View in Telegram
إستبرق🦋 "نبتة🌱"
سبحان الله وبحمده.. . ما يُهذب النفسَ الجامحة -التي أوجعها التيهُ وظلمةَ الطريق حتى أنَّها لا قوَّة لها حتى على أبسط العبادات- ما يُهذِّبُها شيء كتهذيبِ الدعاء لها.. . فإن وسوسَ إليها الشيطان في دعائِها أنك يا نفسُ منافقة، وتدعينَ دعاءَك هذا لتستجلبي خيراتِ…
تذكَّرتُ كعب بن مالك وصاحبيه لما قال الله عز وجل فيهم..

"وعلى الثلاثة الذين خُلِّفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرضُ بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم"

وأيضا قول الله عز وجل "إن الحسنات يُذهبن السيئات.."

وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار"
وقوله: "وأتبع السيئةَ الحسنة تمحها"
.
أقذار الذنوب هذه تفتك بالقلب فتكًا ومع ذلك إن استحالَ على القلبِ البقاء على فطرته وتلوَّث داخله وخارجه بها فالله عز وجل كريم ودود قريب واسع المغفرة وهو الغني ذو الرحمة على كل شيء قدير، حتى وإن تغير في القلب خير فطره الله عليه هو قادرٌ أن يُعيدَه على فطرته التي فطرها عليه أول مرة..

سبحانه من رحمته جعل التوبة تجبُّ وتمحوما قبلها حتى من الكبائر، حاشاه أن يتركَ القلب على حالة السوء التي لوثتها المعاصي بعد أن تاب صاحب القلب. وهذا ظننا برب العالمين...

أوليست عقيدتنا أن الإيمان يزيد وينقص، يزيدُ بالطاعة وينقص بالمعصية!
وهذا حالُ القلبِ يا هداكَ الله؛ ما بينَ فتورٍ وجمود وقسوة تزداد حدة يومًا بعد يوم ولا يذيبها إلا الإنابة إلى الملك تبارك وتعالى واستغفاره عز وجل، وبينَ قلب نقي صافٍ ذاق حلاوة الإيمان وليس أبغض إليه من معصية خالقه عز وجل.

"والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلًا عظيما* يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا"
.
الخميس ١٢ من جمادى الأولى ١٤٤٦
Telegram Center
Telegram Center
Channel