🌾 زادُ المُبَـلّـغـيـن 🌾

#سلسلة_زاد_عاشوراء
#للمحاضر_الحسيني
#محرم_1442_هـ_2020_م

📍 #الموعظة_الثامنة_عشرة
الإقتصاد المقاوم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

💫③. طُرُق حُسن التدبير
🔸1. التنظيم والضبط
ونعني بذلك أن يعتمد المرء التخطيط الواضح للدخل والمصروف، بحيث يتناسب إنفاقُه مع دخلِه. وقد أشار أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى ذلك، بقوله: «حُسْنُ اَلتَّقْدِيرِ مَعَ اَلْكَفَافِ، خَيْرٌ مِنَ اَلسَّعْيِ فِي اَلْإِسْرَافِ» [9].

🔸2. عدم الإسراف
المراد من الإسراف في الاستهلاك: تجاوز الحدّ في الإنفاق؛ أي أنْ يتجاوز الإنسانُ المستوى المتعارَف في إنفاق المال، فينفق أكثر من حاجته، ويُسرِف في ذلك.
وقد تطرّق الإمام الصادق (عليه السلام) لهذا الأمر، حين قال: «رُبَّ فَقِيرٍ هُوَ أَسْرَفُ مِنَ اَلْغَنِيِّ؛ إِنَّ اَلْغَنِيَّ يُنْفِقُ مِمَّا أُوتِيَ، وَاَلْفَقِيرَ يُنْفِقُ مِنْ غَيْرِ مَا أُوتِيَ» [10].
ومن النتائج السيّئة الأخرى للإسراف والتبذير، ابتلاء الفرد والمجتمع بالفقر والحرمان.
عن الإمام الصادق (عليه السلام ): «إنَّ السَّرفَ يُورِثُ الفَقرَ، وَإنَّ القَصْدَ يُورِثُ الغِنَى» [11].

🔸3. أولويّات الإنفاق
عن الإمام الصادق (عليه السلام): «التَّقدِيرُ نِصفُ العيشِ» [12].
حُسن التقدير: يعني التخطيط الدقيق للأولويّات في الإنفاق، وهذا مرتبطٌ بشكلٍ واضحٍ بحُسنِ التدبير.

🔸4. الاعتدال
﴿وَٱلَّذِينَ إِذَا أَنفَقُواْ لَم يُسرِفُواْ وَلَم يَقتُرُواْ وَكَانَ بَينَ ذَٰلِكَ قَوَامًا﴾ [13].
والقتر -بالفتح فالسكون-: التقليل في الإنفاق، هو بإزاء الإسراف.
والقَوَام -بالفتح الواسط-: العدل، وبالكسر ما يقوم به الشيء.
والمعنى: وكان إنفاقُهم وسطًا عدلًا بين ما ذُكِرَ من الإسراف والقتر، فصدر الآية ينفي طرفَي الإفراط والتفريط في الإنفاق، وذيلُها يُثبِتُ الوسط [14].

💫④. آثار سوء التدبير
من المهمّ الإشارة إلى أنّ نفعَ حُسنِ التدبير وضررَ سوءِ التدبير لا يقتصران على حياة الإنسان بشكل فرديّ، بل يتعدّيان ذلك إلى المجتمع والدولة والأمّة!
وإذا لاحظنا تعابير الإمام عليّ (عليه السلام) في هذا الموضوع، فهي تكفي لمعرفة الآثار الخطيرة لسوء التدبير. وممّا ورد عنه (عليه السلام ): «سُوءُ التَّدْبِيرِ سَببُ التَّدْمِيرِ» [15].

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
#الهوامش

[9]. الليثيّ الواسطيّ، عيون الحكم والمواعظ، مصدر سابق، ص277.
[10]. الشيخ الكلينيّ، الكافي، مصدر سابق، ج4، ص55.
[11]. المصدر نفسه، ص53.
[12]. الشيخ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، مصدر سابق، ج4، ص416.
[13]. سورة الفرقان، الآية 67.
[14]. العلّامة الطباطبائيّ، الميزان في تفسير القرآن، مصدر سابق، ج15، ص240. (بتصرّف).
[15]. الليثيّ الواسطيّ، عيون الحكم والمواعظ، مصدر سابق، ص281.

🌿 #أنتهت ②

#اللهم_صل_على_محمد_وآل_محمد 🌹
~•~•~•~•~•~•~•~•~•~
https://t.center/ZADCOM

#سلسلة_زاد_عاشوراء
#للمحاضر_الحسيني
#محرم_1442_هـ_2020_م

📍 #الموعظة_الثامنة_عشرة
الإقتصاد المقاوم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

💫 #هدف_الموعظة
تعرّف مفهوم الكسب الحلال، وإدراك أهمّيّة التدبير في المعيشة، وآثار سوء التدبير.

