بَعد بنا العهد عن أخذ سورة البقرة؛ فلا تنسوا أن الحبيب صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة
فَـ هلموا إلى ما فيه صلاحكم في الدنيا والآخرة، واستغلوا طولها وكثرة حروفها لإدخار الحسنات.. نسأل الله أن تكون حسنات متقبلات، للذنوب ماحيات، وفي نصر الأُمة شريكات، وبهن برحمة الله النجاة
أعلم أنك تتآكل، يؤلمك ذنبك، تذيب قلبك عدم استقامتك، تتشوق للإنجازات الكُبرى، تشعر بنفاذ طاقتك، تتكهن أن الأسباب مؤدية للضياع بمنظورك الخاطئ؛ هون عليك، لن أملَ أن أقول لك استمتع بكونك عبد لِـ ربٍ رحيم سبحانه وبحمده، هو على كل شيء قدير، بيده مقادير السماوات والأرض، وخزائنهما، وقلوب الأحباب، ونواصي الأشرار، والنفع والضر، والمستحيلات ما عليك إلا أن تتوكل عليه توكلاً تامًا مهما كانت المعطيات من حولك تحاول جرك لليأس لا بأس حاول من جديد لا بأس.
إلى الهائمين على وجوههم يستحييون من ربهم سبحانه وبحمده أن يناجوه، وهم عصاة..
ذُكر في كتاب الزهد.. أن سيدنا آدم لما بدت عورته إثر ذنبه، وكانت لا تبدو له فرَّ هاربًا... فناداه ربه: أَ مني تفر؟ قال: أي ربِّ لا أستحييك قال؛ فناداه: وإن المؤمن يستحيي ربه من الذنب إذا وقع به؛ ثم يعلم بحمد الله أين المخرج يعلم أن المخرج في الاستغفار، والتوبة إلى الله
يا بني إن الآلام تشتد على الفرد الذي أراد رضا ربه، ونصرة دينه بِـ اشتداد آلام الأمة، ونزيف المستضعفين من المسلمين أتدري ربما دخلت الجنة برحمة الله تعالى بهذا الحزن على أخوانك، وبهذه الجراح، والله واسع كريم تصَّبر كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم، فيرزقك الله تعالى الصبر، والصبر ضياء هذا ولا أملك لنفسي ولك إلا أن أوصيك بتقوى الله، والصبر، والدعاء ومختصر هذا كله بكثرة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي مدعاة للتقى، وصبر جميل، ودعاء طيب، والحمدلله
مهما تعبت، انشغلت، استبسل شيطانك ليثنيك عن الصالحات
تبرأ من حولك وقوتك إلى حول الله وقوته، وجوِّد فروضك ما استطعت، ولا تترك أذكارك لأنها ثغرة يتمكن من خلالها شيطانك واجعل لك على الأقل ساعة من الزمان تذكر الله فيها، وتتلو القرآن.
أكثر ما يشكو الناس منه اليوم: -الذنوب -تضييع الوقت -عدم الرغبة بالإنجاز -الثقل في تأدية العبادات -الحالة النفسية السيئة -الحالة الصحية المُتعِبة
بحساب بسيط جدًا؛ إن حسبت كم تعطلك هذه الأمور إن أصابتك ستجد بدون مبالغة أن النهار وجل الليل قد يضيع في التصفح، أو ذنب يلازمك، أو كسل، أو تعب
فإن قلت لك استفتح يومك بألفي حوقلة على الأقل إلى خمسة آلاف حوقلة ويمكنك أن تُكثر َ ستقول لي هذا تعجيز، ولا أستطيع، ووقتي، وووو
ومن يقدر؟ الإنسان ليس بنفسه بل بحول الله وقوته
٥٠٠ من لا حول ولا قوة إلا بالله إن اعتدت عليها = ٦ دقائق ٢٠٠٠ = ٢٥ دقيقة تقريبًا... وهذا زمن قليل جدًا بالمقارنة مع ما قد تضيعه إثر ما ألم بك
- حملة العرش وهم ملائكة، وأوصافهم حسب الأحاديث مُخيفة في القوة والعملقة يستعينون بلا حول ولا قوة إلا بالله - الحوقلة تدفع عنك كل شر، ولله المثل الأعلى أنت لو استعنت ببشري أقوى منك تحل مشاكلك بأمر الله تعالى، فما بالك بالاستعانة بحول الله وقوته - الحوقلة كالسِحر ومن عرف يعلم أن هذه ليست مبالغة وربما أنجح وصف للإنسان بعد الحوقلة هو أنه يكون ضعيف مرمي على الأرض ثم يتحول لسوبر مان، كل شيء يصبح بين يديه كالماء سهولة بأمر الله تعالى
لم يجب عليك أن لا تترك وردك من القرآن وقت أزمات الأمة...
