الاكتئاب هو اضطراب نفسي مُعقد يعكس تأثيرات طويلة الأمد على الدماغ على مستويات هيكلية ووظيفية، وليس له علاقة بالحالة الإيمانية، بل إنه قد يقود لفقد تلك الحالة.
في السنوات الأخيرة أظهرت الدراسات العديد من الاكتشافات المهمة في هذا المجال:
1- التغيرات الهيكلية في الدماغ لدى مرضى الاكتئاب:
- انخفاض حجم بعض المناطق الدماغية: هناك تزايد في الأدلة التي تشير إلى أن الاكتئاب يمكن أن يؤدي إلى انخفاض في حجم بعض المناطق الدماغية، مثل القشرة الأمامية الجبهية (Prefrontal Cortex) والحصين (Hippocampus) الحُصين مهم في معالجة الذكريات والتعلم، وقد أظهرت الدراسات أن مرضى الاكتئاب يعانون من انكماش الحُصين، وهذا مرتبط بالضعف في الذاكرة والقدرة على التعلم.
- وفي (Anterior Cingulate Cortex): تم ربط التغيرات في هذه المنطقة بتقليل القدرة على تنظيم العواطف والردود النفسية على المحفزات السلبية، مما يساهم في ضعف نشاط هذه المنطقة في المشاعر المستمرة بالحزن والعجز، فشعور المكتئب بتلك الحالة ليس بسبب نقص الإيمان وإنما بسبب خلل عضوي عضوي في الدماغ.
وفي (Parietal and Insular Cortex): تشير الأبحاث إلى تغيرات في تلك المنطقة، وهو ما قد يساهم في الشعور بالإرهاق الذهني والعاطفي وعدم القدرة على التركي، والمضي قدماً.
2- التغيرات الوظيفية في الدماغ:
- النشاط الكهربائي (التغيرات في عمل الشبكات الدماغية): أظهرت الأبحاث أن مرضى الاكتئاب يعانون من تغيرات في نشاط الشبكات الدماغية:
- في (Default Mode Network - DMN): تزداد نشاطًا في حالة الراحة والانعزال، مما يساهم في التفكير المفرط أو "التوهم السلبي" ، زيادة النشاط في هذه الشبكة قد تعزز الدورة السلبية التي لا تنتهي من الأفكار المحبطة، فما علاقة التفكير السلبي المسؤول عن خلل في تلك الشبكة بالحالة الإيمانية؟!
- التوازن بين الدوبامين والسيروتونين: تغيرات كيميائية في مستويات النواقل العصبية مثل الدوبامين والسيروتينين، تلعب دورًا مهمًا في الاكتئاب، أظهرت الدراسات أن هناك نقصًا في هذه النواقل في مناطق الدماغ المسؤولة عن المكافأة والتحفيز، مما يفسر الشعور باللامبالاة والعجز، واليأس لدى مرضى الاكتئاب، فالمكتئب قد يفقد القدرة على أداء عباداته وأوراده بسبب نقص تلك الهرمونات، وبالتالي هل يعقل أن يكون الاكتئاب سببه ضعف الايمان؟! أم أنه بالفعل سيؤدي لضعف الإيمان!!
3. التغيرات في التواصل بين مناطق الدماغ:
- التهديد المفرط: المناطق التي تتحكم في استجابة الجسم للتهديد (مثل اللوزة الدماغية أو Amygdala) تصبح أكثر نشاطًا في المرضى المكتئبين، هذا يعزز ردود الفعل المفرطة على المحفزات السلبية، وزيادة أعراض التوتر والقلق.
4- الدور المحتمل للالتهابات العصبية:
أظهرت بعض الدراسات أن الالتهاب العصبي يمكن أن يكون أحد العوامل التي تؤدي إلى التغيرات الهيكلية والوظيفية في دماغ المرضى المصابين بالاكتئاب،
وأيضاً تم ربط زيادة مستويات البروتينات الالتهابية بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب.
ودي بعض المراجع التي يمكن الاطلاع عليها لو محتاج تفاصيل أكتر:
- Drevets, W.C. et al. (2018). "Prefrontal-hippocampal dysfunction in major depressive disorder." *Nature Reviews Neuroscience*.
- Meyer, B. et al. (2021). "Brain structural and functional correlates of treatment response in depression." *NeuroImage: Clinical*.
#الاكتئاب 1