في عالم من الكلمات، أجد ملجأي. هنا أشارككم شذرات من روحي وأحلامي، وأدعوكم في رحلة عبر خيالي
لستُ كاتب ولكنني شغوف بالكلمات، أكتب عن كل ما يستهويني... اتمنى لكم قراءة ممتعه🖤
OWNER: @OSS1S@athkkarr
كل لحظة تمر عليك هي استثمار، فإما أن تكون بذرة خير تنمو وتثمر، وإما أن تكون حفرة سحيقة تسحبك إلى الأعماق. لا تدع التسويف يسرق منك عمرك، ولا تستسلم لوساوس اليأس، فثمن التطنيش غالٍ، وفاتورة الاستسلام باهظة، إن الانزلاق في دروب الضياع كمرض عضال، يبدأ بصغر ثم يتمدد ليشمل كل أوجه حياتك، لا تدع الشكوك تغزو عقلك، ولا تسمح للظلمات أن تخفي نور الأمل، تذكر أنك المسؤول الأول والأخير عن نفسك، وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، لا تيأس إن تعثرت خطواتك، فالسعي المستمر هو النجاح الحقيقي، وإن كانت إرادتك تتخبط في طريق الخير، فهي أفضل ألف مرة من عزيمة راسخة على الشر. ابتعد عن كل من يسحبك إلى الهاوية، ولا تهتم بسخرية الحاقدين، فالصديق الحقيقي هو من يدفعك للأمام، ويساعدك على تحقيق أهدافك، استعن بالله في كل خطوة تخطوها، واسأل الله الهداية والثبات، فالإنسان القوي ليس من لا يخطئ، بل من يقع ثم يقف ويعود أقوى مما كان، تذكر أن الله مع الصابرين، وأن الفرج قريب لمن صبر واتقى...♡ #السميعي السميعي
كل حالٍ يزول، تتبدل الأيام، وتنتقل المحطات، كسرابٍ يلوح في الأفق، ثم يختفي، هكذا هي الدنيا، محطات عابرة، وأحزان تزول، وأفراح تتبدل، ولكن وسط هذا التغير الدائم، يبقى الله ثابتًا، هو الملجأ والأمان، أنت سائر في طريق طويل، فاستعد للتعب والتعبير، للفرح والحزن، تذكر أن كل ما تلاقيه هو امتحان، وكل محنة هي فرصة للتقرب من الله، لا تحزن على فراق الأحبة والأماكن، فكل فراق هو بداية لقاء آخر، في دارٍ لا فناء لها، استمتع بكل لحظة، واحمد الله على كل نعمة، وتذكر أن الحياة الدنيا زائلة، وأن الآخرة هي الدار الباقية، فاستعد لها، واعمل صالحًا، وتقرب إلى الله بكل ما تستطيع، إنك غريبٌ في هذه الدنيا، فكن حاضرًا فيها، ولكن لا تتعلق بها، اجعل قلبك معلقًا بالله، وروحك متجهة إليه، ففي الله تجد الراحة والسعادة الحقيقية...♡ #السميعي
اصنعوا بينكم وبين الله طريقاً معبدًا بالخشوع، مبلطًا بالتوبة، مضاءً بنور الإيمان، طريقاً يمتد من أعماق القلوب إلى آفاق السماء، طريقاً يزداد اتساعًا كلما ازدادت أعمالكم الصالحة، خبئوا لأنفسكم صالحات ككنوزٍ دفينة في قلب الأرض، لا يعلم بها إلا الله، لتكون لكم زادًا في سفركم الطويل إلى الآخرة، ووقاية لكم من عذاب النار، صالحات كقطرات الندى تتساقط على أرواحكم، فتزكيها وتطهرها، صالحات كنجوم تضيء لكم دروبكم في ظلمات الدنيا، ففي ذلك سعادتكم في الدنيا والآخرة، وقربكم من ربكم، اصنعوا بينكم وبين الله طريقاً خاصًا بكم، طريقًا لا يشبهه طريق أحد، طريقًا يعكس شخصيتكم وإيمانكم، طريقًا يجعلكم تتفوقون على أنفسكم وتصلون إلى الكمال، خبئوا لأنفسكم صالحات لتكونوا قدوة حسنة لمن حولكم، لتزرعوا في قلوبهم بذور الخير والإحسان، لتكونوا سفراء للدين في الأرض، وتدعوا الناس إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ففي ذلك خير لكم وللعالمين...♡ #السميعي
