التساهل في التراسل بين النساء والرجالمما لاحظته هذه الأيام في أصحاب الثغور التساهل في الحديث مع النساء، وكذلك النساء أصبح هناك تساهلٌ منهنّ في الحديثِ مع الرجال؛ بحجة أن هذا عملٌ على ثغرٍ نسدُ به ثغور الأمة.
لذلك؛ أقول لكل صاحب ثغر وكل صاحبةِ ثغرٍ أن هذا مدخلٌ من مداخلِ الشيطان، لا تفتح على نفسك هذا الباب؛ فتلجه، سيأتيك الشيطان ويقول لك أن هذا ثغر عظيم، وأنت لا تتكلم كلاماً لا يرضي الله فلا بأس في الحديث؛ ولكن لتعرف أن الخاص هذا فتنة عظيمة، دمارٌ لقلبكِ وتجريدٌ لحياؤك.
إياكم والاسترسال في الحديث والرد والمدحِ، فنحن ضعفاء، الإنسان ضعيف جداً؛ فلا يضع نفسه في وسط الشهوة ثم يقول وقعت وتأثر قلبي. احفظوا عليكم دينكم وقلوبكم وأغلقوا باب الخاص حتى لا تُفسِدوا عليكم دينكم، لا تألفوا ولا تعتادوا ولا تكونوا أسرى اللحظة والشهوةِ والشهرة. احرصوا على أنفسكم وراقبوها ولا تدعوها لهواها فتزل وتميل.
إذا استعملكم الله لنفسه ووضعكم الله على ثغرٍ تخدمون فيه الإسلام والمسلمين؛ فلتحذروا معيقات الطريقِ ولتحذروا الذنوب الخفية، إن مالت خطاك فقومها فما زال في العمرِ بقية.
اتقوا الله في أنفسكم، ولا تفتحوا باب الشهوات، ولا تُخدَعوا بوساوس الشيطان بأنكم بهذا الحديث تسدون الثغور وتقشعن الظلام؛ فوالله إن تأثير هذا الكلام على بعض الناس شديداً مُفسداً.
تذكروا أننا في زمن غربة الدين، وأن أمتنا بحاجة إلينا؛ لنقف على ثغورِها، فكيف نحمي أمتنا ونحن لا نحمي قلوبنا؟ قال ابن القيم رحمه الله: (اتباع الهوى يحلّ العزائم، ويوهنها، ومخالفته تشدّها وتقوّيها، والعزائم هي مركب العبد الذي يسيره إلىٰ الله والدار الآخرة)؛ فلا تظن أنك تستطيع التوفيق بين نصرة هذا الدين واتباع الهوى!
وأيضاً، من القضايا على أصحاب القنوات والمنابر العالية ألا يفتحوا باب التعليقات فيزاحم الرجال النساء، وتعجب نفسه بكلمات المدح ورسائل المتابعين والنساء، فيصبح النشر بعد أن كان لغاية وهدف للناسِ ومدحهم ونظرتهم.
الأمة مكلولة، فكن أهلاً لها واحفظ عليك نفسك ولا تلتفت لشهوة ولا لشهرةٍ؛ فأنت صاحب غاية وهدف،
أنت صاحب ثغرٍ ورسالة؛ فخذها بقوة.
بقلم:
ظلال وارفة١ جمادى الآخرة ١٤٤٦ هـ
٢ كانون الأول ٢٠٢٤ م