تأمّلات في عتاب السيدة
#الزهراء"صَلَّى الله عليهاوآلها" إلى هذهِ الأمّة..
حين قالت:(
ما هذه الغميزةُ في حقّي، و السِنةُ عن ظُلامتي)..؟!
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
تقولُ
#الصدّيقة الكُبرى "صلواتُ الله عليها" في خُطبتها المعروفة:
(ما هذه الغميزةُ في حقّي، و السِنةُ عن ظُلامتي)هذه الجملة الوجيزة ربّما تسمعُها الشيعة و لا تُدركُ أبعاد مَضمونها.
الخِطاب هُنا في عبارة السيدة
#الزهراء مُوجّه للأمّة جميعاً بما فيهم نَحنُ..
و لكلّ مَن يَصِل إليه هذا الخِطاب (إن كان في زَمنٍ قد ولّى، أو في زَمنٍ حاضر، أو في زمنٍ آتي)
فهذهِ الجُملة التي اقتطعناها من خُطبة سيّدة نساء العالمين
#ليستْ مخصوصةً بزمانِ السقيفة و ليسَ الخِطاب مُوجّهاً فيها إلى المهاجرين و الأنصار في ذلك الوقت فقط..
#وإنّما الخِطاب يسري في الأمّة جميعاً إلى هذهِ الّلحظة و إلى ما بعد هذهِ الّلحظة.
✦ حين تقول
#الصدّيقة الكُبرى "صلواتُ الله عليهاوآلها": (
ما هذه الغميزةُ في حقّي، و السِنةُ عن ظُلامتي)#الغميزة في لُغة العَرب هي
#النَقيصة..
و غَمَزَ فلانٌ مِن أمْر فلان.. أي انتقص منه.
و هُناك عبارةٌ شائعة على ألسنة الأدباء يقولون: (إنّ فُلاناً غَمَز مِن قناة فُلان) أي تحدّث عنه بانتقاص و لكن ليسَ بأسلوبٍ ظاهري..
يعني انتقاص بالغَمز والإشارة.
فالغَمز و الغَميزةُ إشارةٌ..
لكنّها تُوحي بالنَقيصة و الانتقاص..
هذا معنى الغَميزة في الّلغة.
✦ أمّا
#الغميزة التي تتحدّث عنها
#الصدّيقة الكبرى فهي
#مَوقف المُهاجرين و الأنصار في وقت إدلائها بهذا الخطاب و كذلك موقف الأمّة من السيدة
#الزهراء على طول الخط إلى يومنا هذا..
و حِين نتحدّث عن الأمّة إنّنا نتحدّث عن الشيعة..
و إلّا فمَوقف المُخالفين لأهْل البيت هو واضحٌ لا يَحتاج إلى تعليقٍ أو إلى شرحٍ أو إلى بيان.
✱ السؤال الذي يُطرح هُنا:
أين
#الغَميزةُ في موقف المُهاجرين و الأنصار.. لابُدّ أن نعرفهُ.. حتّى نَعرف الغَميزة في مَوقف الشيعة مِن السيدة
#فاطمة في يومنا هذا..
لأنّ السيدة
#الزهراء تُوجّه خِطابها للجميع و ليس للأمّة الشيعيّة فقط.
#الصدّيقةُ الكُبرى "صلواتُ الله عليها" تقول:
(
ما هذه الغميزةُ في حقّي..) و عبارةُ "حقّي" هُنا لا تتحدّث عن حقّها في فدك،
#فليسَ الحديثُ هنا عن حقٍّ مالي أو عن حقٍّ مادّي..
و إنّما تتحدّث عن
#حقّها في
#قدرها #ومنزلتها.
السيدة
#الزهراء قالتْ في خُطبتها (
ما هذه الغَميزةُ في حقّي..) لأنّ القَوم قد
#سَكتوا عن كُلّ# الظُلامات التي جرتْ عليها..
و حِينما سكتوا فإنّ ذلك يُشِعرُ بأنّ الذي ظَلَمها كان على حقّ.
فالغَميزةُ انتقاص - كما ذكرنا - و لكن انتقاص ليسَ بنحوٍ ظاهرٍ بيّن.
✦ المُهاجرون و الأنصار حِين
#سَكتوا عن
#الظُلم و الإساءةِ بحقّ السيدة
#فاطمة بكُلّ أشكال الإساءة
#ولم ينصروها..
فإنّ هؤلاء قد غمزوا حقّ السيدة
#فاطمة و انتقصوا من
قدرها.
فحينما سكتوا عن ظُلامتها كأنّهم أقرّوا مِن أنّ أعداءها كانوا على حقٍّ و هي مُستحقّةٌ للذي جَرى عليها..
فهذا السُكوت عن ظُلامة السيدة
#الزهراء هو بمثابة الغَمز في حقّها والانتقاص من شأنها..
و هذا الأمر يجري في وسطنا الشيعي.
فهناك للأسف الشديد في واقعنا الشيعي بعض رجال الدين يُنكرون ظُلامة السيدة الزهراء"صلى الله عليهاوآلها" ..
#ويُشكّكون فيما جرى عليها..
بسبب
#جهلهم و إعراضهم عن حديث أهل البيت "صلوات الله عليهم"..
و بسبب
#تأثّرهم الشديد
#بالفِكر الناصبي.
أليس هذا التشكيك في
#ظُلامة الصدّيقة الكُبرى، هو من الغَميزة في حقّ السيدة
#فاطمة؟!
• أمّا قول
#الصدّيقة الكُبرى: (
و السِنةُ عن ظُلامتي)#فالسِنةُ تُشير إلى
#عدم الوعي و عدم الانتباه.. تُشير إلى درجة من درجات
#الغَفلة.
#فالصدّيقة الطاهرة هنا تتحدّث عن حالة مِن الّلاوعي تمرّ بها الأمّة..
هذه الحالة التي تصِفها السيدة
#الزهراء كانت في زمان الإدلاء بهذا الخطاب بمحضر المهاجرين و الأنصار..
و بقيتْ هذه الحالة من الغَفلة و الّلاوعي مُستمرّة إلى يومنا هذا..
والحديثُ هنا عن الوسط الشيعي و ليس عن المُخالفين..
فموقف المُخالفين المعادي لسيدة الزهراء واضح.
فهناك
#غَميزة و هناك سِنَة..
و الحديث عن السِنة حديثٌ عن حالة " الّلاوعي"..
و المُراد مِن حالة الّلاوعي هي حالة عدم المَعرفة بمقام فاطمة "صلواتُ الله عليها"
#وعدم المعرفة بمظلوميّتها..
لأنّ معرفة
#حقّ
#الصدّيقة الكبرى لا تقتصر على إقامة مجالس الحزن و البكاء على الزهراء..
و إنْ كانت هذه المجالس مهمّة جدّاً و مطلوبة بكلّ أشكال الحُزن والجزع و الصرخة و الندبة لأم الحسن و الحُسين "صلوات الله عليها"..
و لكن
#الصدّيقة الكُبرى
#تُريد منّا أكثر من ذلك.. تُريد منّا على مدار حياتنا..
في كُلّ ثانية مِن ثواني حياتنا أن نسعى لِطلب
#معرفتها و معرفة آل محمّد من الطريق الصحيح و هو أحاديثهم الشريفة و كلماتهم النوريّة في أدعيتهم و زياراتهم.
#يازهرا