بنفسها تنقلُ عن الله مُباشرةً.. فهي لم تقلْ أنَّ رسولَ الله أخبرها، ولم تقلْ أنَّ جبرئيل أخبرها، وإنّما هي تنقل عن الله مُباشرة..!
يعني أنَّ الزهراء حاضرةٌ في المَحضر الإلهي وغير مُنفكّة عن المَحضر الإلهي.. وهذا هو المُراد مِن أنَّ الزهراء كائنٌ إلهي.. فلا يُمكن أن ينتسبَ نوعها إلى الكائنات البشريّة المَوجودة في العالم التُرابي.. ولا يُمكن أن ينتسبَ نوعها إلى كائنات العالم الجناني..
وإذا انتسبَ نوعها إلى النوع البشري أو إلى النوع الجناني فهو انتسابٌ عَرَضي.. والمُراد مِن الانتساب العَرَضي يعني أنَّ لحقيقةِ فاطمة مَظاهر وصُوَر.. لها صورةٌ بشريّة، ولها صُورةٌ جِنانيّة.. أمّا جوهرها وحقيقتها فتلك حقيقةٌ إلهيّة.
و هذهِ التسميّة "
الحوراء الإنسيّة" تُشيرُ إلى هذا المضمون: أنّها "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليها" لا هي مِن السِنخ البشري ولا هي مِن النوع الجِناني.. فهي حوراءٌ إنسيّة.
فهذا الإسم (
الحوراء الإنسيّة) هُو إشارةٌ لهذا النوع المُتفرّد الذي قالوا عنه "صلواتُ الله وسلامهُ عليهم": (لا يُقاسُ بآل مُحمّدٍ أحد) فهم نوعيّةٌ تختلف عن كُلّ الأنواع.. وهذا المعنى هو نفسه الموجود في حديث سيّد الأوصياء "صلواتُ الله وسلامهُ عليه" مع طارق بن شهاب.. وهو يصِفُ لهُ الإمام المعصوم فيقول:
(والإمامُ يا طارقُ بَشَرٌ ملكيٌ وجَسَدٌ سماويٌّ وأمرٌ إلهيٌ ورُوحٌ قُدسي ومقامٌ عليٌّ ونورٌ جليٌّ وسِرٌّ خفيٌ.. فهو ملكيُّ الذات إلهيُّ الصفات..)
ففاطمة "صلواتُ الله وسلامهُ عليها" حقيقةٌ إلهيّة، وليستْ كسائر المخلوقات الأخرى.
• قول النبيّ الأعظم (ففلقتُها فرأيتُ نُوراً ساطعاً ففزعتُ منهُ) النبيُّ لا يُفزعهُ شيء، ولكنّه عبّر بهذا التعبير لبيان عظمة هذا النور الذي خُلِقتْ مِنه الصدّيقة الكُبرى "صلواتُ الله وسلامه عليها".
الشيخ الغزي
┈✦••✦┈••✬••┈✦••✦┈
#الحوراء_الإنسية#الثقافة_الزهرائية