توقف عن البحث عن السعادة في الخارج، فالسعادة الحقيقية تكمن بداخلك ، عندما تستيقظ روحك على حقيقة أن سعادتك ليست رهينة بفعل أو تقصير غيرك، بل هي ثمرة غرسها بذور الرضا في أعماق ذاتك، ستكتشف أن الحرية التي طالما شغفت بها تكمن بين يديك، في ذلك اليوم، ستجد أن كل ما أردته، وكل ما سترغب فيه، يأتيك طوعاً وكأن الكون قد استجاب لندائك الداخلي، إن القدرة على توجيه دفة مشاعرك، وتحديد ردود أفعالك، هي مفتاح لا يفتح باب السعادة فحسب، بل يفتح لك أبواباً لا تعد ولا تحصى من الإمكانات، إنها رحلة تستحق كل جهد تبذله فيها، فمن يستطع أن يسطر قصته بنفسه، يستطيع أن يعيش الحياة التي يحلم بها...♡ #السميعي
كان الخبز، في ذاكرتنا الطفولية، أكثر من مجرد قوت. كان رمزاً للرزق، للبركة، لمعنى الحياة نفسه. لذا، كانت رعشة الفزع تنتابنا حين نرى قطعة خبز ملقاة على الأرض، وكأننا نشهد إهانةً لكائن حيّ، نتذكر كيف كنا نركض نحوه حفاة، قلوبنا تدقّ خفقات خائفة، وكأننا ننقذ روحاً ضائعة. نلتقطها بعناية فائقة، وكأننا نحمل قطعة من السماء. ثم نبحث عن مكان مرتفع، نضعها عليه، وكأننا نعيدها إلى موطنها الأصلي. ونسارع إلى رفع أيدينا الصغيرتين، نرسل قبلة اعتذار إلى الله وإلى كل روح طاهرة قد تكون مرت من هنا، متوسلين المغفرة، كانت تلك اللحظة، بكل بساطتها، تعكس مدى عمق إيماننا، ومدى احترامنا للأرزاق، ومدى ربطنا بين الأفعال الصغيرة والقيم الكبيرة، كانت لحظة تأسيس لقيم نبيلة سترافقنا طوال حياتنا،تلك القطع الصغيرة من الخبز، التي كانت تلقى على الأرض، كانت تترك في نفوسنا أثراً عميقاً. كانت تذكرنا بقيمة كل شيء، حتى أدنى الأشياء، كانت تزرع فينا الشعور بالمسؤولية تجاه كل ما حولنا، وكانت تجعلنا ندرك أن الحياة ليست مجرد لعبة، وأن لكل فعل عاقبة، اليوم، قد نبتعد عن تلك البساطة، وقد ننسى تلك القيم، ولكن تلك الذكريات تبقى محفورة في أعماقنا، تذكرنا بطفولتنا البريئة، وبقيمنا النبيلة، تذكرنا أننا مهما كبرنا، ومهما تغيرنا، يبقى في داخلنا ذلك الطفل الصغير الذي يحترم الخبز، ويخشى الله، ويؤمن بأن كل شيء في هذه الحياة له قيمة، أما اليوم، فالسماء بعيدة والبركة ضائعة، ونحن نبحث عن بدائل زائفة في عالم المادة، فهل فقدنا بوصلتنا، أم أننا نسينا الطريق إلى القلوب الطاهرة؟!،تغيرت نفوسنا فبدلت قيمنا، وتبدلت نظرتنا فصارت الدنيا كلها ساحة للتبديد، فهل تغيرت فطرتنا أم أننا كتمناها تحت طبقات من التلوث المعنوي؟!، أصبحت عيوننا عمياء عن الجمال، وقلوبنا صماء عن نداء الضمير، فهل تحولت نفوسنا إلى صحراء قاحلة، لا تنبت فيها إلا أشواك الحقد والبغضاء؟!...♡ #السميعي
