#شرح_الحديث :🍃 في هَذا الحديثِ يَقولُ أَنسٌ رضي اللهُ عنه: كُنَّا عندَ رَسولِ اللهِ ﷺ فَضَحِكَ فَقال لأَصحابِه: (هَل تَدرونَ مِمَّا أَضْحَكُ؟)، وَفيه إِيماءٌ إِلى أنَّه لا يَنبَغي الضَّحِكُ إلَّا لأَمرٍ غَريبٍ وحُكْمٍ عَجيبٍ، قال: قُلنا: اللهُ ورَسولُه أَعلمُ. ثُمَّ بَيَّنَ لهم سَببَ ذَلك فَقال: (مِن مُخاطبَةِ العَبدِ رَبَّه، يَقولُ: يا رَبِّ! ألم تُجِرْني مِنَ الظُّلمِ؟) أي: تُؤَمِّنِّي من أنْ تَظلِمَني، فيَقولُ اللهُ في جَوابِ العَبدِ: بَلى! قال: (فَيقولُ: فإِنِّي) أي: فإِذا أَجَرْتَني مِنَ الظُّلمِ فَإِنِّي (لا أُجيزُ): أَي: لا أُجَوِّزُ وَلا أَقبَلُ (على نَفسي إِلَّا شاهدًا منِّي)، أي: مِن جِنْسي. فَيَقولُ اللهُ تعالى: (كَفى بنَفسِكَ اليومَ عَليكَ شَهيدًا)، (وبِالكِرام)، أي: وَكَفى بِالعُدولِ المُكرمينَ (الكاتِبين)، أي: لصُحُفِ الأَعمالِ شُهودًا؛ فيُختَمُ على فَمِه، فيُقالُ لأَركانِه، أي: لأَعضائِه وأَجزائِه: انطِقي، فتَنطِقُ الأَركانُ (بأَعمالِه)، وأَفعالِه الَّتي باشَرَها وارْتَكبَها، ثُمَّ يُخلَّى ويُترَكُ بَينه وبَينَ الكَلامِ فيُرفَعُ الخَتمُ مِن فيهِ; حتَّى يَتكلَّمَ بالكَلامِ العادي، فيقول: بُعدًا لكُنَّ وسُحقًا! أي هَلاكًا، (فعَنْكُنَّ) ومِن جِهتِكنَّ ولأَجْلِ خَلاصِكُنَّ، كُنتُ أُناضلُ، أي: أُدافِعُ وأُجادلُ.