#في_روضة_القصص #في_روضة_العلماء 🌻 يزور عدوّه فينقلب وليّاً حميماً
نقل لي أحد الأشخاص ـ وكان هو الواسطة بين السيّد أبي الحسن الإصفهاني رحمه الله وشخص آخر لا أعرفه كان يكيل السباب والشتائم للسيّد أي كان شانئاً له ـ قال:
في أحد الأيّام قلت للسيّد أبي الحسن الإصفهاني ـ وكان قد بلغه أمر الرجل ـ : ماذا نصنع معه؟ قال: أنت صديقه، فلا بأس أن تغتنم إحدى المناسبات لنذهب معاً إلى زيارته.
فقلت له: سيّدنا أتزوره ؟
قال: نعم.
فسررت كثيراً لذلك لأنّي كنت أُحبّ أن تحلّ المشكلة، لأنّ ذلك الشخص كان صديقاً وكان شخصية اجتماعية أيضاً، وكان السيّد مرجعي في التقليد، فكنت أستاء كثيراً من تصرّف ذلك الصديق.
وكلّما ذكرت اسم السيّد عنده لأُقنعه بزيارة السيّد له، كان ينفعل ولا يدع مجالاً لذلك، حتّى مرض في أحد الأيّام، فأخبرت السيّد الإصفهاني بالأمر وقلت له: إنّها فرصة مناسبة. وجئت للرجل وقلت له: أنت مريض والناس يعودونك، فربما يعودك السيّد أبو الحسن الإصفهاني.
فإذا به يلتفت إليّ ويقول: بعد أن بلغه منّي ما بلغ ؟ لا أظنّه يفعل.
قلت: أنت تعرف السيّد فهو يزور الجميع، ويعود المرضى.
ثمّ التفتُّ إليه وقلت: هب أنّ السيّد جاء لعيادتك ماذا أنت صانع ؟
قال: أُهينه والله، ولا أقوم له.
قلت له: هب أنّه ليس من وصايا الإسلام الأكيدة احترام المؤمن، ولنفرض أنّك لا تلتفت لكونه عالم دين ومن سلالة البيت النبوي الطاهر، ولكن هل يسوغ لك أن تهين شخصاً جاء لزيارتك وحلّ ضيفاً عليك وأنت رجل عربيّ ؟!
فتأمّل هنيهة ثمّ قال: إذن لا أُهينه، ولا أقوم احتراماً له.
فذهبت إلى السيّد وأخبرته بالقضية وجئنا سوية لعيادة الرجل، وحينما دخلنا تظاهر أنّه لا يستطيع القيام من شدّة المرض مع أنّه كان يستطيع، وأخذ يتثاقل في جواب السيّد ولا يجيب إلا بقدر الضرورة، ولكن السيّد ظلّ يلاطفه ويسأل أحواله وهو يجيب بكلّ برود.
واستمرّ السيّد بملاطفته بأخلاقه الحسنة بحيث عندما خرج قام الرجل لمشايعته إلى الباب، وسألته بعد ذلك: كيف وجدت السيّد ؟ قال: بعد إمام الزمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف لا شخص أفضل منه على الإطلاق!
وهكذا صار هذا الشخص وليّاً حميماً للسيّد بعد أن كان عدواً لدوداً؛ لأنّ السيّد رحمه الله عمل بقوله تعالى: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).
📗من كتاب:
#القصص_والمواعظ#المرجع_الشيرازي_المرجعيةللاشتراك في قناة الموقع على التلجرام:
https://t.center/alshirazzilib