في هذا الزحام الذي لا ينتهي، وفي هذا السباق المحموم نحو الكمال، ننسى أحياناً أن نعيش اللحظة، وأن نشكر الله على كل ما لدينا. إن الحمد هو المفتاح الذي يفتح لنا أبواب السعادة والرضا، وهو الدواء الشافي لكل داء. فالشكر على صحة أجسادنا، وعلى نعم رزقنا، وعلى حب عائلتنا وأصدقائنا، وعلى كل لحظة جميلة نعيشها، يجعلنا أقرب إلى الله، ويملأ قلوبنا بالسكينة والطمأنينة، إن الله تعالى يحب الشاكرين، ويعدهم بزيادة في النعم. فكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها"، فلنجعل من الحمد عادة يومية، ولنستشعر نعم الله علينا في كل لحظة، ولنردد دائماً: اللهم لك الحمد والشكر على كل شيء...♡ #السميعي
تتجول الكلمات في أروقتنا كسجين حزين، يبحث عن منفذ للهروب، يبدأ رحلته من أعماق القلب، حيث تتكون، ثم تتسلل إلى اللسان، لتخرج إلى العلن، هي كطائر محبوس في قفص، يحاول جاهداً أن يرفرف بجناحيه ليصل إلى السماء الواسعة، لكننا نمنعه من ذلك، نخاف أن يضيع، أن يسقط، أن يختفي، نحتفظ بها في عقولنا، نرددها مراراً وتكراراً، نحاول أن نفهمها، أن نستوعب معناها، نكتب عنها قصائد وأشعار، نرسمها بألوان زاهية، نحاول أن نجعلها جزءاً لا يتجزأ من حياتنا، نبحث عن الكلمة المناسبة في المكان المناسب، نختارها بعناية فائقة، كأننا نختار جوهرة ثمينة. الكلمة سلاح ذو حدين، يمكن أن تقتل، ويمكن أن تشفي، بكلمة واحدة يمكن أن ندمر حياة إنسان، وبكلمة أخرى يمكن أن ننقذه من اليأس والقنوط، الأمر كله يتوقف على نيتنا، وعلى الطريقة التي نستخدم بها هذه الكلمة...♡ #السميعي
إن كنت سيئًا، فسوف تبتلع كلماتك المرة كسوادٍ دامس، وستتغذى عليك الكراهية في ظلماتها، فتتحول إلى جسد بلا روح وعقل بلا نور، ستتجول كظلٍ هارب، ترمي أحجار غضبك على كل ما يحيط بك، وتدمر كل ما بنيته بيديك، ستختبئ في قوقعتك، وتغرق في وحل الوحدة، فتنادي على عقلك أن يستيقظ من سباته، إن استجاب ندائك، فستجد ضميرك ككنز ثمين، وإن تمرد عليك، فستبقى أسيرًا لظلمات نفسك...♡ #السميعي
يأتي الصباح كصلاة تطهر الروح، يرتدي ثوباً من نور يزيل كل ظلمة. يهمس لك كلماتاً من الإيمان، يحثك على الشكر والامتنان على نعمة الحياة الجديدة، عندما تفتح عينيك، ترى العالم كلوحة فنية رسمها الخالق، كل تفصيل فيها يحمل بصمة الإعجاز، تشعر بأنك جزء من هذا الكون الواسع، وأن هناك قوة أكبر منك تحميك وتوجه خطاك، في هذا الصباح، تتجدد روحك إيماناً وأملاً، وتشعر بأنك قادر على تحقيق كل ما تصبو إليه...♡ #السميعي
