أنّهم علماء أو تجّار، ولا يصدق على من تعلّم مسألة أو بعض المسائل الشرعية أنّه من أهل العلم، أو من ربح في صفقة واحدة أو صفقتين اتّفاقاً، أنّه من أهل التجارة؛ إذ لا يقال للشخص أنّه من أهل العلم مثلاً ما لم يكن جنّد نفسه للدراسة حتّى عدّت كالحرفة له.
لذلك يطلب الإمام سلام الله عليه من الله تعالى أن يبدله المحبّة ليس فقط من بغضة أيٍّ كان ولا أيّ شانئ، بل يطلب من الله تعالى أن يبدله من بغضة أهل الشنآن الذين طبيعتهم وشغلهم وديدنهم الشنآن.
من كتاب: حلية الصالحين
لسماحة المرجع الشيرازي دام ظله

#المرجع_الشيرازي_المرجعية
#النفس_العمل_الأخلاق_النفس

للاشتراك في قناة الموقع على التلجرام
https://t.center/alshirazzilib
🍀 حذار ألاّ ننتصح بما ننصح

ولنحذر نحن - أهل العلم خاصّة - أن نكون يوم القيامة مصداقاً لما ورد في الحديث الشريف: (أعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلاً ثمّ خالفه إلى غيره).
ولو لم ترد هذه الرواية أمكننا إدراك ذلك الأمر بالتأمّل، كما يفترض بنا الاهتداء والاقتداء بأقوال وأفعال الأئمّة سلام الله عليهم الذين يعلّموننا ما هو الخطأ وما هو الصواب، ويمكننا القول إنّ هذا ممّا يمكن استفادته حتّى من عموم رواياتهم الأُخر.
حقّاً ما أعظم حسرة الإنسان وهو يرى نفسه متردّياً خاسراً؛ لعدم استرشاده بالنصح الذي قدّمه لغيره، في حين يرى أنّ من نصحه قد أخذ بنصحه ونجا وفاز يوم القيامة.
إنّ الطريق إلى (فهُم والجنّة كمن قد رآها فهم فيها منعّمون، وهم والنار كمن قد رآها فهم فيها معذّبون) طويل جدّاً، لكن هذا لا يعفينا من المسؤولية أبداً، بل علينا أن نسير فيه دوماً، ولقد وعد الله تعالى عباده الساعين والمتوكّلين عليه بالتوفيق، وهو تعالى صادق الوعد، فلنترفّع عن صغائر الأُمور ونضاعف من اهتمامنا بأُمور الآخرة عسى الله تعالى أن يأخذ بأيدينا ببركة أهل البيت سلام الله عليهم ويجعلنا من المستفيدين من شهر رمضان المبارك لكي نرى أنفسنا بعد انصرامه وقد تغيّرنا نحو الأفضل، وازددنا ورعاً وتقوى واقتراباً من حال الذين هم والجنّة كمن قد رآها...
من كتاب: حلية الصالحين
لسماحة المرجع الشيرازي دام ظله

#المرجع_الشيرازي_المرجعية
#النفس_العمل_الأخلاق_النفس_الاعمال_الورع

للاشتراك في قناة الموقع على التلجرام
https://t.center/alshirazzilib
🌺 الورع واجب في كلّ حال

ثمّ إنّ الورع واجب دائماً وليس في شهر رمضان فقط، وهو واجب على كلّ مكلّف.
أمّا كيف صار الورع واجباً فجوابه: لمّا كان ترك المحرّمات واجباً مطلقاً، وكان الورع - وهو تحصيل ملكة ترك المحرّمات - مقدّمة وجودية له، والمقدّمة الوجودية للواجب المطلق واجبة (من باب إذا وجب شيء وجبت مقدّمته)، إذاً يكون الورع واجباً على المكلّف.
وهذا من قبيل ما ورد في عبارات الفقهاء: «يجب على كلّ مكلّف أن يكون في عباداته ومعاملاته مجتهداً أو مقلِّداً أو محتاطاً»، فإنّه أيضاً وجوب نشأ من نفس الطريق وهو كونه مقدّمة وجودية للواجب المطلق.
ثمّ إنّ الورع لا يأتي من فراغ وهكذا اعتباطاً، كما تقدّم، ولا يكفي الدعاء أيضاً في حصوله بل لابدّ من أن يسعى الإنسان لتحصيله عبر الممارسة والمواظبة والاستفادة من المناسبات التي وفّرها الله تعالى للإنسان المؤمن كمناسبة شهر رمضان المبارك مثلاً، فلنحاول أن نختار في كلّ يوم من هذا الشهر الفضيل ـ وهكذا في سائر شهور السنة ـ إحدى الإرشادات الدينية، ونعزم ونصمّم على تطبيقها، فإنّ الأمر بحاجة إلى عزيمة، وكما ورد عن الإمام الرضا سلام الله عليه: (فإنّما هي عزمة) والتاء في قوله «عزمة» للمبالغة وليست للتأنيث.
وروي عن الإمام أبي الحسن الماضي عليه السلام أنّه قال: (ليس منّا من لم يحاسب نفسه في كلّ يوم).
وعبارة (كلّ يوم) غير مختصّة بشهر رمضان كما هو واضح، ولكن لنفعل ذلك في شهر رمضان على الأقلّ أو لنبدأ منه.
ولقد روي في هذا المجال أيضاً عن النبيّ صلى الله عليه وآله أنّه قال: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسَبوا، ووبّخوها قبل أن توبّخوا).
من كتاب: حلية الصالحين
لسماحة المرجع الشيرازي دام ظله

