يجلسُ على كُرسي مائل فى غرفةٍ يسوُدها الظلام ويملوُها الصمت وفى يدِه لُفافةُ من التبغِ ، يسحبُ منها أنفاسًا عميقة تصلُ إلى جوفِ صدره الذي سكنهُ الحزنَ سنينَ طويلة ويخرجُ منه دخانًا مع تنهيدةٍ فيها من اليأس ما يكفي وعلى وجههِ ملامحُ الانكسار حيثُ دارتِ بعضُ الحروبِ بداخلِ رأسه وكانت الفوضى فى جميعِ أنحاء العقل وعادت الذكرياتُ حاملةً معها أخطاءَ الماضي لِتقتُلَ الأمل فيه ويقبعُ الألمُ فى قلبِه الذي نزف حتى أصبحً جسدًا بلا روح .
أنا مبحبش أبدًا المشهد بتاع لمًا تكون متجمعين فى قعدة حلوة فى البيت وبعدين يبدء كل شوية حد يمشي لحد ما يرجع البيت فاضى تاني والمشهد بتاع أننا خلاص بنقفل الشنط وهنسيب مكان وماشيين وبتاع توديع ناس بنحبها مسافرة واللحظة اللي كل واحد فى الشلة بيختار شُعبة غير التانى وبعدها كُلية غير التانى وأحنا عارفين أن دي اللحظة اللي عُمرنا مـا هنبقى فيها زي الأول
الكنز الحقيقي من وجهة نظري هو إنك تراهن على شخص وميخيبش ظنك أبدًا وكل شوية يثبتلك إنه قد المكانة اللي أنت حطيته فيها وإنه جدير جدًا بيهاتراهن ومتندمش على ثقتك اللي اديتهاله لأنه دايمًا بيطمنك بكلامه وأفعاله شخص يعرف احتياجك من نبرة صوتك ويبقى حزنك هو عدوه الأول شخص مهما ساءت الأمور بيحبك ومهما الأمور اتحسنت بيحبك بردو الظروف تتغير بس هو ميتغيرش
مش دايمًا بالشطارة والمذاكرة الكتير وأكل الكتب ولكن بالهدوء والذكاء.. عشان كده وارد ناس تجيب تقديرات كويسة بمذاكرة ليالي الامتحانات، لو كنت هادي هتعرف تسترجع أي معلومة أو على الأقل هتخمنها صح أو تحلها بالاستبعاد، لو اتوترت لا هتعرف تحل اللي مذاكره ولا اللي ما تعرفوش!
الدراسه والامتحانات هي اختبارات نفسيه يا تسيب أثرها فيك وتعلم عليك يا تطلع منها كسبان وسليم نفسيًا، الامتحانات مش نهاية المطاف ولا مقياس لأي شيء.. روق على نفسك واعمل اللي عليك حتى لو مش بشكل كامل ولكن أفضل من اللا شيء.. وربنا بيعاملنا بكرمه ولطفه والأيام بتعدي والامتحانات بتعدي وانت هتعدي زي ما غيرك مكنش فاكر نفسه هيعدي ولكنه عدى في الآخر..
الفخ الأكبر اللي كلنا واقعين فيه هو أختلال مقاييس تقديراتنا للحياة ، أحنا عايشين ليه ولمين !
أحنا بنعمل حساب الناس فى المقام الأول سواء بإرادتنا أو أحنا مش واخدين بالنا ، بنعامل الزمن على أنه أبدي فـ بنستعجل حاجات ونأجل حاجات بمزاجنا ، بنستنى من الناس عطاء وكأن الناس هما مصدر العطاء ! بنتفرم فى ترس دورة روتين وكأننا اتخلقنا بس عشان نشتغل فى الترس ده ، بنعافر فى طرق وعرة ، يكاد المستنصر بالله يدرك من الوهلة الأولى أنها مش مكتوبلنا ، ناسيين إن مقاليد الأمور كلها بحلوها ومرها فى أيد ربنا
بنذنب ونقاوح فى الذنب ونكابر ونتفلسف تحت مظلة ستر ربنا وفاكرين أن يوماً ما هنتوب ونحلو قال يعني مسيطرين على حياتنا وأحنا أبعد ما نكون عن التملك من أي حاجة فى الوجود أساسا .
بنذنب فى السر معتمدين على دوام الستر ومش متخيلين إن زي ما لكل شئ مادي فى الدنيا ليه حدود الستر برضه له حدود !! أحنا فى موقف عصيب .
لم يكُن الفُقدان كما يظنُهُ الجميع ، أن يبتعد عنك شخصٌ ما أو اختفائه من حياتك للأبد دون أسباب ، كان الفقدان الحقيقي تواجدُكَ فى حرب ضد الحزن لأسباب مجهولة ، وخسارة نفسِك فى أمور لا تستحق أن تنظُر إليها ، وأحتراق روحك ما بين نسيان الأمور وتخطيها وبين العودة إليها ومحاولة أصلاحها ؛ تحاول الهروبَ وإيجاد طريق العودة ولكنك فى عتمة رأسك وظلام أفكاره ولكن لم يكُن الأمر منطقيا وتوالتَ الخسائر وكان حزنك كثُقبِ أسود أبتلع كُل أمل أمتلكته وأصبحت بعيدا كُل البعد عن نفسك حتى فقدتها
الذوق الزيادة بيوصل لضياع الحقوق و بيخلى اللى قدامك يتمادى و يفتكر إن ده حقه ، و المجاملة الزيادة بتخلي الناس تفتكر انها صح و ليها قيمة ، و الصبر الزيادة بيخلي الي قدامك يفتكر اننا قابلين الغلط و بيزود فى قلة أدبه ، و الأدب الزيادة في طلب الحقوق بيخلي اللي واكل حقنا يفتكر اننا مش عايزينه وإننا ضعاف ، و المساحة الزيادة بتخلي الناس تتدخل بزيادة و تبوظ حياتك و تقرفك ، مش كل حاجة زيادة حلوة..
الأصوات اللي جوا دماغي اللي بتقولي كفاية لحد هنا فاقت صوت المعركة اللي دايرة جواها ، صدى صوتهم مسيطر على دماغي بشكل كُلي وبيشدني عشان أنساق وراهم وعقلي رافض يواجه شريط الـ bad memories المتحمض اللي بيغمي العين ويشتغل fast forward
مفيش لحظات تستحق الندم ف العالم غير اللحظات الي بندرك فيها اننا ادينا حاجه اكبر من حجمها واستنزفنا نفسنا وهي مكنتش تستاهل دا كله وبصراحه اعطاء الامور اكبر من حجمها دا شئ سئ خصوصاً لو كانت النتجيه الي هترجعلك ف الاخر مش هتعوضك ابداً عن انطفاء روحك وحزنك ..