كان يتلوى كشمعة ذائبة، يئن كسفينة غارقة، روحه، حطام من أحلام مكسورة، تئن تحت وطأة ذكرياتٍ تبعثرها كأوراق شجرة في خريف حزين، مذاق المرارة يملأ فمه، ورائحة اليأس تختنق في أنفه، حروفه، كنجوم ضائعة في ليلة مظلمة، تحاول عبثًا أن ترسم معالم مخرج من هذا الظلام الدامس، كان يدرك، وهو يخطو على حافة الهاوية، أن الحياة مجرد وهْم، وأن السعادة مجرد حلم بعيد المنال، هل الذكريات سجن أم ملاذ؟ أسئلة تدور في رأسه، بلا أجوبة، دموعه تروي صفحات الماضي، وحروف وداعاته الفارغة تتلاشى في مهب الريح، أنفاسه المتقطعة كأنها تودع الحياة، وأفكاره تتشابك كخيوط العنكبوت، ثم تتلاشى في الفراغ، يخطّ كلمات مبهمة، حروفًا ضائعة، كأنها ترجمة لآلام لا تُقال. كان منهكًا، مدركًا عمق جراحه، وحيدًا في محنته. يبحث بين أنقاض ذكرياته عن شظايا أمل ضاعت، أنفاسه تذوي كشموع أُطفئت، وأفكاره تتلاشى كغيوم في سماء صيف حار، يكتب على صفحات بيضاء حكايات سوداء، حروفًا ضائعة في بحر النسيان. كان منهكًا، روحه شراع ممزق يبحث عن مرفأ لا وجود له...♡ #السميعي
اقلعوا عن ثياب الكسل وارتدوا سُرُج النشاط، ففي العبادة قوة تدفعكم إلى الأمام. اجعلوا صلاتكم حبل نجاة يخلصكم من كل سوء، ففيها تتعلمون الصبر والشكر والتواضع، وتتقربون إلى الله عز وجل، لا تدعوا غضبك لجامًا فيسيطر عليك، بل ادعوا الله بالهداية والعفو، واستعينوا بالاستغفار والتوبة، كونوا أنوارًا تضيء دروب من حولكم، ففيكم يرون جمال الإسلام وسهولته، الله سبحانه وتعالى يُبارك في أوقاتٍ تتطهر فيها النفوس، في أوقاتٍ تُزكى فيها القلوب، اجعلوا القرآن الكريم مصباحًا يضيء دروبكم، ففي تلاوته وتدبره راحة للنفس وشفاء لكل داء، لا تهملوا صلة الرحم، فتُبارك أعماركم وتتوسع أرزاقكم، كونوا صابرين وشكورين في كل الأحوال، ففي الصبر أجر عظيم، وفي الشكر زيادة في النعم،{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} تخيلوا أنكم ستصبحون من الأتقياء، الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا سؤال. تذكروا أن الله مع الصابرين، وأن العاقبة للمتقين، اسعوا إلى رضى الله في السر والعلن، ففي ذلك سعادتكم في الدنيا والآخرة. فالحياة رحلة جميلة، واستمتعوا بكل لحظة فيها...♡ #السميعي
ما قيمة الكتب إن لم تُثمر في قلب قارئها خيرًا؟ إن لم تُهذب لسانه وتنقي قلبه، فما الفائدة من تراكمها على رفوفه؟ فالكتاب ليس مجرد زينة لرفوف المكتبة، ولا وسيلة للتفاخر بين الناس، بل هو غذاء للعقل والقلب، كثيرًا ما نجد من يحملون أحدث الكتب، ويتحدثون لغة رنانة، ولكن عندما تخوض معهم حوارًا عميقًا، تجدهم يفتقرون إلى المضمون الحقيقي والمعرفة المتجذرة. القراءة الحقيقية لا تقتصر على حفظ المعلومات، بل تتجاوز ذلك إلى تشكيل شخصية القارئ، وتنمية أخلاقه، وإصلاح مجتمعه، من اعتاد قراءة السيرة والتاريخ، صقل شخصيته بصبر الأبطال وعزيمة الصابرين، وتعلم من دروس الماضي لبناء مستقبله، ومن تعمق في الفقه، اتسع فهمه للأديان وتعلم احترام الآخر واختلاف آرائه.، ومن تأمل كتب العقيدة، رسخت قيمه وأصبح أكثر إيمانًا وتقوى، ومن درس الحديث، تمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وأصبح قدوة حسنة، ومن تدبر القرآن، استنار قلبه بنور الإيمان وزاد حبه لله ورسوله...♡ #السميعي
