بعدما بيّنا أن الاكتئاب مرض مستقل يضرب في أعماق الروح والجسد، ونقص الإيمان ليس سببًا فيه أو سببًا لزيادة حدة أعراضه، بل قد يؤدي الاكتئاب لفقدان تلك الحالة الإيمانية ويؤثر بشكل مُميت على الجانب الروحاني للإنسان. فلا يقول عاقل بأن المرض العضوي سببه نقص الإيمان!! وكما أثبتنا في أكثر من منشور أن المرض النفسي سببه تغيرات في بنية الدماغ وتداعياته على المدى الطويل مميتة! فلا يُعقل أن نقول أيضاً بأن المرض النفسي -الاكتئاب مثالاً وليس حصراً- سببه نقص الإيمان!!!! ربنا تبارك وتعالى لا يُعجزه شيء، يقول للشيء كن فيكون، فهل يُعقل أن يعظم عليه -حاشاه- شفاء مريض؟ بالتأكيد لأ! فلا تعارض أصلاً بين كون الشفاء بيد الله تبارك وتعالى، وفي كتابه، وبين أن المرض -النفسي أو العضوي- له علاجاته وأدويته وأسبابه التي أنشأته. فلا نقول مثلا للمريض مرض عضوي اقرأ قرآن أو تقرب لله ودَعْ عنك العلاجات التي خلقها الله رحمة لعباده، ولكن نقول له تقرب لله، تضرع بين يديه سبحانه طلباً للشفاء، اقرأ القرآن بنية الشفاء، ومع ذلك لا تُهمل علاجاتك التي هي من جملة الأسباب المشروعة. وبالضبط هذا هو الحال مع المرض النفسي، نقول للمريض النفسي -بالاكتئاب مثالاً وليس حصراً- تقرب لله، ادعُ الله أن يشفيك ويُعافيك، اقرأ القرآن، ولكن لا تُهمل مراجعة طبيبك وأخذ علاجاتك وأدويتك التي هي من جملة الأسباب المشروعة. أرجو أن تكون الصورة قد اكتملت. 🙏 #الاكتئاب 4