⁉️فلو كان الاحتفال بهذه الليلة مشروعاً لكانوا أسبق الناس إليه ، والنبي ﷺ هو أنصح الناس للناس ، وقد بلغ الرسل غاية البلاغ ، وأدى الأمانة فلو كان تعظيم هذه الليلة والاحتفال بها من دين الله لم يغفله النبي ﷺ ولم يكتمه ، فلما لم يقع شيء من ذلك ، علم أن الاحتفال بها ، وتعظيمها #ليسا من الإسلام في شيء وقد أكمل الله لهذه الأمة دينها ، وأتم عليها النعمة ، وأنكر على من شرع في الدين ما لم يأذن به الله ، قال سبحانه وتعالى في كتابه المبين من سورة المائدة : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة:3] ، وقال عز وجل في سورة الشورى : {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الشورى:21]. وأرجو أن يكون فيما ذكرناه من الأدلة كفاية ومقنع لطالب الحق في إنكار هذه البدعة : أعني #بدعة الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج ، #والتحذير منها ، وأنها ليست من دين الإسلام في شيء.
ولما أوجب الله من النصح للمسلمين ، وبيان ما شرع الله لهم من الدين ، وتحريم كتمان العلم ، رأيت تنبيه إخواني المسلمين على هذه #البدعة ، التي قد فشت في كثير من الأمصار ، حتى ظنها بعض الناس من الدين.
والله المسؤول أن يصلح أحوال المسلمين جميعاً ، ويمنحهم الفقه في الدين ، ويوفقنا وإياهم للتمسك بالحق والثبات عليه ، وترك ما خالفه ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه. أما بعد :
فلا ريب أن الإسراء والمعراج من آيات الله العظيمة الدالة على صدق رسوله محمد ﷺ ، وعلى عـظم منزلته عند الله عز وجل ، كما أنها من الدلائل على قدرة الله الباهرة ، وعلى علوه سبحانه وتعالى على جميع خلقه ، قال الله سبحانه وتعالى : {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء:1].
وتواتر عن رسول الله ﷺ أنه عرج به إلى السماء ، وفتحت له أبوابها حتى جاوز السماء السابعة ، فكلمه ربه سبحانه بما أراد ، وفرض عليه الصلوات الخمس ، وكان الله سبحانه فرضها أولا خمسين صلاة ، فلم يزل نبينا محمد ﷺ يراجعه ويسأله التخفيف ، حتى جعلها خمساً ، فهي خمس في الفرض ، وخمسون في الأجر ، لأن الحسنة بعشر أمثالها ، فلله الحمد والشكر على جميع نعمه.
❌وهذه الليلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج ، لم يأت في الأحاديث الصحيحة تعيينها ، لا في رجب ولا غيره ، وكل ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبي ﷺ عند أهل العلم بالحديث ، ولله الحكمة البالغة في إنساء الناس لها.
👈ولو ثبت تعيينها لم يجز للمسلمين أن يخصوها بشيء من العبادات ، ولم يجز لهم أن يحتفلوا بها ؛ لأن النبي ﷺ وأصحابه رضي الله عنهم لم يحتفلوا بها ، ولم يخصوها بشيء ولو كان الاحتفال بها أمرًا مشروعاً لبينه الرسول ﷺ للأمة ، إما بالقول وإما بالفعل ، ولو وقع شيء من ذلك لعرف واشتهر ، ولنقله الصحابة رضي الله عنهم إلينا ، فقد نقلوا عن نبيهم ﷺ كل شيء تحتاجه الأمة ، ولم يفرطوا في شيء من الدين ، بل هم السابقون إلى كل خير.
بدعة صلاة الرغائب وحكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج
وهكذا القول في جميع #البدع ، الواجب #تركها والحذر منها ومن جملتها ما تقدم بدعة ليلة المعراج ليلة سبع وعشرين ... بدعة الاحتفال بها ، كذلك بدعة الاحتفال بليلة النصف من شعبان.
⚠️كذلك بدعة يقول لها : بدعة صلاة #الرغائب يسمونها صلاة الرغائب ، يفعلوها بعض الناس في أول جمعة من رجب ، أول ليلة جمعة من رجب ، وهي بدعة أيضًا ، والبدع كثيرة عند الناس ، نسأل الله أن يعافي المسلمين منها ، وأن يمنحهم الفقه في الدين ، وأن يوفقهم للتمسك بالسنة والاكتفاء بها والحذر من البدعة.
أن النبي صلى الله عليه وسلم أسري بروحه وجسده في اليَقظَة ، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، وأنه عُرِجَ به من بيت المقدس تلك الليلة إلى السماء بروحه وجسده يَقظَة ولم يكن الإسراء ولا المعراج منامًا.
إذا أفسد الإنسانُ صَومَه النَّفلَ ، فلا يجِبُ عليه القضاءُ ، وهذا مذهَبُ الشَّافِعيَّة ، والحَنابِلة ؛ وهو قول طائفةٍ من السلف ؛ وذلك لأنَّ القضاءَ يتبَعُ المقضِيَّ عنه ، فإذا لم يكُنْ واجبًا ، لم يكن القَضاءُ واجِبًا.