"ماذا لو كنت أقلّ حذرًا؟ أن أُرخِي يديّ قليلاً لأرى كيف تبدو عليه الأمور -كما هي-أن لا استبق الأحداث ولا أجزم بالنهايات قبل أن يَحِين موعدها. أن أخوض التجارب بذراعين مفتوحتين وتأنٍّ تام مهما كان مصيرها."
مَنفذُنا الوحيد حين تَتهاوى المدن، نقف على شاطئه بأقدام مُتعَبة، لاجئين إليه وناظرين نحو الأُفق، ليُذكّرنا بأن العالم يمضي، وأن الألم سَيصبح يومًا مجرد ذكرى تتلاشى كما تتلاشى أمواجه على الشاطئ.
"مِن آداب قلبِك: ألّا تقسو عليه تأنيبًا، ولا تنهرهُ تعذيبًا، بل درّبه تهذيبًا وأدّبه تحبيبًا، ولا تجعله سهلًا لِمَن هبّ ودبّ، ولا تُسكِن فيه مَن لا يليقُ، ولا تجعل نبضَه هباءً، بل اسقهِ الحُبّ دُعاءً، وأقِمهُ بالدِّين تَقُم، فإن قامَ أقامَك".
كلما رَددتُ: "لا تكلني إلى نفسي طرفة عين" أشعر وكأني أقول له: لا تتركني لنفسي وهواجسي، لا تتركني لضعفي وعجزي لحظة واحدة. قد فوضت إليك أمري كله فاجعلني أرى كل الأشياء من خلالك، واستشعر حكمتك الخفية في كل الاختيارات حولي.. والأهم والأهم أن لا تتركني وحدي أبدًا.