#المرجع_الشيرازي_المرجعية
#النفس_العمل_الأخلاق_النفس_الاعمال_الورع

للاشتراك في قناة الموقع على التلجرام
https://t.center/alshirazzilib
🌻 الاحتياط في الأعمال وإن كانت صغيرة

ولا يشترط أن تكون الأعمال التي نقترفها كبيرة لكي نصبح رهائن لها، بل كلّ عمل كفيل بأن يرهن صاحبه مهما كان صغيراً؛ قال تعالى: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ٭ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ﴾ . فمن القطرات يتكوّن ماء المطر ومن القطرات يتكوّن السيل العرم الذي يقلع الأشجار ويجرف البيوت.
إنّ الإنسان مسؤول عن كلّ صغيرة وكبيرة، كما ورد في الحديث الشريف: (ألا وإنّ الله عزّ وجلّ سائلكم عن أعمالكم، حتى مسّ أحدكم ثوب أخيه بإصبعيه) فلعلك تضع إصبعك على الثوب تريد معرفة نوعه أو لغاية أُخرى، ولا يكون صديقك راضياً بذلك، فإنّك إن فعلت ذلك ستسأل عنه يوم القيامة.
وفي الحديث أيضاً: (لا يحلّ مال امرئ مسلم إلا عن طيب نفسه). يقول العلماء: إنّ النكرة في سياق النفي تفيد العموم، وبما أن جملة «مال امرئ مسلم» نكرة، وعبارة «لا يحلّ» نفيٌ، إذاً تكون جملة «لا يحلّ مال امرئ مسلم إلا عن طيب نفسه» مفيدة للعموم، ويندرج تحتها أيضاً المورد المذكور في الحديث المتقدّم (حتى مسّ أحدكم ثوب أخيه) وإن كان في مستواه الأدنى وليس الأعلى، كالسرقة والعياذ بالله.
أي أنّ الإنسان سيسأل يوم القيامة حتّى عن النفخة ينفخها، كما لو نفخ في وجه إنسان يتأذّى من ذلك فإنّه سيعاقب عليه، وعكسه لو نفخ في نار قدر إطعام المشاركين في عزاء الإمام الحسين سلام الله عليه مساهمة منه في تعظيم شعائر الله تعالى فإنّه سيثاب على ذلك.
وهكذا تجد الإنسان الورع يحتاط في كلّ أعماله؛ لأنّه هو والجنّة كمن قد رآها فهو فيها منعّم، وهو والنار كمن قد رآها فهو فيها معذّب.
من كتاب: حلية الصالحين
لسماحة المرجع الشيرازي دام ظله

#المرجع_الشيرازي_المرجعية
#النفس_العمل_الأخلاق_النفس_الاعمال_الورع

للاشتراك في قناة الموقع على التلجرام
https://t.center/alshirazzilib
💫 لنكسب رضا إمامنا عجّل الله تعالى فرجه الشريف

ويلزم أن نعمل ونسعى لكسب رضا إمامنا المهدي المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف وأن نكون من الممتثلين لأوامره في عصر غيبته أيضاً؛ لأنّ أوامره هي أوامر آبائه الطاهرين وأوامر جدّه الرسول الكريم صلّى الله عليه وآله وأوامر الله تعالى.
صحيح أنّ القيام بالطاعات والانتهاء عن المعاصي والصبر عليها ليس بالأمر السهل دائماً، ولكن من دون ذلك لا يتحقّق رضا الإمام عجّل الله تعالى فرجه الشريف ولا تستجاب الدعوات.
فلابدّ للمؤمن أن يخصّص وقتاً من كلّ يوم للاستغفار ومحاسبة النفس؛ لئلاّ يتعدّى حالة القصور إلى التقصير والعياذ بالله؛ فقد تصدر من الإنسان معصية ولكنّه لا يلتفت إليها وتفوته إمّا لحسن ظنّه بنفسه أو لكثرة مشاغله أو إنسائه الشيطان فهذا ديدن الشيطان، فكيف يقدر الإنسان أن يقاوم إن لم يحاسب نفسه كلَّ يوم، كما أوصى بذلك الأئمة الأطهار سلام الله عليهم. فثمّة روايات مستفيضة في هذا الباب، منها ما روي عن الإمام أبي الحسن الماضي سلام الله عليه: (ليس منّا من لم يحاسب نفسه في كلّ يوم...).
فلابدّ للمؤمن أن يكون يقظاً حذراً دائماً ويسعى لرفع الحواجز عن حوله، وأن يكون دعاؤه من الأعماق، وليس من الذين (يقرأون القرآن لا يتجاوز تراقيهم) أو الذين يقرأون القرآن والقرآن يلعنهم .
أو من الذين يغمضون أعينهم في كسب المال ولا يعيرون اهتماماً في كيفية كسبه كما كان حال ذلك الذي قال للإمام: (...وأغمضت...).
فعلينا أن نكون يقظين حذرين ناشدين رضا الإمام الحجّة عجّل الله تعالى فرجه الشريف، وعلينا التأسّي بعلمائنا الأبرار رضوان الله عليهم في هذا المجال.