💫 #محاو_ الموعظة
1. الكسب الحلال
2. أهمّيّة التدبير والتقدير في المعيشة
3. طرق حُسن التدبير
4. آثار سوء التدبير

💫 #تصدير_الموعظة
الإمام الصادق (عليه السلام): «ومِن الدِّينِ، التَّدبيرُ في المعيشَةِ» [1].

💫①. الكسب الحلال
من الأمور التي ركّزَت عليها الروايات في حُسن التدبير والتقدير في المعيشة، هو التكسُّب والكَسب والدخل الحلال.
وقد حُدِّدَت مصادر الدخل، في حديثٍ مرويٍّ عن الإمام عليّ (عليه السلام) في خمسة محاور، حيث قال (عليه السلام): «مَعايش الخلقِ خمسَةٌ: الإمارَةُ، والعِمارةُ، والتِّجارَةُ، والإجارَةُ، والصَّدَقاتُ» [2].

أمّا مقدار دَخْلِ الإنسان، فإنّه يختلف في كلّ زمانٍ ومكانٍ، فالاقتصاد الإسلاميّ لم يُعيّن معدّلًا محدّدًا له، لكنَّه أوجب أن يكون مصدره حلالًا.
لذا، قُسِّم الدخلُ، من حيث مصادر كسبه المختلفة، إلى نوعَين: دخلٌ حلالٌ، ودخلٌ حرامٌ.
وأكّدَت الروايات على ضرورة السعي في كسب لقمة العيش بطُرُقٍ مشروعةٍ، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): «العِبادَةُ سَبعونَ جُزءًا، أفضلُها طَلَبُ الحلالِ» [3].
وعنه (صلى الله عليه وآله) -أيضًا-: «طُوبَى لِمَن اكتَسَبَ مِن المؤمِنينَ مالًا مِن غَيرِ مَعصِيَةٍ» [4].

رُوِيَ أنّ رجلًا قال لرسول الله (صلى الله عليه وآله): يا رسولَ الله، أُحبُّ أن يُستَجاب دعائي. فقال (صلى الله عليه وآله): «طَهِّر مَأكَلتَكَ، ولا تُدخِل بَطنَكَ الحرامَ» [5].

💫②. أهمّيّة التدبير والتقدير في المعيشة
🔸1. علامة التديُّن
رُوِيَ أنّ رجلًا قال للإمام الصادق (عليه السلام): بلغَني أنّ الاقتصاد والتدبير في المعيشة نصفُ الكسب! فقال (عليه السلام): «لَا، بَل هُو الكسبُ كلُّهُ، ومِنَ الدِّينِ التَّدبيرُ في المعيشة» [6].

🔸2. كلّ الكمال
عن الإمام الصادق (عليه السلام): «الكَمالُ، كُلُّ الكَمالِ: التَّفَقُّهُ فِي الدِّينِ، وَالصَّبرُ عَلَى النّائبَةِ، وَتَقديرُ المعيشةِ» [7]، فإنّ عدم التقدير في المعيشة يؤدّي إلى إخلالٍ في الأسرة والمجتمع.

🔸3. صلاح المؤمن
وقد أكّد الإمام الصادق (عليه السلام): على هذه الحقيقة، بقوله: «لا يَصلُحُ المؤمنُ إلّا على ثَلاثِ خِصالٍ: التَّفقُّهِ في الدِّينِ، وحُسنِ التَّقديرِ في المعيشةِ، والصَّبرِ على النّائبَةِ» [8].

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
#الهوامش

[1]. الطوسيّ، الشيخ محمّد بن الحسن، الأمالي، تحقيق قسم الدراسات الإسلاميّة - مؤسّسة البعثة، دار الثقافة للطباعة والنشر والتوزيع، إيران - قم، 1414هـ، ط1، ص670.
[2]. الحرّ العامليّ، وسائل الشيعة، مصدر سابق، ج19، ص35.
[3]. الشيخ الكلينيّ، الكافي، مصدر سابق، ج5، ص78.
[4]. المصدر نفسه، ج8، ص169
[5]. الحرّ العامليّ، وسائل الشيعة، مصدر سابق، ج7، ص145.
[6]. الشيخ الطوسيّ، الأمالي، مصدر سابق، ص670.
[7]. الشيخ الكلينيّ، الكافي، مصدر سابق، ج1، ص32.
[8]. العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، مصدر سابق، ج75، ص240.

🌿 #تتبع ①

#اللهم_صل_على_محمد_وآل_محمد 🌹
~•~•~•~•~•~•~•~•~•~
https://t.center/ZADCOM