أنت المُهم مِن كل مَا هو حَولك، أَنت قَبل كُلّ شئ، اسلك الطريق التي تُحبها، اهتم بِتفاصيلك الصغيرة التي تُسعدك، اركض أو توقف عن حلمك هذا من شأنك وَليس مِن شَأنهم، أنت أولاً وَكلامهم أخيراً أو حتى أنه لا يَهم إلا فقط ممن يحبك بصدق وتعني له الكثير، اعتزل الناس مَتى شِئت، خَالط متى أَحببت، افعل ما يرضي الله أولا ووالديك ثانياً وَيُرضيك ثالثاً، لا تُحاول أَن تَتصنع لِتُعجبهم، كُنْ متفرداً بذاتك، سواءَ نال ذلك من إعجابهم أو لم ينل، المُهم أَنت.
ماذا لو أستيقظت و وجدت أن كل شيء كان حلماً ، أنك مازلت بنسختكَ الأصلية من دون ذاك التعديل و تلك الندبات ، ماذا لو رأيت كلَّ الغائبين و جالست كلَّ الموتى!! ماذا لو وجدت هدفكَ ينتظرُ أن تفتح عينيك لتكمله و أن ذاك الطريق الذي تهوى السير فيه يومئ لك بالقدوم، ماذا لو استيقظت و وجدت نفسكَ طفلاً يكتشفُ أن الكبرَ الذي ينتظرهُ خدعةً ليست بالبهاء الذي كان يظنه . _هبة جمال أسعد / رواية "بعيداً عن النسيان"
روحي جافّة و أرض قلبي جرداء ، إصفرّت عروقي و زحف سواد الحُزن إلى قلبي .. لسانُ حالي يشتاق لأن يُغنّي ( في يوم همست في أذني من يمسح عن قلبي حُزني يُرجعني خضراء اللون ) .. " ما أجمل أن تسقي الشجرة " .. في هذا العالم يا عزيزتي ، لم يَعُد للشجر أهميّة ، ما رأيك بأن نقول بدلاً عن هذا .. " ما أجمل أن تسقي القلبَ ، تملأؤه عطفاََ و محبة " فقد باتت قلوُبنا باهتةة خاليةة من الحُب ، تشتاق لأن يُصب فيها بعض الحنان .. " أن تغرس في اليائسِ أملًا " .. قلوبنا تربة صالحه لزراعة الكلمات اللطيفه .. كلمة جميلة تُزرع فتأتي بِـ " زرعاََ يعطي الاثمار " أقبلتُ بِـ جدٍ أسقيها ، لعل تلك الأرض الجرداء تُصبح جنّة.. و يَحُل عن سماءها الحزن ♥️ و عند ختام رسالتي إليك .. أقول أتمنى أن تبقي بخيرٍ دوماََ يا سبيستون .
عزيزتي سبيس تون.. مضى على فراقك العديد من السنوات ، لقد أصبحتُ الآن فرداً من شباب المستقبل الذين كنتِ تحدثينا عنهم في كل فاصل إعلاني، كنتُ حينها نقي، أنهي مهامي الدراسية ، وأنشغل بكِ طوال يومي، أشتقت لأيامك يا سبيس تون ، اشتقت لـ حديقتك السرية ، لكني كبرتُ و أدركتُ أن في قلبي حديقة ذابلة من الأسرار ، وأن كل من حاولت مساعدته يجازي قلبي بزرع زهرة ذابلة ذات أشواك، من يريد الآن قلباً يقدم زهور ذابلة ؟! اشتقتُ لـ عهد الأصدقاء لقد جعلني أظن أن الصداقة شيء عفوي ، شيء تكتسبه تلقائياً بعد ولادتك ، ، كنت أشاهد التضحيات والبطولة فظننت إنها اجبارية بقوانين الصداقة ، لكني كبرتُ يا سبيس تون و أدركت أنه إذا كان لدي صديق فهو سيغادرني عاجلاً أم آجلاً فلا شيء أبدي ولا هناك نهاية سعيدة يا قناتي العزيزة، سأخبركِ امراً مضحكاً ، كنت أتابع بتأثر حلقات ذلك المحقق الذكي ذاك المسجون في جسد طفلٍ صغير ، كنت أشعر بالأسى وأتابع بشغف حلقاته اللامتناهية وإلى الآن اتسائل ماذا سيحدث في الحلقة الاخيرة من كونان؟ أنا الآن أتمنى أن أتناول جرعة من ذلك الدواء العبقري وأعود الى طفولتي لأصدق حكاياتكِ من جديد.
