ويمضي العمر وغاية مرادنا هي السّكينة في كل شيءٍ نقصده، في الأماكن وفي الرّفقة وفي الأيّام، أن لا يمسّنا فزعٌ ولا شكٌ ولا خيبة، أن تغمر الطّمأنينة قلوبنا وتحفّه كشيءٍ يحميه.. كان دعاؤنا في كل وقت."
يارب؛ أرِنا حقيقة أنفسنا وألهمنا قُبولها والصبر عليها حتى نصل بها للنُسخة التي نُريدها.. وعلّمنا أن نتوقف عن جلدها واللوم عليها في أخطاء الأمس بعقل ومعرفة اليوم.
محاولتك للحفاظ الدايم علي شخصك النقي إللي جواك وتجاهلك لكل امر مؤذي صادر من الغير وعدم رد الاساءة بالاساءة وسعيك الدايم إنك تكون مسالم نافع للكل ولو بكلمه كل دي حاجات تخليك فخور بنفسك في عز شعورك بإنك سيء وسط ما إنت عمال تجلد ذاتك علي الامور الصغيرة والكبيرة .
فِكرة إن ربنا يتولّى أمورك دي حاجة مُريحة جدًا، إنّك تعتمد على ربنا في كُل قراراتك وترجع له في كل خطواتك وقتها هتحس بقوة مش طبيعية وفي سَكِينة ربانية بتنزل على قلبك بتحسسك بالأمان.. الشيخ الشعراوي مرة قال: "حينما يتولّى الله أمرك فهو يُسهل لك كُل صعب، ويُسير أمورك كما تحب، ويُحقق لك ما كنت تظنه مُستحيلًا" لذلك ردد دائمًا: "اللَّهُم اِحتويني برحمتك وتولَّني بقُدرتك فأنت يا رب خير المُنصفين".
أعتقد أن غاية ما قد يُنعِم الله به على عبدِه أن يتوقَّف عقله عن مساءلة الأقدار، صغيرها وكبيرها.. أن تكون الإجابة دائمًا "الله"، أراد فقدَّر فحكَم.. قدَّر فلطف.. ان يكتفى عقلك بتلك الإجابة، فيتحرَّك في هذه الدائرة بشكل تلقائي، أن يغزو المعنى قلبك. فلا يسأل عن كل شيء خالف توقعاتك بل ينتظر بيقين تدبير الخالق مع السعى الدائم. أن تكون كمرافِق سيدنا موسى لنفسك.. فتنتهي محاولاتك دائماً إلى "رحمةً من ربِّك وما فعلته عن أمري." ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا."
"مع التوقيت الشتوي حابة أقول شوية تذكيرات ونصايح ربنا ينفعنا بيها كلنا. أولاً: وقت المغرب بيكون ضيق وصعب أوي، محتاج تفكر نفسك بيه وتركز معاه أوي عشان ماتسقطهوش، ولو بتخرج من الشغل خمسة مثلا استنى تصليه قبل ما تخرج.
ثانياً: وقت الفجر اتزحزح لورا، فبعد ما كنت بتصحاله تلقائي مع وقت الدراسة أو الشغل إلخ هتحتاج تصحاله مخصوص، ومافيش أي عذر يخليك تسقط الفجر وتظبط المنبه على أي شىء آخر، حاول تنام بدري شوية علشان تقدر تواصل بعد الفجر. على قدر إحساسك بالمسئولية وخطورة التفريط في الفرض هتعرف تتصرف.
ثالثاً: الصيام في الشتاء أسهل بكتير، الوقت أقصر، والعطش أقل، حاول تغتنم أكبر قدر ممكن من الأيام في الصيام، خاصة لو حد عليه قضاء أيام من رمضان.
رابعاً: دي نقطة مهمة ناس كتير بتقع فيها، لا تتكلف المشقة، بمعنى إن طبيعي الوضوء في الشتاء أصعب من الصيف بطبيعة الحال حتى لو توضأت بمية سخنة، ففي ناس بتظن إنه لو توضأ بمية ساقعة في الشتاء هياخد ثواب أكبر لأن المشقة أكبر!، والحقيقة إن الدين يسرٌ وليس عسراً، والمشقة في الطاعة اللي الإنسان بيثاب عليها هي المشقة اللي من أصل الطاعة وليست متكلفة، فلو كنت بتبرد ارحم نفسك وتوضأ بمية سخنة
خامساً: الليل وقته أطول فعندك مساحة أكبر لقيام الليل سواء بالصلاة أو الذكر، والقيام وقته بيبدأ بمجرد دخول العشاء.
أتجاوز أيامي وأفكاري الثقيلة وسؤال (كيف؟) بجملة بسيطة؛ (لها مُدبر). تفتح أفق عقلي وباب قلبي لأستزيد من ذكر المُدبر سبحانه، وأقول: يا رب لا تأخذني بذنبي واغفر لي ودبر لي، إنك لطيف خبير. فاللهم يا واسع دبر لنا أمرنا وتولانا.