قُتِل ثمانون صحابياً من خيرة أصحاب رسول الله ﷺ غدراً في مأساتي الرجيع وبئر معونة، فغلب عليه ﷺ الألم والحزن، وقَنَتَ ثلاثين صباحاً يدعو لهم في صلاة الفجر، ويدعو على لحيان وذكوان ورعل وعصية -من غدروا بهم- ، حتى جاءه على لسان أصحابه الشُّهداء: "بلغوا قومنا أننا لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه"
"يا صفوة الحفاظ، يا حفظة كتاب الله، يا أيها العابدون الصائمون القائمون الراكعون الساجدون، اجتمعوا في مساجدكم وأماكن عبادتكم واضرعوا إلى الله، وألحوا عليه أن ينزل علينا نصره، وأن يمدنا بملائكته مردفين"
— أبو خالد الضيف القائد العام لكتائب القسام في أول أيام معركة طوفان الأقصى.
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإني على فراق زوجتي وأبنائي وأصهاري لمحزون، ولكن لا أقول إلا ما يرضي ربي "إنا لله وإن إليه راجعون".
بلغني قبل قليل خبر استشهاد زوجتي العزيزة الحبيبة "أم عبيدة" وأبنائي الأحبة كافة (رهف، عبيدة، ريما)، ووالد زوجتي الحبيب الكريم الأديب الأريب د. عمر صالح فروانه، وزوجته العزيزة الكريمة، ومعظم أبناء العائلة، بقصف صهيوني غادر على منزلهم.
وإن ما يسلي القلب ويهوّن المصاب أنهم ارتقوا في معركة الدفاع عن الإسلام ضد قوى الكفر والشر الذين اجتمعوا لاستئصال هذا الدين "خابوا خسروا"، ثم إنهم قضوا في معركة الدفاع عن قبلة المسلمين الأولى ومسرى رسول الله ومعراجه إلى السماء، فيا لسعادتهم وكرامتهم.
أحتسبهم عند الله في عليين، وأسأل الله أن يجمعني بهم بصحبة حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحوض، ثابتاً صابراً محتسباً.
لقد حزنا وذرفنا الدموع على أهلنا وأحبابنا وفلذات أكبادنا، لكن العدو لن يرى منا لحظة ضعفٍ أو انكسار أو جزع، فنحن ثابتون صابرون محتسبون متوكلون على الله.
والنصر قريبٌ قريبٌ بعون الله تعالى. النصر فوق الرؤوس ينتظر أن يأذن الله بتنزّله على عباده المؤمنين، إنما النصر صبر ساعة.
"سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ" وسنفرح بإذن الله بتحرير أرضنا ومقدساتنا، وستعلو راية الإسلام عالية خفاقة في ربوع العالمين.
لشيخنا الشهيد المجاهد خادم القرآن محمد حازم الصفدي رحمه الله كتابٌ لطيف هو: «تأملاتٌ في سورة الأنفال» قرّرت أن أنشره هنا ليكون صدقةً جاريةً له، ولأنّ هذه الأيام هي أيام سورة الأنفال.
تقبّل الله خادم القرآن اللهم تقبّل الشهداء وأيّدنا بالنَّصر والتَّمكين.