عددتُ دربًا للرحيل بذاتي،
ونسجتُ طوقًا حول نفسي،
من الوهمِ والخيالِ،
لأحتمي من واقعٍ كالأشواكِ،
يزرع في القلبِ ندوبًا لا تندمل.
في ليالٍ يتوسدني الصمت،
أرسمُ عوالم من ضوءٍ وظلال،
مدنًا من أحلامٍ مطوية،
لا يسكنها سوى طيفي الهائم،
يحدثني، ويواسيني بلطفٍ كالمطر.
أهربُ من ضجيج الأيامِ،
وأغزلُ أثوابَ الأمانِ من خيوط السراب،
أختبئ خلف ستار الوهم،
كعصفورٍ يحتمي بورقةٍ جافة،
ويظنها شجرةً تحميه من العواصف.
لكنني حين أفيق وأمد يدي،
ألمسُ طوقي المتلاشي كالرمال،
أدركتُ أنني أسيرُ هروبي،
وأن النجاة ليست في فرارٍ بائس،
بل في مواجهة الرياح والعواصف،
وأن العودة للطريق الحقيقي،
هي وحدها سبيل الحياة.
#محمدـسليمان 📝