تعود علی المسألة: کان ببغداد رجل یقال له ابن الهفت، فمر یوماً علی سائل واقف علی الجسر و هو یقول: اللهم ارزق المسلمین حتی یعطوني، فقال له: تسأل ربك الحوالة؟
دخل الشاعر إبن عبد المنان الأندلسي إلى الخليفة وهو ثمل فصبّحه وهم في العشية فاستغرب السلطان وقال أي وقت هذا وأي معنى للصباح فيه؟ فأفاق ابن عبد المنان وارتجل:
صبحته عند المساء فقال لي ماذا الصباح وظن ذاك مزاحا
تردَّد ثقيلٌ على ظريفٍ وأطال ترداده عليه حتى سئم منه، فقال له الثقيل: من تراه أشعر الشعراء؟ فأجاب الظريف: هو ابن الوردي بقوله: غِبْ وَزُرْ غِبًّا تَزِدْ حُبًّا فَمَـنْ أَكْثَـــرَ التَّرْدَادَ أَضْنَاهُ المَلَلْ
فقال الثقيل: أخطأتَ، فإنَّ النجَّاري أشعرُ منه بقوله: إِذَا حَقَّقْتَ مِـــــنْ خِـلٍّ وِدَادًا فَزُرْهُ وَلَا تَخَفْ مِنْــــــهُ مَلَالَا
روى الجاحظ أنَّ واليًا أُتيَ برجلٍ جنى جنايةً، فأمر بضرب رأسه. فلما مُدَّ قال: بحقِّ رأسِ أمِّك إلا عفوْت عني. قال الوالي للجلَّاد: أوجعْ. فقال الجاني: بحقِّ خدَّيها ونحرِها (النحر ما فوق الصدر). قال الوالي: اضربْ. قال الجاني: بحقِّ ثدييها. قال: الوالي: اضربْ. قال الجاني: بحقِّ سُرَّتها. قال الوالي: ويلك، دعوه، لا ينحدر قليلًا!
قال يوسف بن خالد التيمي لعمرو بن عبيد: ما تقول في دجاجة ذبحت من قفائها؟ قال له عمرو: أحسِنْ. قال: من قفاؤها. قال: أحسِنْ. قال: من قفاءها. قال له: من عنَّاك هذا؟ قل من قفاها واسترِح!
ذكروا عن باديس بن حبوس من أمراء الأندلس أن عجوزا رفعت له يوما تشكي عقوق ابنها وأنه مد يده إلى ضربها فأحضره وأمر بضرب عنقه! فقالت له: يا مولاي ما أردت إلا ضربه بالسوط. فقال: لست بمعلم صبيان وضرب عنقه.