الضعف إلى حد الخوف من كلمة حق في نصرة مظلوم، بل لنقل أنه مخطئ، لنتعلم من بعض جرأة تلك الطائفة، التي لم تتوقف عن الهتاف والتظاهر والبذل، حتى فازت بما فازت، وإن سلمنا أنه أخطأ، فخطؤه أهون بكثير، أما أن لا يأخذ أحد زمام المبادرة، لا أقول ليطالب جلالة فلان وعلان أن يعيد هذا المسكين إلى أبنائه، لكن أن يذكره في دعاء، أو يذكره بالخير مرة، لتخطئوا مرة وتتشجعوا، ثم توبوا إلى الله بعدها. أسأل الله وحده، وأناشده وحده، أن يعيد الشيخ د. محمد الحسيني إلى أبنائه، وأن يفرج هم العائلة.
بمناسبة ما يسمى بالعفو الملكي، الأخير، بالبحرين، لعل الملك كما لان قلبه وعفا عن عدد من السجناء، منهم سجناء رأي من طائفة معينة كان حكم عليهم بالمؤبد، لعل قلبه يلين ويعفو عن الشيخ د. محمد الحسيني، ويلتم شمله بأبنائه مرة أخرى، أعلم أنه ليس وراءه الظهر الذي وراء أولئك، لكن على الأقل لحفظ ماي الوجه.
في سياق الحديث عن مسألة النفير العام، يقول العلامة ابن العربي: «فإن قيل: [[فكيف يصنع الواحد إذا قصر الجميع؟]] ...يعمد من رأى تقصير الخلق إلى أسير واحد فيفديه؛ فإن الأغنياء لو اقتسموا فداء الأسرى ما لزم كل واحد منهم إلا أقل من درهم للرجل الواحد، فإذا فدى الواحد فقد أدى في الواحد أكثر مما كان يلزمه في الجماعة، [[ويغزو بنفسه إن قدر]]، وإلا جهز غازيًا».
يجب سحب عموم الأمة إلى الصراع مع الكفر العالمي أو جعل هذا هدفًا بقدر المستطاع -إذ بعيد أن يتم بحرفه-؛ فلا يمكن لتجربة تريد مصادمة الكفر العالمي النجاح بغير حاضنة، ولا يلزم أن تكون كل الحاضنة في الموالاة على خط واحد، بل كل وما يستطيع تقديمه، وأستحضر هنا درجات إنكار المنكر، لكن يلزم وجود التعاطف سمة عامة، وعليه فمن أهم الأمور أن تبعث الطليعة أو يبعث الفرد المتصدر في خطابه روح الأمة، ومن أهم الركائز أن ينتقي من المواضيع التي يجعلها محركًا لهذه الأمة نحو الصراع ما يتوافق مع هموم هذه الأمة لا ما يراه ضروريًا أو مقدمًا في نفس الأمر، وأن يؤخر لا يتجاهل كل موضوع آخر ما أمكن، ثم يراعي الأسلوب المناسب، والقوالب المناسبة، والسياق المناسب لكل أسلوب وكل قالب لتقديم هذا الخطاب، في الأثر: حدثوا الناس بما يعرفون.
الرضا بالمصاب في سبيل الله مرحلة أعلى من الصبر، والصبر واجب، والرضا مستحب، على ما ذهب إليه جمع من أهل العلم، لكن الأكمل، والأنقى، أن يستلذ ويستعذب الموحد هذا المصاب، لا يطلبه، لكنه إن وقع فرح به، فالموحد يعلم أن في هذا المصاب تكفيرًا عن السيئات، ورفعة للدرجات، وقربًا من الله، الموحد كذلك ينظر إلى الحقائق والمآلات.
لا يمكن أن تثبت علاقة بين مسلم ومسلم بغير غض الطرف وتقديم إحسان الظن، أما علاقة قائمة على الاجتهاد بكشف باطن المقابل تختبره المرة بعد المرة، فما يطويه هذا الفعل من تقديم إساءة الظن لا بد سيؤدي إلى بغض المقابل ولو لم توجد أسباب البغض، وهكذا حتى لا يبقى حولك إلا من تبغضه، أو تبغضه ويبغضك.
ترك العمل لأجل الظروف الخارجية القدرية المحبطة ظاهرًا أمر ليس من ديننا، في الحديث: "إنْ قامَتِ السَّاعةُ وفي يدِ أحدِكُم فَسيلةٌ فإنِ استَطاعَ أن لا تَقومَ حتَّى يغرِسَها فلْيغرِسْها"، مع أن قيام الساعة = النهاية، أما ما تمر به أمتنا من ابتلاءات فهي بداية الإشراق؛ فالعاقبة للمتقين، فلا مبرر للإحباط، ولا مبرر لترك العمل؛ الدور القادم لنا.
«غالبًا.. من يحاول الحصول على كل شيء، يتعب كثيرًا، ولا يحصل إلا على الأقل بالنسبة لجهده. بينما يمكن تحقيق أفضل النتائج: 1) بحسن ترتيب الأولويات، 2) وبالتركيز على التقدم في الأولويات العليا، 3) وبالتضحية دون ندم بالأولويات المتأخرة. ومن تدبر أحوال الناس وجد أن ما ذكرت.. هو أقرب طريق للنجاح في الحياة».
يقول م. أحمد مولانا: "وإن المتأمل للتطورات التي مر بها العالم خلال العقود الأربعة الأخيرة، سيدرك أنه في مطلع كل عقد تقريبًا تقع أحداث استراتيجية تغير من معادلات القوى"
وهذه رؤية مقترحة للعمل ختم بها كتابه [شذرات في الاستخبارات والدفاع والسياسة] قائمة على ثلاثة محاور أساسية: صناعة الوعي/التطوير الذاتي والمبادرة الفردية/تنسيق وتوحيد الجهود لا الجماعات.