استيقظ! حياتك أمانة في عنقك، فاستثمرها بحكمة. أنت قادر على تحقيق كل ما تصبو إليه، فقط حدد هدفك واعمل بجد. اقرأ، تعلم، وتواصل مع من يفهمون طموحك، ابتعد عن كل ما يستهلك وقتك و طاقتك، وركز على تطوير ذاتك. املأ حياتك بالمعاني، واعشق رحلة التغيير، تذكر، أنت المسؤول الأول عن سعادتك ونجاحك، حياتك هبة ثمينة لا تعوض، فاستغلها في ما يستحق. من اليوم، حدد مسارك بوضوح، واختر الأصدقاء الحكماء، واستثمر وقتك في المعرفة والتطوير، اجعل من قراءتك عادة يومية، واقطع صلتك بكل ما يشغلك عن هدفك، ابدأ من الداخل، طهر قلبك من الحقد والحسد، طهر نيتك، نقّب عن السلام الداخلي، ونقّب عن أفكار إيجابية، ولا تدع الفراغ يتسلل إلى حياتك، ضع أهدافًا طموحة، ورتبها حسب أهميتها، الأهم من كل ذلك، اقترب من خالقك، واسعَ إلى رضاه...♡ #السميعي
حيث يلتقي العمل بالراحة، تتشابك الأحداث والتجارب في نسيج الحياة اليومية، تخفي كل لحظة دروساً قيمة، وتكشف كل مواجهة عن قوة الإرادة. وكأن الحياة قد نسجت من أحلامنا سجادةً نسير عليها في طريقنا نحو المستقبل، كل خطوة فيها تذكرنا بجمال الحياة وقيمة الوقت. نتعلم من الأخطاء، ونستمتع بالنجاحات، ونُقّدر قيمة اللحظة الحاضرة في كل يوم...♡ #السميعي
في سماءٍ واسعةٍ تحلق النسور ، عمالقة الأجواء، وعندما يبلغون أربعين ربيعًا، يبدأون يشعرون بمرور الزمن، تتقادم مخالبهم، وينحني منقارهم، وثقل الريش يثقل أجنحتهم. في تلك اللحظة، يقف النسر أمام مفترق طرق: الاستسلام لمصيره، أو تحدي الطبيعة. فينعزل في مكانٍ بعيد، بعيدًا عن أعين العالم، ويخضع لتجربةٍ قاسيةٍ، يتخلص فيها من كل ما يثقل كاهله، من مخالبٍ باهتة ومنقارٍ مكسور وريشٍ متعب، في عزلةٍ صارمة، يشرع النسر في تجديد نفسه، وكأنّه ينحت من جديد، حتى يخرج من هذه التجربة أقوى وأشجع، مستعدًا لمواجهة الحياة بكل ما فيها من تحديات. كذلك نحن، عندما تواجهنا المحن، علينا أن ننسحب قليلاً، إلى عالمٍ داخليٍّ هادئ، لنعيد ترتيب أفكارنا، ونستجمع قوانا، قد يكون هذا الانسحاب مؤلمًا، وقد يتطلب منا التضحية بأشياءٍ عزيزة على قلوبنا، لكنه ضروري لتجديد أنفسنا، والعودة إلى الحياة أقوى وأكثر حكمة...♡ #السميعي
قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها." هذا القول الخالد يختصر مسيرة الإنسان بين النور والظلام، بين العلو والهوى. فالإنسان، بحسب ما أوتي من نفس وعقل وقلب، هو لوحة فنية تتشكل بألوانه الخاصة. قلبه، بوصلته التي تدله على الخير والشر، وعقله، سيفه الذي يواجه به الظلمات، ونفسه، ساحة المعركة بين الشهوات والفضائل، إذا ما زكى الإنسان نفسه، فكأنما زرع في روحه بذور النور، فسقتها بماء العبادة والصبر، فأنبتت شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء. وهكذا، ترقى النفس وتسمو، فتكون نوراً يضيء الدروب، وحضارة تبني الأمم، ورسالة تحملها الأجيال، أما إذا ترك نفسه رهينة لهواها، فكأنما أطلق العنان لسفينة بلا دفة في بحر عاصف، فتضيع في أمواج الغواية والضلال، وهكذا، تهوي النفس سافلة، فتغرق في مستنقعات الخرافة والجهل، وتصبح أداة في يد الشر والظلام، لا عجب إذن أن نجد نفوساً مريضة تتشبث بالخرافات، وتدافع عنها بكل قوة، فهي لا ترى سواها، ولا عجب أن نجد نفوساً أخرى قد بلغت من العلو مبلغاً، فتشمئز من سفاسف الأمور، وتسعى إلى الكمال والمثالية، فالإنسان، بحسب ما يختاره لنفسه، إما أن يكون ملكاً يتحكم في مصيره، وإما أن يكون عبداً لأهوائه والخيار، بكل تأكيد، بيده وحده...♡ #السميعي
في هذا الدرب الشاق، الذي يمتد كأفق بعيد، حيث تتداخل الظلمات بالنور، يقف الإنسان وحيداً يصارع تحدياته، ولكنه ليس وحيداً حقاً، ففي عليائه ينظر الله عز وجل، يراقب كل خطوة، يستمع لكل همس، ينظر إلى السالكين في هذا الدرب الصعب، فيُلهمهم الصبر والثبات، ويُعينهم على مواجهة الصعاب، ينظر إلى الجهاد في النفس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيُلهم القلوب إيماناً راسخاً، ويُلهم الألسن حججاً قوية. وينظر إلى كل محاولة، مهما كانت صغيرة، للوصول إلى رضاه، فيمد يد العون والتوفيق، ويُيسر الأمور، وينظر إلى الصبر على البلاء، والإحسان إلى الخلق، فيجزِيهم خير الجزاء، ويفتح لهم أبواب الجنة. إن الذين جاهدوا في الله، ليصلوا إليه ويتصلوا به، هم الأبطال الحقيقيون، الذين يستحقون الثناء والشكر، فهم قدوة لنا جميعاً، ودليلنا على طريق الحق...♡ #السميعي
في قلب الحرمين الشريفين، حيث تطيب الأنفس وتطهر القلوب، تشوهت لوحة الحشمة والإيمان بمشاهدٍ بذيئة، حفلات صاخبة ورقصات شاذة، كسرت حرمة المكان وزينت سواد الذنوب، يا للهفوة على قلوبٍ تحن إلى صفاء الإيمان، وعلى نفوسٍ تتوق إلى نور الهداية! فكيف نسلم مقدساتنا ليد العابثين، ونرضى أن تتلوث معاقل الدين؟، ففي جنبات المسجد الحرام، حيث تتلاطم الأصوات بالتسبيح والتهليل، تظهر حفلات صاخبة تتعارض مع قدسية المكان. ورقصات فاحشة تدنس أرضاً طهرتها أقدام الأنبياء والرسل، مشهد مأساوي يبعث الأسى في القلوب، تحتدم في نفوسنا نار الغضب والحسرة، ونحن نشاهد تلك المشاهد التي لا يقرها دين ولا عقل، مظاهر تتعارض مع قيمنا ومبادئنا، تلك الصور المنتشرة في الرياض، والتي تشمئز منها النفوس الصحيحة وتخرس الألسن الفصيحة، ليست سوى جزء من مشهد أكبر، مشهد يثير تساؤلات عميقة حول هويتنا وقيمنا...♡ #السميعي