ما قيمة الكتب إن لم تُثمر في قلب قارئها خيرًا؟ إن لم تُهذب لسانه وتنقي قلبه، فما الفائدة من تراكمها على رفوفه؟ فالكتاب ليس مجرد زينة لرفوف المكتبة، ولا وسيلة للتفاخر بين الناس، بل هو غذاء للعقل والقلب، كثيرًا ما نجد من يحملون أحدث الكتب، ويتحدثون لغة رنانة، ولكن عندما تخوض معهم حوارًا عميقًا، تجدهم يفتقرون إلى المضمون الحقيقي والمعرفة المتجذرة. القراءة الحقيقية لا تقتصر على حفظ المعلومات، بل تتجاوز ذلك إلى تشكيل شخصية القارئ، وتنمية أخلاقه، وإصلاح مجتمعه،
من اعتاد قراءة السيرة والتاريخ، صقل شخصيته بصبر الأبطال وعزيمة الصابرين، وتعلم من دروس الماضي لبناء مستقبله، ومن تعمق في الفقه، اتسع فهمه للأديان وتعلم احترام الآخر واختلاف آرائه.، ومن تأمل كتب العقيدة، رسخت قيمه وأصبح أكثر إيمانًا وتقوى، ومن درس الحديث، تمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وأصبح قدوة حسنة، ومن تدبر القرآن، استنار قلبه بنور الإيمان وزاد حبه لله ورسوله...♡
#السميعي