كل يومٍ أُذكّر نفسي أنها لَم يُطلَب منها أن تفعل أشياءً خارقة ولا فرضًا أن تُحقق آلاف الإنجازات ويتحاكى عنها العالم، أن الله خلقها بشرًا وأنها يجب أن تستمتع بعاديتها ولو كان العالم يأكل بعضه على مَن يعيش حياة أفضل ومن سيكون اليوم سوبر مان! أُذكّرها أن تُحاول فقط وألّا تمِل مهما كانت الأسباب مستحيلة، أنها بطلة في روايتها هي، ليس شرطًا أن يعرفها العالم، ألّا تأكل نفسها حسرة وعجزًا لأنها ليست كالجميع، وأن محاولاتها لفعل كل شيء ستنتهي بعدم إنجاز أي شيءٍ فعلًا، وألّا تظِل تأكل نفسها انتظارًا لِما لا تملكه، أن تستمتع بما رهن يديها؛ حتى لا ينتهي بها الحال وهي لم تحيا فعلًا.. فلا هي رضيَت بِما كانت عليه ولا آتاها ما انتظرته!
"يظلّ المرء منّا يتمنّى الشيء، ويجتهد في تحصيله، ويتقطّع حسرات ليناله، حتّى إذا ما ناله زهد فيه! وهكذا كلّ متاع الدنيا؛ لتعلم أنّ ما عند الله خير وأبقى."
يا بُنيّ.. أنفُس الناس تارة أصلب من الحديد، وتارة أشبه بالزجاج.. فلا تغرّنك قوة المرء، فإنه في لحظات الضعف والهَمّ التي تعتريه قد تقتله كلمة.. أو تحييه.
يا بُنيّ، أوصيك بالإحسان.. يا بُنيّ، أوصيك بالمرحمة.
أتمنى ان يأتي عليكِ يوم من الأيام تكونين قد تعافيتي من كل الأمور التى باتت ترهقك كل ليلة، أن تصبحين ذات قلبًا راضيًا عن كل الأشياء التي مضت والتي ستأتي، وأن يصبح اللقاء بينكِ وبين أحلامكِ واقع وليس مُجرد أحلام، ان تكوني سعيدة بقدر الأيام الثقيلة التي ظننتي يومًا أنها لن تمر ومرت، و انكِ ذات قلبًا شُجاع ومُحب للمحاولة وأيضًا للمقاومة.
أملي اني احيا حياة هاديه تخلو من الصراعات والتعب أعيش احلامي في عفو وعافيه وان ربنا يجبرني ويراضي قلبي بكل ما هو جميل وخير ليا يرزقني بأيام حنينه تعوضني عن سنين التعب الـ مرت.
والله مهما بلغ الإنسان، لَبقيَّ على حالِه ظلومٌ لنفسه فقيرٌ إلى ربه تتخبطه الدنيا بين طاعةٍ ومعصية ولذةُ قربٍ وشَقاءُ بُعد ولازال يستمسك -وهو على ضعفه- بقولِ عزيزٍ رحيم:
والبسني ثوب الخِفّة؛ فَأسير بسلامٍ بين الناس، احمل روح فراشةٍ تُحلّق بخِفّة غير مُبالية بما هي أحوال الخلق وكيف أحاديثهم عنها.. خفيفةٌ جدًا حَد اللامُلاحظة ورغم ذلك الأثقل أثرًا.
أن أَمُر بالاشياء فأؤُثر أنا فيهم، دون أن أتأثر بهم أو أفقد سلامي وخِفّتي.
أن تمنحني روحًا يملؤها السلام لا يشوبها كدرٌ ولا يمتزج بها شعورٌ سيئٌ إلّا وتكاد تصفو منه تمامًا، فلا يفيض مِن داخلها على مَن أمامها إلّا خِفّةً، ولو تُثقلها روح محاربٍ.