#الدفاع_عن_القرآن_الكريموممّا يذكر في هذا الصدد أن يعقوب بن إسحاق الكندي المعروف بفيلسوف العرب، كان قد بدأ في تأليف كتابٍ يدعي فيه وجود تناقضات في القرآن الكريم، فوصل الخبر إلى الإمام عليه السلام، فصادف أن دخل على الإمام أحدُ تلامذة الكندي فقال له عليه السلام:
أما فيكم رجلٌ رشيد يرَدَعُ أستاذكم عمّا أخذ فيه من تشاغله بالقرآن ؟
فقال التلميذ : نحنُ من تلامذته، كيف يجوز منّا الاعتراض عليه في هذا أو في غيره ؟!
فقال له عليه السلام: أتؤدّي إليه ما أُلقيه إليك ؟
قال : نعم.
قال : فصِرْ إليه، وتلطَّفْ في مؤانسته ومعونته على ما هو بسبيله، فإذا وقعتِ الأُنسَةُ في ذلك، فقل : قد حَضَرتْني مسألة أسألكَ عنها. فإنّه يستدعي ذلك منك،
فقل له : إن أتاكَ هذا المتكلم بهذا القرآن، هل يجوز أن يكون مرادُه بما تكلَّم به منه غير المعاني التي قد ظننتَها أنك ذهبتَ إليها ؟
فإنه سيقول : إنَّهُ من الجائز؛ لأنه رجلٌ يفهمُ إذا سمعَ،
فإذا أوجب ذلكَ فقلْ له : فما يُدريك لعلَّهُ قد أرادَ غير الذي ذهبتَ أنتَ إليه، فتكون واضعاً لغير معانيه !
فذهب التلميذ إلى أستاذه وتلطَّفَ إلى أن ألقى عليه هذه المسألة.
فقال له: أعِدْ عليَّ !
فأعاد عليه، فتفكَّر في نفسه، ورأى ذلك محتمَلاً في اللغة، وسائغاً في النظر.
فقال : أقسمتُ عليكَ إلّا أخبرتَني مِن أين لكَ هذا ؟
فقال : إنّه شيء عَرَضَ بقلبي فأوردتُه عليك،
فقال: كلّا، ما مِثلك مَن اْهتدى إلى هذا ولا مَن بلغَ هذه المنزلة، فعرِّفْني مِن أينَ لَكَ هذا ؟
فقال : أمَرَني به أبو محمد « يقصد الإمام العسكري»،
فقال : الآن جئتَ به وما كانَ ليَخرُجَ مثلُ هذا إلّا مِن ذلكَ البيت.
ثم أمر الكندي بما ألفه ودعا بالنار فأحرق ما ألفه من الكتاب.
#الإمام_العسكري ع..
#دروس_وعبرالكاتب:
#بشير_البحرانيtelegram.me/read4uuwww.facebook.com/read4uu/https://www.facebook.com/read4uu/photos/a.941342562554510.1073741828.941333179222115/1007755669246532/?type=3&theater