حفل التخرّج من
#شهر_الله•رابعاً: التوصيات:
وهي ناتجة عن تقييم المشاركة في
شهر رمضان، ويمكن تلخيصها في ثلاثة عناوين:
1- اكتشاف يحتاج إلى تثبيت:
فقد اكتشفنا في
شهر رمضان أنّ إرادتنا يمكن أن تتغلّب على شهواتنا من أكل وشرب وتدخين وغيرها، فصمنا عنها، وكرَّرنا الصيام شهراً كاملاً تغلّب فيه سلطان العقل على الشهوات. وهذا أمر يجب أن نستثمره في إبقاء غلبة العقل والإرادة، لنقف عند حدود
الله تعالى، ولننطلق فيما أحبَّ
الله عزّ وجلّ.
2- عادات بحاجة إلى مداومة:
فقد اعتدنا في
شهر رمضان على عبادات يحبّها
الله تعالى، وعلينا أن نداوم عليها بعد
شهر رمضان:
أ- اعتدنا على صلاة الصبح في أوّل وقتها أداءً لا قضاءً، لعلّنا نداوم على ذلك بعده.
ب- واعتدنا أن نستيقظ في وقت السحر المبارك، لعلّنا نكمل الاستيقاظ في هذا الوقت للتقرّب إلى
الله تعالى بالنوافل، ولو في ليلة الجمعة من كلّ أسبوع.
ج- واعتدنا أن نقرأ القرآن الكريم، لعلّنا نستكمل ذلك بقراءته كلّ يوم، فالمؤمن ينبغي أن يقرأ كلّ يوم خمسين آية.
فعن الإمام أبي عبد
الله عليه السلام: "القرآن عهد
الله إلى خلقه، فقد ينبغي للمرء المسلم أن ينظر في عهده، وأن يقرأ منه في كلّ يوم خمسين آية"(10).
د- اعتدنا أن نداوم على الحضور في المساجد، التي ورد فيها عن
الله عزّ وجلّ:
"إنّ بيوتي في الأرض المساجد، فطوبى لعبد تطهَّر في بيته، ثمّ زارني في بيتي، ألا إنّ على المزور كرامة الزائر"(11).
هـ- اعتدنا أن نجلس كأسرة على مائدة الإفطار، جلسة كان النبيّ صلى
الله عليه وآله وسلم يفضّلها على الاعتكاف في المسجد النبويّ المبارك(12).
كم نحن بحاجة إلى أن نحافظ على تماسك الأسرة وتطوّرها، ونحن في هذه الأيّام نواجه حرباً ناعمة تُمارس على مجتمعنا مستهدفةً الأسرة بهدف القضاء على المنعة الاجتماعيّة.
و- اعتدنا على التواصل الاجتماعيّ مع الأرحام والجيران والأصدقاء، من خلال إفطارات وسهرات وجلسات يُذكر فيها
الله تعالى، وهذا ما يُحصِّن المجتمع، ويزيد في منعته ويرقّيه في كماله. مضافاً إلى الاستفادة الكبيرة من ثواب زيارة المؤمن التي ورد فيها: "من زار مؤمناً فكأنّما زار
الله تعالى"(13).
ز- اعتدنا أن نلتفت أكثر إلى المحتاجين من فقراء ومساكين وأيتام، بما يحقّق ما يحبُّ
الله تعالى من التكافل الاجتماعيّ.
3- مكتسبات بحاجة إلى محافظة:
في
شهر رمضان، كَسْبٌ كثير وربحٌ وفير، كانت الآية فيه بقرآن، وصلاة الفريضة بسبعين، والنافلة ببراءة من النار، ووصل الرحم وصلاً لرحمة
الله تعالى عند اللقاء، والصلاة على محمّد وآل محمّد تثقيلاً لميزان العبد يوم القيامة، وغير ذلك كثير، وهذا ما يجب المحافظة عليه، من خلال عدم إحراقه بفعل الحرام..
لقد زرعنا في
شهر رمضان، وعلينا أن نحافظ على زرعنا الكثير، فقد ورد عن رسول
الله صلى
الله عليه وآله وسلم أنّه قال:
"من قال: سبحان
الله، غرس
الله له بها شجرة في الجنّة،
ومن قال: الحمد لله، غرس
الله له بها شجرة في الجنّة،
ومن قال: لا إله إلّا
الله، غرس
الله له بها شجرة في الجنّة، ومن قال:
الله أكبر، غرس
الله له بها شجرة في الجنّة،
فقال رجل من قريش: يا رسول
الله، إنّ شجرنا في الجنّة لكثير.
قال صلى
الله عليه وآله وسلم: نعم، ولكن إيّاكم أن ترسلوا إليها نيراناً فتحرقوها؛ وذاك أنّ
الله عزّ وجلّ يقول:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُم﴾ (محمد: 33﴾(14).
الشيخ د. أكرم بركات
حفل التخرج من
شهر الله (بتصرف)
10.الكافي، الكليني، ج2، ص609.
11.من لا يحضره الفقيه، الصدوق، ج1، ص239.
12.ميزان الحكمة، الريشهريّ، ج2، ص1186.
13.العقد الحسيني، البهائي العاملي، ص6.
14.الأمالي، الصدوق، ص705.
t.center/read4uu