في سماءٍ واسعةٍ تحلق النسور ، عمالقة الأجواء، وعندما يبلغون أربعين ربيعًا، يبدأون يشعرون بمرور الزمن، تتقادم مخالبهم، وينحني منقارهم، وثقل الريش يثقل أجنحتهم. في تلك اللحظة، يقف النسر أمام مفترق طرق: الاستسلام لمصيره، أو تحدي الطبيعة. فينعزل في مكانٍ بعيد، بعيدًا عن أعين العالم، ويخضع لتجربةٍ قاسيةٍ، يتخلص فيها من كل ما يثقل كاهله، من مخالبٍ باهتة ومنقارٍ مكسور وريشٍ متعب، في عزلةٍ صارمة، يشرع النسر في تجديد نفسه، وكأنّه ينحت من جديد، حتى يخرج من هذه التجربة أقوى وأشجع، مستعدًا لمواجهة الحياة بكل ما فيها من تحديات.
كذلك نحن، عندما تواجهنا المحن، علينا أن ننسحب قليلاً، إلى عالمٍ داخليٍّ هادئ، لنعيد ترتيب أفكارنا، ونستجمع قوانا، قد يكون هذا الانسحاب مؤلمًا، وقد يتطلب منا التضحية بأشياءٍ عزيزة على قلوبنا، لكنه ضروري لتجديد أنفسنا، والعودة إلى الحياة أقوى وأكثر حكمة...♡
#السميعي