#في_روضة_القصص قصة الهجرة من العراق
#المجدد_الشيرازيثم إنا لما وصلنا الحدود العراقية السورية طالبتنا شرطة الحدود وبحسب القوانين الغربية الكابتة بإبراز الجوازات وتأشيرات الخروج والدخول، فعرضناها عليهم.
فأشكلوا في جواز وتأشيرة خروج أخي آية الله السيد صادق، ثم أوقفوه ونقلوه إلى السجن عندهم !
فكان الأمر دائراً بين البقاء معه، أو أن نستمر في السفر!
وبما أن بقائي معه لم يكن مؤثراً في خلاصه، بل لعله كان يوجب معرفة الاستخبارات العراقية بنا، فيستردوننا معاً ويسجنوننا ويعذبوننا، كما كان عليه دأبهم سابقاً، وهو شأنهم الآن أيضاً في سجن كل إنسان عالم ومتدين وتعذيبه والتنكيل به.
بالاضافة إلى أنه ربما كانوا يقتلوننا كما كانت هي عادتهم فيما مر، وطبيعتهم في هذا اليوم أيضاً، فقد قتلوا فيما مضى خطيب العراق الحسيني الشهير الشيخ
#عبد_الزهراء_الكعبي رحمه الله قارئ مقتل الإمام الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء، وكثيراً من أمثاله وأترابه، كما وقد قتلوا اليوم واغتالوا جماعة من العلماء الأعلام كسماحة الشيخ البروجردي، وسماحة الشيخ الغروي، وسماحة السيد بحر العلوم، وسماحة السيد الصدر الأول والثاني (قدس الله أسرارهم)، وكثيراً من أضرابهم، وذلك في قصص مشهورة وبشكل مسرحيات مكشوفة ومعروفة.
مضافاً إلى أنه كان ينبغي لنا أن نذهب لنتصل ببعض الأصدقاء لكي يعملوا لخلاص الأخ من المشكلة.
*العزم على مواصلة السفر*
أجل، لقد واصلنا السفر، بعد ما أصرّ أخي آية الله السيد صادق على ذلك.
وقد تضرعت إلى الله تعالى وتوسلت بأوليائه محمد وآله الطاهرين (صلوات الله وسلامه) عليهم أجمعين أن يشفعوا لنا في خلاص أخي آية الله السيد صادق.
ثم استطعت أن أرسل خبراً إلى كربلاء المقدسة، إلى جناب السيد سعيد الثابت، وأطلعته على أن أخي مسجون في مدينة الرطبة الحدودية.
وكان المرحوم السيد سعيد الثابت رجلاً ذا وجاهة عريضة، ومكانة اجتماعية كبيرة جداً، وقد رشّحته الحكومة ذات مرة للمجلس العراقي لمكانته ووجاهته.
ولما عرف السيد سعيد بالأمر ركب السيارة وجاء إلى الناحية الحدودية: الرطبة، متحملاً أعباء تلك السفرة الطويلة، وعناء ذلك الطريق الطويل.
وحيث كانت له معرفة سابقة بمدير الناحية في تلك المنطقة ذهب إليه مباشرة، فاستقبله مدير الناحية واحترمه احتراماً كبيراً وطلب منه أن ينزل ضيفاً عنده.
وبعد التعارف والتكارم اقترح السيد سعيد على مدير الناحية أن يزور معه معالم المنطقة ومناظرها، فلبى المدير طلب ضيفه الكريم، وزار معه معالم المنطقة وآثارها، ومن جملة تلك المعالم التي اصطحب المدير ضيفه الكريم إلى زيارتها كان هو سجن الناحية، الذي كان هو الهدف الأول والأخير لزيارة السيد سعيد من الناحية.
وفي السجن لما رأى السيد سعيد، آية الله السيد صادق تقدم إليه وحياه بحرارة فائقة وأخذ يقبّل يده بتواضع كبير، فتحير مدير الناحية من هذا العمل والتواضع الكبير تجاه هذا السجين وسأله بتعجب: من هذا؟
فأجابه السيد سعيد: إن هذا أحد العلماء الكبار، والشخصيات الاجتماعية البارزة، ثم أخذ يصفه بأوصاف جليلة وعظيمة مما اضطر مدير الناحية على إثرها أن يأمر بإطلاق سراحه، وذلك بعد أن بقي في السجن مدة ليلتين.
#مقتبسات من كتاب
#كيف_ولماذا_اخرجنا_من_العراق #المرجعية_الشيرازية#المجدد_الثاني#السيد_محمد_مهدي_الحسيني_الشيرازي_اعلى_الله_مقامه للاشتراك في قناة الموقع على التلجرام:
https://t.center/alshirazzilib