من كتاب: حلية الصالحين
لسماحة المرجع الشيرازي دام ظله

#المرجع_الشيرازي_المرجعية
#النفس_العمل_الأخلاق_النفس_الاعمال_الورع

للاشتراك في قناة الموقع على التلجرام:
https://t.center/alshirazzilib
💫صفة المتقين

لقد وصف الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه المتّقين بقوله: (فهم والجنّة كمن قد رآها فهم فيها منعّمون، وهم والنار كمن قد رآها فهم فيها معذّبون). فرغم أنّهم لم يشاهدوا الجنّة أو النار بأعينهم الباصرة ولكنّهم ممتلئون يقيناً بوجودهما، فترى أحدهم يحلم ويصفح عمّن سبّه أو ظلمه لأنّه يعلم أنّه سينال بذلك درجة في الجنّة، فهو سعيد منعّم حتّى في هذه الحالة، لأنّه كمن يرى الجنّة ودرجة المحسنين فيها بعين البصيرة وإن لم يرها بالعين الباصرة.
إنّ الورع هو الذي يبلغ بالإنسان إلى هذا المقام، ولكن هل يتحقّق هذا دون سعي وعمل؟
إنّ القرآن الكريم صريح في قوله تعالى: ﴿وَأنْ لَيْسَ للإنْسَانِ إلاَّ مَا سَعَى﴾.
إنّ الله تعالى هو الذي يفيض على الإنسان وهو الذي يعطيه ولكن ذلك لا يتمّ إلاّ مع السعي والتمرين من قِبل الإنسان نفسه فضلاً عن الدعاء.
لو أنّ شخصاً تثق به أخبرك أنّه مستعدّ لتعويضك عن كلّ ما ستنفقه من أموالك في مجال الخير بل يزيدك عليه شيئاً، فهل تتأخّر عن الإنفاق أم ستبسط يدك؟
لا شكّ أنّك لا تتأخّر عن الإنفاق لأنّك تعلم أنّ هناك من وعدك أنّه سيعوّضك عن كلّ ما ستخسره من أموال، وما ذلك إلاّ لأنّك تشاهد الشخص الذي تثق به عياناً، وترى أمواله وإمكاناته وتحسّ بعلاقتك المباشرة معه. فهكذا يكون المتّقون في تعاملهم مع الله تعالى؛ لذلك ترى الإنسان المتّقي لا يقول لماذا عمل معي فلان كذا مع أنّي خدَمته، بل لا يفكّر في ذلك، لأنّه يؤمن بقوله تعالى: ﴿إنْ أحْسَنْتُمْ أحْسَنْتُمْ لأنْفُسِكُمْ﴾ بل تراه يتّهم نفسه دائماً، فقد روي عن أمير المؤمنين سلام الله عليه قوله:
(المؤمنون لأنفسهم متّهمون) أي أنّ المؤمن يتّهم نفسه ويراها مقصّرة دائماً، وما دام الأمر كذلك تراه لا يتألّم ولا يقلق لمجرد أنّ شخصاً ما لم يردّ عليه إحسانه، وأمّا حاله مع سخط الله تعالى فتراه يحتاط حتّى في قول كلمة واحدة ويحذر من أن تصبح له عاملاً إلى مؤاخذة الله عزّ وجلّ.
نقل لي سجين سابق: أنّه كان جالساً مع زملائه في السجن لتناول وجبة إفطار الصباح، إذ نودي باسم أحدهم للذهاب إلى المحكمة، وصادف أثناء النداء باسمه أنّه كان يحمل كوب الشاي بيده، فبدأت يده ترتعش خوفاً حتّى فرغ كلّ ما في الكوب من الشاي، ثمّ سقط الكوب من يده إلى الأرض! كلّ ذلك لخوفه من المثول أمام محكمة المخلوق، بعد يقينه بوقوعها.
وهكذا ينبغي أن يكون حال المتّقين في استقرار يقينهم بمحكمة الخالق، فما أعظمها وأعظم أهوالها.
من كتاب: حلية الصالحين
لسماحة المرجع الشيرازي دام ظله

#المرجع_الشيرازي_المرجعية
#النفس_العمل_الأخلاق_النفس_الاعمال_الورع

للاشتراك في قناة الموقع على التلجرام:
https://t.center/alshirazzilib