المُؤامرة الكُبرى لِقتْل رسول الله مِن قبِل أقطاب السقيفة
و تفاصيل هذه القضيّة في سُورة التحريم..!:
❂ يُحدّثنا عليّ بن إبراهيم القمّي عن سبب نزول سُورة التحريم {يا أيُّها النبي لم تحرّم ما أحلّ الله لك تبتغي مرضاتَ أزواجك...} فيقول:
(كان سبب نُزولها أنّ رسول الله كان في بعض بيوتُ نسائهِ، وكانت ماريةُ القبطية تكون معهُ تخدمه، و كانَ ذات يوم في بيت حفصة، فذهبتْ حفصة في حاجةٍ لها فتناول رسول الله "صلّى اللهُ عليه وآله" مارية ، فعلمتْ حفصة بذلك فغضبتْ وأقبلت على رسول الله، فقالت:
يا رسول الله.. هذا في يومي و في داري و على فراشي، فاستحيى رسول الله، فقال: كُفّي، فقد حرّمتُ مارية على نفسي و لا أطأُها بعد هذا أبداً،
و أنا أُفضي إليكِ سرّاً، فإنْ أنتِ أخبرتِ به فعليكِ لعنةُ الله و الملائكة و الناس أجمعين،
فقالت: نعم ما هو؟ فقال: إنَّ أبا بكر يلي الخلافة بعدي، ثمَّ بعدهُ أبوكِ، فقالت: مَن أخبركَ بهذا؟ قال: اللهُ أخبرني، فأخبرتْ حفصة عائشة في يومها بذلك، و أخبرت عائشة أبا بكر، فجاء أبو بكر إلى عُمر فقال له:
إنَّ عائشة أخبرتني عن حفصة بشيءٍ و لا أثقُ بقولها، فاسئلْ أنتَ حفصة، فجاءَ عُمر إلى حفصة فقال لها: ما هذا الذي أخبرتْ عنكِ عائشة؟! فأنكرتْ ذلك و قالت: ما قلتُ لها مِن ذلك شيئاً، فقال لها عمر:
إنْ كان هذا حقّاً فأخبرينا حتّى نتقدّم فيهِ - أي نستعجل الموضوع بقتل رسول الله - فقالتْ: نعم، قد قال رسول الله ذلك، فاجتمعوا أربعة على أن يسمُّوا رسول الله "صلّى الله عليه وآله"..)
[تفسير القمّي]
:
❂ و في رواية أُخرى عن إمامنا
#باقر_العلوم "صلواتُ الله عليه" في قوله عزَّ وجل: {وإذ أسرَّ النبيُّ إلى بعض أزواجه حديثاً} قال "عليه السلام":
(أسرَّ إليهما - أي عائشة و حفصة - أمْر القُبطية - أي ماريّة القُبطيّة - وأسرَّ إليهما أن أبا بكر وعُمر يليان أمر الأُمَّة مِن بعْدهِ ظالمين فاجرين غادرين)
[سُليم بن قيس]
〰〰〰〰〰✽ هذه الآيات مِن سُورة التحريم تُثير تساؤلاً في أذهان الكثيرين:
• هل أنّ النبيّ "صلّى الله عليه و آله" يُحرّم شَيئاً يُحلِّهُ اللهُ لأجل إرضاءِ زوجاتهِ..؟!
هذه الآيات إذا فُهِمتْ بهذا المُستوى يُمكن أن تنطبق عَلَيّنا نحنُ البشر الناقصون.. أن نُحرّم على أنفسنا شيئاً يُحلّهُ الله لضعفٍ في شخصيّتنا أو لاشتباهٍ في التقدير.. أمّا رسول الله فلا يُمكن أن يقع مِنه هذا الأمر إطلاقاً.
علماً أنّ الآية هُنا لا تتحدّث عن تَحريم تشريعي (يعني تغيير حُكم في الشريعة مِن حلالٍ إلى حرام) إذْ لا يُمكن أن تكون هُناك حالةٌ يكون النبيُّ فيها يُحرِّمُ شيئاً و الله تعالى يُحلّلهُ.. أو أنَّ الله يُحرِّم و النبيّ يُحلِّل.. هذا لا يكون أبداً.. فما يُحرِّمهُ الله يُحرِّمهُ النبيّ و ما يُحلِّلهُ النبيّ يُحلِّله الله و ما يُحرِّمهُ النبيّ يُحرِّمهُ الله و هكذا..
؛
✽ الآيات في سُورة التحريم تتحدّث عن قضيّة كُبرى..
و لأجل أن نعرفها، فلنتأمّل في النقاط التالية:
✦ قول الرواية: (و كانت ماريةُ القبطية تكون معهُ تخدمه)
هنا معلومة في غاية الأهميَّة.. فقد يبدو مِن هذه الرواية أنَّ ماريا القُبطيّة ليس لها مكانٌ خاصّ بها، لذلك النبيّ الأعظم كان لهُ شأنٌ معها في دار حفصة، و كأنّ ماريا القُبطيَّة ليس لها بيت.. و هذا غير صحيح،
ماريا القُبطيَّة لها مَشربة - أي جناح خاصّ بها - و هذا مذكور في كُتب التأريخ، ما يُعبّر عنه بـ"مشربة أم إبراهيم".. أي الجناح و الغُرفة الخاصّة بها.
✦ فمارية القُطبيّة كانَ لها جناحها الخاص في بيت النبيّ.. و هذه الحادثة حدثتْ في الأيّام الأخيرة مِن حياة النبيّ "صلَّى الله عليه وآله" بعد وفاة إبراهيم.
أمّا السبب الذي دفع النبيَّ الأعظم لأنّ يصنع ما صنع في بيت حفصة فذاك لِمُخطّطٍ في ذِهنه.. فقد أراد "صلّى الله عليه وآله" أنْ يُربك مُخطَّط القَوم،
فالقوم عندهم مُخطًّط إبليسي كبير لِمُواجهة النبيّ و العترة الطاهرة و مواجهة مشروع الخلافة الإلهيّة.. ابتدأ هذا المُخطّط الإبليسي بكتابة الصحيفة المشؤومة، و مُحاولات الاغتيال المُتكرّرة للنبيّ و لسيّد الأوصياء، و إلى آخرهِ.
✦ النبيّ الأعظم كان ينظر للأمور بشكل أبعد:
فمثلما رتَّب النبيّ "برنامج سُورة براءة" و أرسل أبا بكر في البداية، ثُمَّ أرسل بعد ذلكَ أميرُ المؤمنين خَلْفهُ و أمر أبا بكر بالرجوع و أن يكون أميرُ المؤمنين هو الّذي يذهب بسورة براءة.
و مثلما رتَّب رسول الله "برنامج بيعة الغدير".. و مثلما رتَّب "برنامج جيش أسامة" و أمور أخرى عديدة لإحباط مُخطّطات القوم.
كانت إحدى الخُطوات الّتي رتَّبها رسول الله أيضاً لإرباك مُخطَّط القوم هي هذه الحادثة التي تتحدّث عنها سُورة التحريم؛ لأنَّ المُخطَّط الإبليسي الذي كانوا قد رسموهُ و عزموا على تنفيذه كان يبغي القضاء على النبيّ و عترتهِ، و أوّل ضحيَّة في هذا المُخطّط هو النبيُّ "صلّى الله عليه وآله"..!