الانحطاط البشري في أبشع حالاته يتمثل فيما يفعله المجرمون بأهلنا في شمال غزة من عذاب ونكال وقتل ودمار، وفيما يفعله المعاونون للاحتلال والمسارعون إليه في الخفاء والعلن من تأييد ومعونة، مع حربهم لكل صور المساندة المؤثرة لإخواننا في غزة.
كل ذلك ليقضوا على روح العزة والكرامة في غزة وفي الأمة، ولتكون المنطقة خالية لهم مما يكدر صفو مشاريعهم الشمولية التي تهدف إلى قصقصة الأجنحة الإسلامية ومدّ الأجنحة الصهيونية والأجنحة المتصالحة معها.
وبينما يشاهد العالم كله هذه المجازر البشعة، بل ويفرح كثيرون بها، وبينما ينشغل الملايين من المسلمين عن إخوانهم ولو بالدعم المعنوي أو المالي، بين هذا وذاك تحترق قلوب كثير من المسلمين وتختنق أنفاسهم أسفاً وكمداً على إخوانهم، وحقداً وغلّاً على المجرمين، وقهراً بسبب القيود والحواجز والأغلال.
"هنالك ابتُلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً"
"حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله"
"وكفى بربك هادياً ونصيراً"
وهنا تزول كل الشعارات ولا يبقى إلا اليقين بالله وحده، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
"إنَّ فارسَ الإسلامِ قادمُ كما أراكم، إنْ لم يَكُنْ اليومَ فغداً، وإن لم يَكُنْ هنا فهناك، وإنْ لم يَكُنْ بِنَا فبِغَيْرِنا، والله إنه قادم، لكني لا أَعْرِفُ متى وأين وكيف".
عبدالرحمن الحجي؛ مما يذكره رحمه الله للطلبة في محاضراته الجامعية.
فمن لم يكن مقدرا للإسلام، سيكون هناك من يقدره حق قدره، ويعيش الفتوحات الربانية بقدر نصرته للإسلام.
من عبادات القلوب : الإصغاء لغيرك وهو يثني على ربنا سبحانه وبحمده، أو متكلما عن أثر الإيمان في نفسه، أو تاليًا أو مرتلا، كل ذلك تسمعه متجردا من كل ما تعرف، تتلقاه بدهشة البدء الأول، ولو أعاد الذي تعلمه؛ فإن في ذلك من الجمال ومعارج الفرح ما الله به عليم! وانظر حال سيدنا رسول الله ﷺ مع أصحابه تجد أنوار ذلك لائحة في أحاديث كثيرة. ثم إنَّ من حسن التعبد التخففَ من رؤية النفس بسماع غيرك ولو كان متعثرا في إبانته؛ تأديبًا للنفس، ومحبةً للخير، والتقاطًا لحَبِّ الصدق من قلوب الآخرين.
لم يقل (ونجيناه من بطن الحوت) لأن الإنسان قد يخرج مما جرى له وترافقه آلامه معنوياً وحسياً، وجسدياً ونفسياً، لكن الله نجاه من ذلك كله (وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ).
كل واحدة تمسك خاتم التسبيح ولا تفارقه، وتجعل لسانها مشغول بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وتشوف همتها لحين أذان المغرب، ولو بأصغر صيغة، عددوا نواياكم وزيدوا زادكم الله وفرج عنكم برحمته.
واجعلوا لكم ورد بنية تفريج كرب اخواننا في شتى بقاع الأرض.
ساعة إجابة! متنسوش تدعوا للمقاومة وأخواننا فى غزة وسوريا والسودان والمُستضعفين فى كل مكان ومتنسوش تدعوا لأميرة شُرّاب وأهلها والمُعتقلين فى مصر وفى كل مكان ومتنسوش تلعنوا اليهود وحكام العرب
يُعطِي اللّٰه تعالى دلائِل لِلمرء لِرضاهُ عنهُ وسَط حجمٍ هائِل بِحجمِ الكون! أيصعُبُ عليهِ أن يُحِيطهُ بِسُورٍ يمنعُ عنهُ ما يخافهُ؟!
يُطمئِنُ قلبُ المرء قولُ رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم: "إنّ اللّٰه ليَرضى عن العبد أن يأكُل الأكلة فيحمِدهُ عليها ويشربُ الشربة فيحمِدهُ عليها!"..
حدِيث وقفتُ أمامهُ بِتعجُّب!
اللّٰه تعالى لا يطلُب مِنّا كعِباد شيء مُستحِيل لِنستدرِك بهِ رِضاه! بل أكُونُ في بيتي ويأتِيني الرِزق مُيسّرًا مِن حيثُ لا أدرِي! وهو لازِم لِأخذِي لهُ ثُم يرضى عنّي بِأكلةٍ واحِدة أو شربةَ ماء أحمِدهُ تعالى عليها!
اللّٰه تعالى لا يغفَل عن عبدهِ طَرفة عينٍ أبدًا.. فكُل نفسٍ يتنفسُهُ وكُل نظرةٍ ينظُرها أو حركةٍ أو نبضَ قلبٍ! كُلهُ يجرِي تحت عينهِ تعالى..
فكما أنّ ذِكرُ المرء إياهُ تعالى يُرضِيه عنهُ.. فذِكرهُ إياهُ يُرضِيه عن اللّٰه تعالى!
اللّٰه تعالى يقول: "من ذكَرَني في نفسِهِ ذكرتُهُ في نفسِي!" يعني مَن اختلى بِنفسهِ ليذكُرُني ذكَرتُهُ بيني وبينَ نفسِي! يا لطِيف!
فإذا رضيَ اللّٰه تعالى على عِبادهِ بِذكرِهِم جعلَ في قلبهِم حُبّهِ! وحُبُّ اللّٰه تعالى لا يكونُ في القلبِ إلا بِأمرهِ..
رِضاءُ اللّٰه تعالى على عبدهِ ذُخرًا يتسانَد عليهِ في الشدائِد والرَخاء..
فكما تُسمِعون اللّٰه تعالى ذِكركُم في رخائِكُم.. يُربِتُ عليكُم قلبكُم ويُسمِعكُم داخِلهِ دقّاتُ الرِضاء عنهُ في الإبتِلاء..
أغمِض عينيك، وسل نفسك: ماذا لو جاءني الموتُ الآن ... هل أنا جاهز للقاء ربّي .. بمَ أجيب ربي عن كذا وكذا مما أنا مقيمٌ عليه من المعاصي. بمَ أردُّ ديون العباد عندي من غِيبةٍ وحقوق؟
كان زياد بن جرير رحمه الله يقول لأصحابه: «تجهزتم؟» فقال رجل: ما يعني بقوله تجهزتم؟ فقيل: «تجهزوا للقاء الله تعالى» ..