سيرة النبي محمد ﷺ خاتم الأنبياء والمرسلين
التي ينبغي معرفتها وحفظها ونشرها وتعليمها لهذا الجيل والحرص على العمل بها بقناعة وحب .
"قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله"
لصَلاةِ الجماعةِ فَضْلٌ كبيرٌ، لعُلوِّ درَجتِها، وسَبْقِها في الأجرِ والثَّوابِ لصَلاةِ المرءِ مُنفردًا، إلا من صلاها منفردا لعذر فهذا له شأن آخر، كما في هذا الحديثِ الذي يَقولُ فيه النَّبيُّ ﷺ "الصَّلاةُ في جَماعةٍ تَعْدِلُ"، أي: تُساوي، "خمسًا وعِشْرين صلاةً"، أي: مُنفِردًا في غيرِ جَماعةٍ، "فإذا صلَّاها"، أي: إذا صلَّى الصَّلاةَ "في فَلاةٍ"، أي: في صَحراءَ، والمقصودُ في السَّفرِ؛ حيث يَصعُبُ وُجودُ جماعةٍ، "فأتمَّ رُكوعَها وسُجودَها"، أي: قام بكاملِ أركانِ الرُّكوعِ والسُّجودِ؛ من الطُّمَأنينةِ والخُشوعِ وغيرِهما، "بلَغَتْ خَمسينَ صَلاةً"، أي: بلَغ أجرُ المصلِّي أجْرَ وثوابَ خَمسين صلاةً. قال أبو داودَ- وهو صاحبُ السُّننِ-: قال عبدُ الواحدِ بنُ زيادٍ: " في هذا الحديثِ صلاةُ الرَّجلِ في الفَلاةِ تُضاعَفُ على صَلاتِه في الجَماعةِ"، أي: صلاةُ الرَّجُلِ وحْدَه في الصَّحراءِ حالَ سفَرِه وحيدًا تُساوِي ضِعفَ أجْرِ صَلاةِ الجماعةِ؛ وذلك لأنَّ صَلاتَه وحْدَه في الصَّحراءِ ولا أحدَ يَراه تحقيقٌ للتَّقْوى؛ خَشيةً للهِ عزَّ وجلَّ، بعيدًا عَن الرِّياءِ والسُّمْعةِ؛ فكان ثَوابُه ضِعفَ ثَوابِ المصلِّي في جَماعةٍ.
أحيانا أن تطرق بابا وتظن أن هذا الباب هو مصدر نجاحك وتبذل فيه جهدك ولكن يشاء الله أن هذا الباب لا يفتح لك ويكون رزقك في باب آخر لم يخطر ببالك🍃 فادعوا الله دائما اللهم ارزقني من حيث احتسب ومن حيث لا احتسب رزقا حلالا واسعا طيبا مباركا فيه فأنت لا تدري كيف هي تدابير الله وكيف يوزع الأرزاق☁️
في هذا الحديثِ يَقولُ النَّبيَّ ﷺ يقولُ: النَّدمُ توبَةٌ؟"، أي أنَّ المذنِبَ ندِمَ على المعصيَةِ؛ لكونِها مَعصيةً، وإلَّا فإذا ندِم عليها مِن جِهةٍ أُخرى كما إذا ندِم على شُربِ الخمْرِ مِن جِهةِ صرْفِ المالِ عليه فليس مِن التَّوبةِ في شيءٍ، والذي يَندَمُ على مَعصيتِه وذنْبِه صدَقَ فيه قولُ النَّبيِّ ﷺ "التَّائبُ مِن الذَّنبِ كمَن لا ذنْبَ له"، والمعنى: أنَّ العبدَ إذا أذْنَب ذنْبًا، ثمَّ تاب منه تَوبةً نَصوحًا وأقلَع عنه وندِم واستغفَر ولم يَعُدْ إليه؛ تابَ اللهُ عليه، وعامَله مُعامَلةَ مَن لم يُذنِبْ، بل يُبدِّلُ سيِّئاتِه حسَناتٍ؛ لأنَّه تاب إلى ربِّه وأناب لِمَحبَّتِه للهِ وحِرصِه على رِضاه وخوفِه منه، وتلك صِفاتُ المتَّقين، إذا زال الذَّنبُ زالَتْ عُقوباتُه ومُوجِباتُه، وهذا حُكمٌ عامٌّ لكلِّ تائبٍ مِن ذنْبٍ. والنَّدمُ على المعصيةِ هو المقصودُ الأعظَمُ للتَّوبةِ، ولكنْ لا يُكتفَى به؛ فإنَّ لقَبولِ التَّوبةِ شروطًا عُرِفتْ مِن استِقراءِ نُصوصِ كتابِ اللهِ تعالى وسنَّةِ رسولِه ﷺ ومِن تلك الشُّروطِ: أن تكونَ التَّوبةُ خالِصةً لوجهِ اللهِ تعالى، فلا يُرادَ بها الدُّنيا أو مدْحُ النَّاسِ وثناؤُهم، ثمَّ الإقلاعُ عن المعصيةِ، ثمَّ النَّدمُ على فعلِها، مع العزْمِ على عدَمِ العودةِ إليها، ثمَّ إرجاعُ الحُقوقِ إلى أصحابِها، إنْ كانت المعصيةُ حُقوقًا للآخرين، وأن تكونَ التَّوبةُ قبلَ طُلوعِ الشَّمسِ مِن مغرِبِها، وقبلَ حضورِ الموتِ.ومِن علاماتِ صحَّةِ التَّوبةِ: أن يكونَ العبدُ بعدَ التَّوبةِ خيرًا منه قبلَها؛ فيُكثِرَ مِن عمَلِ الصَّالحاتِ، ومُصاحبَةِ أهلِ الصَّلاحِ، ويحرِصَ على ترْكِ المعاصي والسَّيِّئاتِ، والابتعادُ عن أهلِ الزَّيغِ والانحِرافِ، وأن يكونَ الخوفُ مصاحِبًا له فلا يأمَنَ مِن مَكرِ اللهِ.