1. ببساطة أنت عندما تقرأ الحرف بحسنة، والحسنات ماحيات للذنوب تساهم في عتادنا في حرب عدونا وهي قلة الذنوب
2. كلام الله تعالى تأثيره ليس كأي مواساة ولا أي أحد، وليس هناك كلام يسمو لأثر القرآن في روحك، ونفسك، وبدنك الذين ينهارون حُزنًا على أخوانهم، وقهرًا للعجز الذي نحن فيه
3. في زماننا هذا قل التأمل في أقدار الله، والقرآن سيجعلك تفعل هذا رغمًا عنك؛ فيزداد يقينك وإيمانك
4. أنت تتحصل بتلاوتك الشفاء، تشفى من أمراض بدنك التي أقعدتك، وَعِلات نفسك التي قيدتك، وما عاثه الشيطان في روحك من فساد؛ فتصبح أقوى وهذا المطلوب في المعركة على كافة الصعد
5. القرآن نور، هدى، موعظة، يُسددك ويرشدك؛ فهذه بأمر الله تعالى خطوات لإصلاحك وهذا الأصل الذي نحتاجه في كل معركة
اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا.
يُذكر أن موسى عليه السلام طلب من الله تعالى حاجة (يعني دعا بها) فأبطأت عليه؛ فقال موسى عليه السلام: ما شاء الله؛ فأتته سريعًا فتعجب لهذا فأوحى له الله تعالى: أما علمت أن قول ما شاء الله أنجح ما طُلِبت به الحوائج.
اللهم إنا نسألك كل حوائجنا، ورأسها فك كرب أخواننا في غزة والسودان وكل مكان نسألك بأنك الصمد عالمين أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وما كان أمرك تمضه وأنت القدير
عن الصنابحي.. أنه سمع أبو بكر الصِّديق - رضي الله عنه - يقول: (إنَّ دعاءَ الأخِ لِأخيهِ في الله - عزَّ وجل- يُستجاب)
فَمن قدر على الدعاء، وفتح الله له؛ فليحمد الله، وليُصلِ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وليدعو لأخوانه المستضعفين، والمكروبين، ولا ينسانا وأهلينا والمسلمين.
إذا شعرت بِـ انعدام رغبتك في فعل أي شيء مهما كان بسيطًا، وشعرت بالكسل والخمول فلا تترك الحوقلة فهي دواؤك بأمر الله تعالى، وشفاء علتك الحوقلة كالسِحر في أثرها على بدنك، ونفسك، ورغبتك بالإنجاز
من أراد أن ينجز مهامه دون أن يشعر، فليلزم سورة البقرة والحوقلة وليُكثِر!
ما غفلت عنه خلال يومك أن ذنوبك وكل الله بها مَلكًا يكتبها، والحسنات تمسحها، والاستغفار يطمس أثرها
فلا تنم إلا أن تعتذر بصدق عن ذنبك وتقصيرك وتزاحم هذا كله بالحسنات
ومشاريع الحسنات اليسيرة العظيمة: - 100 سبحان الله وبحمده - 100 لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير - القرآن وكل حرف حسنة - تكرار سورة الإخلاص
إن الأهوال على المستضعفين من المسلمين تشتد، وهذا يُقابل كما أمرنا الشرع بما يستطيعه المرء من النُصرة، وأعظمها الدعاء، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاء ومنها قلة الذنوب، والصلاة والسلام على سيد المرسلين تُقللها بالغفران ومنها إصلاح النفس وإقالتها همومها، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم تفعل ذلك بأمر الله تعالى
فَـ اعمد إلى نفسك فعاجلها بالإصلاح وتخفيف الهموم والذنوب نصرة للأمة، بعد أداء واجب الدعاء لأخوانك وكل ذلك بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
اللهم صلِ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما آن الأوان لتقف على قدميك؟ أعلم أن السؤال أتاك بغتة، وأن الآلام أقعدتك، وأشعر بتذكرك آخر وقفة كيف كُسِرَ بعدها ظهرك، وخاطرك لكن الجابر لكسرك هو الله تعالى؛ فلا تخف، ولا تتردد، واجمع عزمك أن تقف مجددًا لتصنع مجدك الخاص كعبدٍ لله عز وجل، وتابعٍ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولبنة أساس في تطبيق هذا الدين، وبناء هذه الأُمَّة، وعتاد في وجه أعداء الله، وولدٍ بارٍ هو حسنةٌ في ميزان والديه، وصديقٍ رائعٍ هو سندٌ لمن يتكئُ عليه
لا بأس عليك بالرفق، والتوكل على الله ستقف مجددًا إن شاء الله تعالى على قدميك