عزيزتي سبيس تون أكتب إليكِ هذه الرّسالة لكني لستُ جودي أبوت، مرّت ست سنوات على إبتلاعي جرعةً من الدواء الذي شربه كونان، لكن شيئاً لم يحدث لحجمي، لا زلت أكبر بلا توقف، وحده قلبي أنكمش ولا زال ينكمش، كراتي كحسان، طائشة جداً هذه الآونة، كل الأشياء صارت باهتةً حولي مذ رأيت الحقيقة خلف البصر، أما عن ما يحدث حولي، نحن في الغابِ الآن، لكن لا قانون يسري، قُتل بابار قبل عدة أسابيع مضت، و سبايدرمان صار عاطلًا عن العمل، إنها فوضى لا تستطيع سندريلا ترتيبها. عزيزتي سبيس تون، إن لم أعد أرسل إليك الرسائل، فأعلمي بأن الحياة لم تهدني أضواءً في آخر النفق، سيكون النفق قد أنهار فوق قلبي .
عزيزتي سبيس تون: بعد فترة طويلة من الحجر الصحي أدركت فعلاً بأن حلمي نهار و حلمي أيضاً عمل، لن أتذمر منه بعد الأن، أعدك، فلا خيار لي سوى الأمل، ستهدينا الحياة أضواء في أخر النفق، سننسى ألماً عشناه، و مجدداً نستسلم لكن لا مادمنا أحياء نرزق مادام الأمل طريقٌ فسنحياه.
عزيزتي سبيس تون في الغابة قانون يسري في كل مكان و لا قانون يسري بين البشر، لا نستطيع القول بأن شريعة الغاب تحكمنا، نحن مادون ذلك، في الغابة قانون يسري في كل مكان، قانون أهمله البشر و نسوه الأن، كل ماقلته كان صحيحاً بشكل مؤلم للغاية، تبكي الأنسانية على عتبات ضمائرنا و لا مجيب. _هيا ظاهر عودة.
عزيزتي سبيس تون صغيركِ اليوم يبكي لكنه لم يقطع الرجاء، قلبه الحريري أضحى خشناً للغاية، يكاد اليوم يصدأ، و مجدداً لم يقطع الرجاء، آمل الأ يضيع جهده الأ يكون كمن أفنى عمره في مطاردة خيط دخان، أن الخيبات مُرة. _هيا ظاهر عودة.
عزيزتي سبيس تون كنت كلما شاهدت بينكي و برين أتعجب كيف لفأر صغير أن يحكم العالم، و على خلاف رسائلي المعتادة أود أن أخبركِ بأنكِ كنتِ محقة. _هيا ظاهر عودة.
عزيزتي سبيس تون نحن بائعة الكبريت التي ماتت و هي تبحث عن الدفء، نحن أعواد الكبريت التي نفذت شُعلتها سريعاً، أطفأ الزمان قلوبنا، أطفأ النار الكامنة داخلنا، و ماتت أرواحنا برداً، نحن بائعة الكبريت الصغيرة، أحلامنا شرارة أمل و كل الدروب باردة. _هيا ظاهر عودة.
عزيزتي سبيس تون هل يمكن أن تمنحيني حديقة سرية؟! اأهرب إليها كلما ضاقت بي الحياة، هل يمكن أن تصنعي لي أرجوحة؟ تُعيدني إلى طفولتي، تنسيني وجعي ، أُريد أن تتساقط جراحي كلما تأرجحت بها، أريد أن يحتضنني ظل أشجاركِ كلما تاهت طرقاتي، تكون رائحة أزهارها اوكسجيناً لي ينسيني عالمي، ليتكِ تستطيعين ان تفعلي لي ذلك يا سبيس تون ، ليتكِ.
بدأ السباق منذ فترة طويلة، كل ما آملُهُ هو إلا يكون آخر الطريق حفرة، لا يهمني إن كنت سابق أو لاحق، يهمني الأ تكون كل هذه العثرات هباءً، لا نريد أن نثبت أننا الأمهر، نُريد أن نصل بسلام و حسب.
هناك من يقول بأن الأصدقاء خانوا العهد، ما عاد الأصدقاء أصدقاء، و هناك من يقول بأن هناك صديق مخلص رقيق، لن ينتهي أثر روميو، الأصدقاء خيبات مؤجلة أو شفاء لما في الصدور، لن أُدلي برأيي هذه المرة، سأدع التجارب لقلبي وحده، وحدهُ يعلم.
في الدروب أُريد أن أُغني، في المسارح، في الشوارع، على الأرصفة، في الساحات و وسط الحروب، سأصنع بنفسي لحن الحياة، سأكون أنا لحن الحياة، ما الحياة إلا مانراها و كيف نراها، سأراها اليوم من فوق الغيوم.