في زمنٍ كَثُر فيه حبّ الشّهرة والظّهور، والتّسابق على عدد اللايكات، والثّناء والمدح، وقد يكون الواحد منّا قد خسر أعماله الصّالحة، الّذي بذل فيها طاقته وماله، والكثير من الأشياء، حتّى يُظهر أعماله بأبهى صورة ممكنة، لكن تأتي يوم القيامة هباءً منثوراً، وليس هذا فحسب، بل قد يكون وقوداً لجهنّم كما رواه البخاريّ: ثلاثة أصناف من النّاس، هم أول من تسعّر بهم نار جهنّم والعياذ بالله، وعلّق الإمام النّوويّ في شرحه: هذا دليلٌ على تغليظ تحريم الرّياء، وشدّة عقوبته، والحثّ على وجوب الإخلاص في الأعمال.
كان السّلف الصّالح شديد الانتباه للنيّة، يقول سفيان الثّوريّ: ما عالجت شيئاً أشدّ عليَّ من نيّتي؛ لأنّها تتقلّب عليّ.
وقال ابن المبارك: رُبَّ عملٍ صغيرٍ تعظّمه النيَّة، ورُبَّ عملٍ كبيرٍ تصغّره النيَّة.
وهنا أورد قصة قرأتها في صفحة النّبراس العلميّ، حكى الإمام أبو القاسم القشيريّ: أنّ عمرو بن اللّيث، أحد ملوك خراسان، ومشاهير الثّوار، المعروف«بالصّفار- مات»، فرُئي في المنام، فقيل له: ماذا فعل اللَّه بك؟
فقال: غفر لي
فقيل: بماذا؟
قال: صعدتُ ذروة جبلٍ يوماً، فأشرفتُ على جنودي فأعجبتني كثرتهم، فتمنّيت أنّي حضرتُ رسولَ الله ﷺ، فأعنته ونصرته؛ فشكر الله لي ذلك وغفر لي.
بقدر ما تكون النيّة مخفيّة، بقدر ما تكون باباً للمغفرة، ومن صدق نيّته، جزاه اللَّه مراده، ومن تلاعب بها، كانت له ناراً تلظّى.
لذا كان النّبيّ ﷺ، يظهر خوفه علينا بقوله: أخوف ما أخاف عليكم الشّرك الأصغر، والشّرك الأصغر هو الرّياء.
#حياتنا_وحياتهم#عائشة_العواhttps://t.center/WithinU2/25890