"الحياة مع القرآن مختلفة عن الحياة قبله مع مرور الوقت ستلحظ كيف أن أخلاقك ألفاظك تفكيرك طموحاتك .. سلامة قلبك مختلفة عن ذي قبل حتى علاقتك مع الله تصبح أقوى وأمتن ، تتضاءل الهموم أمامك عينيك وتدكّها بركة القرآن وما ضرّ لو فقدت ما فقدت وما زال القرآن يسكن جوفك وأحشائك".
أبشر بالذي يسُرُّك هذا يومك الذي كنتتُوعد، فيقول له: من أنت؟ فوجهك الوجه يجيء بالخير فيقول: أنا عملك الصالح، فيقول: ربِّ أقِمِ الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي) ..!
وفي الحديث : (فينادي منادٍ في السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة، وافتحوا له بابًا إلى الجنة، قال: فيأتيه من رَوحها وطِيبها ويُفسح له في قبره مَدَّ بصره، قال: ويأتيه رجل حَسَنُ الوجه حسن الثياب طيِّب الريح فيقول:
حينما تُعاد الروح إلى جسدها الذي كانتفيه، يُسأل صاحبها في القبر فيثبِّته الله بالقول الثابت، ويُفسح له في قبره مَدَّ البصر، فهذه الفترة بالنسبة للمؤمن أول رحلة السعادة الأبدية، حيث يُبشَّر بالجنة والنعيم المقيم، ويُكتب كتابه في عليين، وهنالك تفرح روحه وتسعد، فلا تشقى أبدًا.
تنتهي آلام المؤمن بخروج الروح وبسكرات الموت،فالملائكة تتنزل على المؤمن تبشره وتطمئنه بمغفرة الله ورضوانه، ثم يسهّل الله قبض روحه فتسارع الملائكة، يتلقونها يحنطونها ويطيبونها، ثم يصعدون بها وهي سعيدة إلى ربها سبحانه، فيقول الله عز وجل:(اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوخ إلى الأرض)
عن مجاهد، قوله: ﴿ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا ﴾، قال: "لا تخافوا ما تقدُمون عليه من أمر الآخرة، ولا تحزنوا على ما خلَّفتم من دنياكم من أهل وولد، فإنا نخلُفكم في ذلك كله"؛ تفسير الطبري.
وفي حديث عمَّار بن ياسر رضي الله عنهعن النبي ﷺ : (أسألك لذَّة النظر إلى وجهِك، والشوق إلى لقائك، في غير ضرَّاء مضرَّة، ولا فتنة مضلة). يقول الله تعالى:﴿إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون﴾.
لا يخاف المؤمن من الموت؛ لأن الحياة الدنيا سفرٌ والموت راحة ووصول للغاية، وانتهاء لتكاليف العبد المكلَّف، فليس عند المسافر إلا هم الوصول، فالموت راحة للمؤمن، فقد نجح في اختبار الدنيا ولم تخدعه محطات الطريق، فهو في راحة ينتظر تسلُّمَ الجائزة .
"دخل رجل على الإمام أحمد بن حنبل وهو مريض. وكان يئنّ من المرض.. فقال له: يا أبا عبدالله.. إنَّ فلاناً من التابعين كان يقول: إن المَلَكَ يكتب حتى أنين المريض ! فتوقف الإمام أحمد رحمه الله عن الأنين يتصبّر ويتحمل المرض."