هلال شهر رجب لسنة ١٤٤٦هـ بسمه تعالى أعلن مكتب سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظلّه) في النجف الأشرف، أن يوم غدٍ الاربعاء هو المتمم لشهر جمادى الثاني ١٤٤٦هـ وأن يوم الخميس الموافق (٠٢-٠١-٢٠٢٥) هو غُرة شهر رجب الأصب لعام ١٤٤٦ للهجرة. جعلكم اللّه تعالى من أهل طاعته ورزقكم رضوانه ووفقكم لنيل الألطاف الخاصة بشهر رجب الحرام .. انه سميع الدعاء https://yaqoobi.com/arabic/index.php/permalink/846260.html
المؤمن في مثل هذا اليوم الأخير من سنة منقضية سيُغلق ملفها ويحفظ إلى أن يعرض يوم النشور ويشهد بما فيه على صاحبه. وعلى مشارف سنة جديدة لم يسوّد صحائفها شيء، تكون له عينان، عين إلى تلك السنة المنصرمة هي عين المراجعة والمحاسبة فيها ندم على ما صدر منه من ذنوب وتقصيرات وشكر على ما وفق له من طاعات لكنه لا يصل إلى درجة الفرح للقلق من كونه مقبولاً أو لا.
إن المجتمع قد تضيع فيه الموازين الصحيحة كما ورد فيالحديث: (كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكراً والمنكر معروفاً-ثم قال- : كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم من المعروف) وقدحذّر القرآن من إتباع العامة التي تنعق مع كل ناعق من غيروعي ولا إدراك لما يراد منها والنتيجة التي ستصل إليها، قالتعالى: (وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّه)،(وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ)، (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّأَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ) إن هذا الانصياع للعرفالاجتماعي وللعادات الجارية هو الذي أهلك الأمم السابقة(إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ)، وقال تعالىفي صفة أهل جهنم (وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ) . #المرجع_اليعقوبي #مؤسسة_الوريث_للإعلام #واستقم #قبسات_المرجعية_الرشيدة
نحن لا ننكر انتشار وسائل الفساد وقوة تأثيرها بعد الانفتاح الإعلامي وتطوّر وسائل الاتصالات وتقنياتها العالية، لكن مقتضى العدل الإلهي إنه كلما قويت شوكة الفساد والانحراف والضلال فإن سبل الإيمان وطاعة الله تبارك وتعالى تقوى بموازاتها بحيث تحصل حالة من التوازن وتكون حالة الاختيار والإرادة متعادلة بكلا الاتجاهين تطبيقاً لقوله تعالى: (لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ) (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ)، (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) بل أن مقتضى اللطف والكرم الإلهيين ورحمة الله الواسعة زيادة وسائل الإيمان وأدواته وتحبيبه إلى القلوب وتزيينه إلى النفوس (وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ).
الإسلام يريد أن يحوِّل الإنسان إلى كتلة من نور لا يستشعر السعادة إلا في عمل الله مهما كان يسيراً ، فهو يرفض وسائل اللهو ويُحرِّم الكثير منها، لأنها تشغل القلب وتهدر الوقت، هذا الوقت الذي هو رأس مال الإنسان وقيمته في هذه الحياة والذي هو عبارة عن أيامه ولياليه، فبهذا الرأسمال يكتسب الصديقون مكان الصديقين، وبهذا الوقت أو (الزمن) يكون الأولياء أولياءَ، والعلماء علماءَ، والعارفون عارفين، إذن الزمن عامل (بناء) والذي يصعد ويعرج إلى لقاء الله يصعد بهذه الأيام وبهذه الأسابيع.. هذا الذي جعله الله لعباده جميعاً، فأناس يستغلون الوقت للبناء والعروج إلى الله، وآخرون لا يعرفون ولا يعُون قيمة الوقت وأهميته، يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (يا ابن آدم إنما أنت أيامك) وجاء في الحديث أن كل يوم يمر على ابن آدم يحاسبه: (أنا يوم جديد، وغداً عليك شهيد، افعل فيَّ خيراً تجد خيراً، فإنك لن تلقاني بعده أبداً) .
الذين في موقع يسعهم قضاء حوائج الناس ويقدرون عليها فلا يهتمون ويقصرون في إنجازها فقد خرجوا من ولاية الله تبارك وتعالى، ففي الحديث عن موسى بن جعفر (عليه السلام) (من قصد إليه رجل من إخوانه مستجيراً به في بعض أحواله فلم يُجره بعد أن يقدر عليه فقد قطع ولاية الله عز وجل)، وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (لم يَدَعْ رجلٌ معونةَ أخيه المسلم حتى يسعى فيها ويواسيه إلا ابتلي بمعونة من يأثم ولا يؤجر) .
إن العمل إذا حظي بالقبول والرضا من الله تبارك وتعالى فإنه لا حدود لعطائه ويزكيه وينميه حتى يكون مثل جبل أحد -كما في بعض الروايات- ويضرب الله تعالى لنا مثالاً لذلك قال تعالى: (مَثَلُ الذِينَ يُنفِقُونَ أمْوَالَهُم في سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أنبَتَتْ سَبعَ سَنَابِلَ في كُلِّ سُنبُلِةٍ مِئَةُ حَبّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) .